صدور مجلد بعنوان العصر الذهبي للعلوم العربية الإسلامية للاكاديمي خالد ارشيدات
المدينة نيوز– أمضى الأكاديمي والمؤرخ وعالم اللغات الأردني خالد ارشيدات سنوات طويلة في الدراسة والمعرفة والبحث والمراجعة والتحقيق في الجامعات والمكتبات العالمية عن تأثير اللغة العربية على الثقافة العالمية .
وقال ارشيدات انه عمل بمنهجية التحقيق الاستقصائي عن اسهامات اللغة العربية في اثراء المعرفة الانسانية بالوان من المعارف العلمية والادبية والفكرية .
واضاف ان ذلك قاده الى انجاز بحث صدر حديثا باللغة الانجليزية في مجلد حمل عنوان ( العصر الذهبي للعلوم العربية الاسلامية : تأثير اللغة العربية على الغرب ) يتتبع فيه الاكتشافات العلمية الحديثة وعلاقتها بما أسسته الثقافة العربية في أكثر من حقبة تاريخية من ارض خصبة على عملية التفكير والاكتشاف في الحضارات الانسانية .
وعمل ارشيدات الذي درس اللغة العربية في دار المعلمين ببغداد بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي ، قبل ان يلتحق بجامعة الازهر لدراسة الحضارة العربية الاسلامية ومنها الى جامعة السوربون بفرنسا في دراسة الادب الفرنسي ، على تجزئة المجلد الى اثني عشر من الابواب والفصول خصص كل منها لواحد من المعارف التي برع فيها العرب .
وأوضح ارشيدات الذي عمل في التدريس مدة عقد من الزمان في جامعات دولة الامارات العربية المتحدة انه ركز في المجلد على موضوعات : اللغة والترجمة والجغرافية والفلك والموسيقى والهندسة وفنون العمارة والطب والصيدلة والفلسفة والفيزياء والكيمياء والاحياء والجغرافيا والرياضيات .
وارجع النهضة التي شهدتها المجتمعات العربية والاسلامية الى ذلك الاهتمام بالترجمة من والى اللغات الاخرى والقدرة على الانسجام والتواصل مع الثقافات المتباينة التي احتضنها العرب في بيئتهم التي تحفل بالتسامح .
ولفت ارشيدات الذي سبق له العمل في السلك الدبلوماسي بالهند وتشيلي الى ان اللغة العربية التي جاء فيها القرآن الكريم ، تميزت بالصفاء والسحر والعذوبة والسلاسة اضافة الى ما تفيض به البيئة العربية من فضاءات وتكوينات جمالية للصحراء وعناصرها الطبيعية: واحات ، ينابيع ، خيول وجمال , كل ذلك دفع بالشخصية العربية الى التأمل والنجوم والكواكب ومفردات الكون وعبر عنها بلغته العربية شعرا مجبولا بالصور والاحاسيس والمشاعر الدفينة.
يرصد الكتاب مسميات الكثير من المفردات في اللغتين الفرنسية والانجليزية ويردها الى اصولها العربية في اتكاء على قواميس وشروحات لغوية عديدة عارضا لكثير من جهود العلماء والادباء العرب والاجانب في هذا المضمار .
ويخوض الكتاب الذي يحتشد بالصور والخرائط والتوضيحات والمراجع العربية والعالمية بجماليات وخطابيات اشكال الزخرفة العربية والاسلامية في البيوت والقصور العربية والاسلامية، التي غدا البعض منها اعجوبة الزمان وقبلة للزوار والسياح من سائر ارجاء المعمورة، مثلما هو في قبة الصخرة المشرفة بالقدس وقصر الحمراء بالاندلس .
يدحض الكتاب الذي يجري العمل حاليا على انجاز نسخته العربية مدعما بالبراهين والمراجع الموثوقة في الموروث الانساني الكثير من مزاعم ومغالطات بعض المستشرقين تجاه المعارف العربية والاسلامية.(بترا)