عين على القدس يرصد صمود أهالي البستان بوجه أوامر الهدم
المدينة نيوز :- رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، صمود أهالي حي البستان المقدسي بوجه أوامر بلدية الاحتلال النهائية بالإخلاء والهدم، أو الموافقة على مخططات تهدف لتهويد الحي والسيطرة عليه.
ووفقاً لتقرير البرنامج المُعد في القدس، فإن حي البستان الواقع في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، يعيش كابوساً بسبب الاحتلال الإسرائيلي، لإنه مهدد بالهدم منذ نحو 20 عاماً، حيث وصل اليوم محطته الأخيرة مع بلدية الاحتلال، بعد أن فرضت على سكانه القبول باقتراح يقضي بهدم أكثر من ثلثي الحي بهدف تشييد حديقة توراتية، وبناء بعض المباني السكنية لأهالي الحي على 20 بالمئة من مساحته.
وقال التقرير إن أهالي الحي قاموا بإقامة خطبة وصلاة الجمعة في حي البستان، احتجاجاً على مخطط الاحتلال الذي يسعى لهدم بيوتهم وتهجيرهم منها قسراً، مبينا أنه يوجد في الحي أكثر من مئة منزل يقطنها أكثر من 1500 فلسطيني، ممن يواجهون مصير التهجير القسري، بعد خوض صراع قضائي طويل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجمعياته الاستيطانية في سبيل "منع اقتلاعهم من بيوتهم".
من جهته، قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد رويضي، إن بلدية الاحتلال تحاول جر أهل الحي إلى مشروعات تخدم برنامجها كإقامة حديقة "الملك داود" التوراتية، في حين أن قرار أهل الحي بهذا الخصوص واضح جداً، ويتمثل في أن أي مشروع مقدم من سلطات الاحتلال، لا يخدم تطلعات الحي في الثبات والصمود والتواجد بحيهم، فإنه مرفوض و"لن يمر".
بدوره، أوضح أحد أصحاب البيوت المهددة بالهدم في حي البستان، الحاج موسى عودة، أن أهالي الحي يقولون "لا" لهذا الاقتراح، مضيفاً أن كل المخططات التي تعرضها عليهم بلدية الاحتلال مرفوضة جملة وتفصيلاً، "وأنه لو هدم بيته سيعيش داخل خيمة على أنقاضه".
من جانبها، أوضحت المقدسية أماني عودة، صاحبة أحد البيوت المهددة بالهدم، أن من بين المئة بيت المهددة بالهدم، هناك 20 بيتاً مهددة بالهدم الفوري بحسب قانون كامينيتس، وبيتها أحد هذه البيوت، مضيفةً أن بلدية الاحتلال قامت بتهديدهم بالموافقة على المخطط الذي يريدون فرضه على أصحاب هذه البيوت، أو أنها ستبدأ بعملية الهدم الفوري، وتوقعت كذلك أن تبدأ عملية الهدم في أي وقت، بعد استنفاذ الحلول القانونية وفقاً لما أكده المحامي.
والتقى البرنامج عبر اتصال فيديو من القدس، بعضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، فخري أبو دياب، الذي أوضح أن عملية الهدم باتت ممكنة لان أهالي الحي الآن بدون غطاء قانوني، بعد استنفاذ كل الوسائل القانونية، التي قامت بتأخير قرار الهدم.
وأكد أن عين الاحتلال وبلديته على البستان لأن الاحتلال سيحقق "سابقة" إذا استطاع هدمه، وإعطاء سكانه الجزء اليسير منه وإقامة مشروعات تهويدية على أرضه ضمن مخططات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى المبارك، فوقوع الحي بيد الاحتلال سيكون مقدمة لسقوط أحياء أخرى كحي بطن الهوى وحي الشيخ جراح.
وبين أن الضغط الدولي في الدفاع عن الحي تراجع لازدواجية المعايير وانشغال العالم بأمور أخرى، وان الأمور ذاهبة إلى التصعيد، وأن البستان سيكون على موعد مع الجرافات قريباً، موضحا أن الاحتلال في محاولته تهدئة المجتمع الدولي يقول أنه سيعطي جزءاً من الحي للسكان، فيما أنه يخطط لإقامة حدائق توراتية على باقي المساحة البالغة 70 دونما، باعتبار الحي جزءا من الحدائق التوراتية والمسارات التلمودية في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى من الشيخ جراح إلى سلوان، والتي يطلقون عليها تسمية "الحوض المقدس". وبالتالي فهم لا يستطيعون الإبقاء على سكان حي البستان لأنه بعد هذا الحي يأتي وادي ياصول ووادي الربابة وعين اللوزة، وهم يريدون وصل هذه الأحياء ببعضها والسيطرة عليها بعد تشريد سكانها.
وقال أبو دياب إن الاحتلال عازم على المضي قدماً في هذا المخطط، حتى أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بإيعاز من وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير، قام بدعم إضافي على ميزانية البلدية المخصصة لهدم المنازل جنوب الأقصى بقيمة 5ر3 مليون شيكل، إضافة لوجود القوات التي تستعد لتنفيذ المخطط، إذا لم يتحرك العالم، مؤكدا "القادم قاتم إذا لم نتحرك قبل فوات الأوان".
وأضاف انه توجد في الحي بيوت بنيت قبل عام 1948 وقبل الاحتلال، ومع ذلك، تدعي بلدية الاحتلال أنها غير قانونية، وفرضت عليها المحاكم غرامات ومخالفات ووافقت على مشروع البلدية، مع أن هذه البيوت لا تحتاج لاستصدار تراخيص لأنها كانت موجودة قبل الاحتلال والبلدية نفسها.
ولفت أبو دياب إلى أن محاكم الاحتلال تسير حسب المخططات الإسرائيلية، لأنها جزء من هذه المنظومة التي تريد تصفية الوجود الفلسطيني، فيما يقابل ذلك صمود الفلسطينيين وثباتهم المستمد من عقيدتهم، في ظل غياب القانون الدولي وعدم قيامه بأي عمل لحمايتهم، وصمت المجتمع الدولي على هذا التغول.
-- (بترا)