إيران تعتقل أكثر من 100 شخص في قضية تسميم طالبات المدارس
المدينة نيوز :- أعلنت الداخلية الإيرانية، مساء اليوم السبت، عن اعتقال أكثر من 100 شخص من العناصر المتورطة في الحوادث الأخيرة بالمدارس الإيرانية، في إشارة إلى حوادث التسمم التي شهدتها مدارس إيرانية في عدة محافظات.
وأضافت الداخلية في بيان ثالث، نشرته وكالات الأنباء الإيرانية، أن هذه الاعتقالات تمت في 11 محافظة إيرانية من أصل 31، مشيرة إلى أنه جرت تحقيقات مع المعتقلين.
وتابعت أن بعض هؤلاء المعتقلين قاموا بـ"رش مواد ذات رائحة سيئة وغير خطيرة في صفوفهم لغرض المشاغبة والمغامرة وبهدف تعطيل المدرسة".
وتجنبت الداخلية الإيرانية، استخدام كلمة التسمم في بيانها، قائلة إن بعض المعتقلين أيضا "قاموا بهذا العمل بدافع عدائي وبهدف بث الرعب والذعر بين الناس والطلاب وتعطيل المدارس ونشر سوء الظن بالنظام" الحاكم.
ولفتت إلى أن التحقيقات مستمرة مع هذا الصنف من المعتقلين الذين وصفتهم الداخلية الإيرانية بأنهم "مجرمون" لمعرفة ما إذا كان لديهم علاقات مع "المنظمات الإرهابية".
ودعت الداخلية الإيرانية، الطلاب الإيرانيين إلى تجنب "هذا المزاح"، متوعدة بملاحقة المخالفين.
واليوم السبت، أعلنت جامعة "جندي شابور" للعلوم الطبية في مدينة الأهواز الإيرانية عن حادث تسمم في مدرسة في منطقة باغملك، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية.
وقال رئيس قسم العلاج بالجامعة، حبيب حي بر، إنه بعدما "ساء الوضع الصحي" لعدد من طالبات ثانوية في باغملك تم نقلهن إلى المستشفى وغادرنها بعد إجراء المعاينات الضرورية والعلاج.
واليوم السبت، نشرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، تقريرها حول حوادث التسمم، مشيرة إلى أن 10 في المائة من هذه الحوادث نجمت عن استنشاق "مادة مهيجة"، فيما 90 في المائة الأخرى منها ناتجة عن "الاضطرابات النفسية".
وبدأ مسلسل التسمم في مدارس الفتيات الإيرانية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وظهرت أولى الحالات في ثانوية نور يزدان بمدينة قم الدينية (شمال البلاد)، على بعد 110 كيلومترات من طهران. ثم رويداً رويداً، شهدت مدارس أخرى في قم حالات تسمّم، ثم وصلت الحالات إلى 26 محافظة من أصل 31.
وحول طبيعة التسمم والمواد التي تؤدي إلى ذلك في المدارس الإيرانية، يقول الطبيب الإيراني ورئيس مستشفى "إبن سينا" في طهران أرش أنيسيان : "لا معلومات كافية بشأن طبيعة تسمم الطلاب ونوع الغاز الذي يتسبب به"، مضيفاً أن "ما وصلنا إليه حتى الآن هو أن الغاز المستخدم متطاير وله مضاعفات تنفسية محدودة جداً".
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، ما زال الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بطريقة التسميم والمادة أو المواد المستخدمة فيه أو الجهات التي تقف خلفه. وباتت السلطات تتعامل مع الملف على أنه "أمني" يستهدف البلاد، انطلاقاً من اتهامات لـ "أعداء" إيران بالسعي لـ"إثارة البلوى" في البلاد بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. في المقابل، تتهم المعارضة وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات بـ "تدبير هذه الحوادث"، فيما آخرون يتهمون جماعات دينية متشددة بذلك لمنع الطالبات من الدراسة.
العربي الجديد