عين على القدس يناقش تقليص وكالة الغوث لخدماتها في المخيمات الفلسطينية
المدينة نيوز :-- ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تقليص وكالة الغوث الدولية لمسؤولياتها في المخيمات الفلسطينية، ومحاولة تصفيتها.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مشاهد من الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها اللجنة الشعبية لخدمات مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين القابع شمالي القدس المحتلة، والتي نظمتها احتجاجاً على تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين خدماتها وموظفيها في المخيمات الفلسطينية، لدرجة أضحت فيها لا تلبي الحد الأدنى من التزاماتها وواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أنها تتعرض لعملية تصفية تدريجية، بهدف إفراغها من مضمونها السياسي كمؤسسة شاهدة على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف التقرير أن هذه الأزمة التي تعصف باللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، تتزامن مع استمرار محاولة الاحتلال الإسرائيلي تصفية قضية اللاجئين الذين تمسكوا بحق العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها قسراً، لافتاً إلى أنه منذ تأسيس وكالة الغوث الدولية بهدف تنفيذ إغاثة وتشغيل اللاجئين، بدأت بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين لحين التوصل لحل دائم لمعاناتهم وعودتهم للأماكن التي تم تهجيرهم منها، إلا أن ما يحدث حالياً هو تنصل كامل من تقديم هذه الخدمات للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية على حد تعبير سكانها.
كما أوضح التقرير أن هذه المخيمات تعتبر محطة انتظار لقاطنيها لحين عودتهم إلى مناطقهم التي تم تهجير آبائهم وأجدادهم منها بعد النكبة.
مدير العلاقات العامة والإعلام في اللجنة الشعبية لخدمات مخيم قلنديا، محمد سعيد، قال إن وكالة الغوث قلصت خدماتها بشكل تدريجي وممنهج بحيث أن اللاجئ الفلسطيني لم يشعر بهذا التأثير وخطورته، مشيراً إلى أن الوكالة كانت تقدم خدمات في مختلف المجالات، كالإعاشة والإغاثة والتشغيل، وحتى في حالات النزاع المسلح، إلا أنها اليوم بالكاد تقدم خدمات تقتصر على الصحة والتعليم وإدارة النفايات الصلبة، المتكدسة حالياً، دون اهتمام من الوكالة.
والتقى البرنامج عبر اتصال فيديو من رام الله بعضو اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا، الدكتور راضي يعقوب، الذي أوضح أن عمليات تقليص الخدمات في وكالة الغوث بدأت منذ وقت طويل، لكن الأمور تفاقمت مع دخول العاملين فيها إضرابهم الحالي، مبيناً أن وكالة الغوث تم تأسيسها عام 1948 بناء على قرار في جمعية الأمم المتحدة، بهدف إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وأن الخدمات آخذة بالتقلص، ما يشير إلى مؤامرة تجاه اللاجئ الفلسطيني، بحيث أصبح هناك "عبث بصفة اللاجئ الفلسطيني".
ونوه الدكتور يعقوب إلى أن ما يحدث في مخيم قلنديا ينطبق على باقي المخيمات الفلسطينية وما يحدث بداخلها، وأن تقليص خدمات وكالة الغوث شمل جميع المجالات، حتى باتت غير آبهة بأي شيء داخل المخيمات، مشيراً إلى انتشار النفايات في المخيمات وانتشار الأمراض المزمنة وعدم توفر الرعاية الطبية لهم، وتوقف ما يزيد عن 2000 طالب عن الدراسة في مجمع مدارس وكالة الغوث لأكثر من شهر ونصف.
وأكد أن اللجنة الشعبية داخل المخيم تسعى لوجود الوكالة وعدم القيام بدور البديل لها، باعتبارها الشاهد الوحيد على قضية اللجوء داخل المخيمات من الناحية السياسية.
وقال يعقوب إن المسؤولية القانونية في المخيمات الفلسطينية تقع على عاتق وكالة الغوث وليس على السلطة الوطنية التي تعمل على تقليص الفجوة بين الوكالة واللاجئين، لافتاً إلى أن هناك عدة محاولات جرت من قبل السلطة لرأب الصدع ووقوف الوكالة على مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعتبرون المحور الرئيس في القضية الفلسطينية.
-- (بترا)