ضرب وسرقة واغتصاب.. الشرطة اليونانية تستبيح المهاجرين على الحدود
المدينة نيوز :- "وقفت مذهولاً أنظر إليهم وهم يركضون نحوي شاهرين الهراوات.. وهم على بعد أمتار، بدأت أصرخ بالإنجليزية: "نحن لسنا مهربين... نحن ضحايا حرب..!" لأن مظهرهم وهم هاجمون نحونا بوحشية، يشير إلى أحد يمضي ليقاتل حتى الموت، وليس ليطارد شخصا هو ضحية..".
هكذا يصف السوري أمجد مكيّة (29 عاماً) لـ "إرم نيوز" المشهد على الحدود اليونانية، راوياً قصّته مع وحشية الشرطة اليونانية مع اللاجئين، وما تقوم به من ضرب وتعنيف وسرقة ورمي بالرصاص دون أن تفرق بين مهرب ولاجئ أو امرأة حامل وطفل..!
تعنيف جسدي وجنسي
وقال مكيّة: "كانوا يضربوني وكأنني قاتل لنصف الشعب اليوناني، تذكرت مشهداً مماثلاً حصل في سورية عام 2015، كان لأهالي الحي الذي أسكنه في حمص، عندما أوقعوا بقناص كان قد أزهق أرواح أكثر من 30 شخصاً من الحي، وقتها قام ذووهم بضربه حتى الموت..".
عبر أيمن مع ثلاثة من رفاقه الحدود من تركيا إلى اليونان مجتازاً نهر إيفروس، وعلى الضفة المقابلة حيث الأراضي اليونانية، اعترضهم حرس الحدود اليوناني وقام بضربهم وتعنيفهم وسرقة أموالهم وهواتفهم.
وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الشهر الماضي، أن الأمن اليوناني على الحدود اعتقل طالبي لجوء ومهاجرين وعنفوهم، واعتدوا عليهم جنسيا، وسرقوهم، وجرّدوهم من ملابسهم، ثم أجبروهم على العودة إلى تركيا عبر نهر إيفروس.
فيما كشف بحث لمنظمة العفو الدولية نشر نهاية العام الماضي أن قوات الحدود اليونانية تخل بالتزاماتها إزاء حقوق الإنسان بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي، وذلك من خلال ما تقوم به من تجاوزات على الحدود.
وأردف مكية: "كل ما نطلبه منهم، هو إفساح المجال لنا في العبور، أخبرناهم أن اليونان مجرد محطة عبور، لن نبقى فيها، ولن نسبب لهم أي مشكلات، لكن ردهم كان بالضرب الوحشي والسرقة".
حرس حدود أم قطاع طرق..!؟
يقوم حرس الحدود بحسب مكية بسرقة الحاجيات الشخصية للمهاجرين من محافظ وهواتف وأموال، أما الضرب والتعنيف فهما بغرض خلق رادع على الحدود يمنع المزيد من اللاجئين من العبور عبر اليونان.
وهنا قال مكية: "كانوا يريدون إعادتنا إلى تركيا غارقين بالدماء، كي يرى كل من هناك ماذا سيكون مصيره إذا فكر بالعبور، أما السرقة فهي إجراء شنيع لا يقتصر على مبالغ صغيرة وهواتف، فهناك عائلات خسرت آلاف الدولارات".
اعتاد المهاجرون أن يحتفظوا بمبالغ مالية كبيرة بحوزتهم خلال الرحلة، بغرض تأمين تكاليف التهريب بين اليونان والعمق الأوروبي، أو بين الدول الأوروبية نفسها، وحرس الحدود اليوناني يعلم ذلك بالطبع، فرأى في هؤلاء الضحايا فريسة سهلة للسرقة والسلب.
استنكار دولي
وكشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية أن سلطات الحدود اليونانية استولت على 2.2 مليون يورو نقدًا من المهاجرين واللاجئين خلال عمليات الصد والإعادة غير القانونية على الحدود التركية على مدى السنوات الست الماضية.
التحقيق الصحفي الذي أجرته الصحيفة الإسبانية والذي نشر الأسبوع الماضي كشف أن مبلغ النقد المسروق يمكن أن يكون أعلى بكثير من الرقم المعلن عنه، حيث إن الأمر لا يتوقف على تجريد المهاجر من أمواله فحسب، بل تتم مصادرة أي أشياء ثمينة يحملونها معهم، مثل الهواتف المحمولة والمجوهرات.
في المقابل، ردت مصادر إعلامية يونانية على هذه الاتهامات بأن مصادرة الهواتف المحمولة والأموال من المهاجرين كان الهدف الأساسي منها هو منعهم من تكرار المحاولة عبر الحدود بطريقة غير نظامية في المستقبل.
وهنا قال مكية: "ماذا عن المجوهرات..؟! وعن ألعاب الأطفال...؟! كان برفقتنا عائلة معها طفل صغير بحوزته طائرة تطير مسافة متر عن الأرض عبر تحكم عن بعد، قام حرس الحدود بسرقتها، متهماً العائلة بأنها تستخدم الطائرة لكشف الطريق والمعابر الحدودية".
وكشفت اللجنة الوطنية اليونانية لحقوق الإنسان أن 93 % من المهاجرين الذين تم صدهم وإعادتهم على الحدود، أفادوا بتعرضهم للسرقة وتجريدهم من كل ممتلكاتهم وأموالهم. كما أن عددا كبيرا من المهاجرين قالوا إنهم تعرضوا للعنف أثناء عمليات الصد هذه.
ارم نيوز + وكالات