التلفزيون الأردني يوثق في برنامج حكايا الزيودي تاريخا لا ينسى
المدينة نيوز :- يمضي التلفزيون الأردني بحمل رسالته المهنية والأخلاقية التي بدأها منذ 55 عاما، بتقديم المحتوى الذي يرتفع بذائقة المتلقين ولا ينحدر بها، وينتج رسالته الإعلامية وفق ضوابط المجتمع وحقه بالمعرفة، ويواكب بها التقدم والحداثة والتكنولوجيا، ويبقي على جوهر رسالته وثوابت الأردن دون تغيير أو عبث.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، رصدت محتوى التلفزيون خلال أول ستة أيام من شهر رمضان المبارك، وحللت محتوى حلقات برنامج "خفايا الزيودي"، والذي أنتجه التلفزيون الأردني خلال العام 2023، ويعده ويقدمه الكاتب والفنان محمود الزيودي، وتبين أن كل حكاية قدمها أعادت الأردنيين لتاريخ كبير وعظيم من عمر هذه الدولة الراسخة.
التلفزيون الأردني وفر كادرا متكاملا تمثل بالإشراف الفني والتصوير والصوت والمكتبة الوطنية ومكتبة التلفزيون والفيديو والأعمال الإبداعية والمونتاج والمكساج والإخراج لإنتاج هذا البرنامج، والذي وصلت مدة الحلقة الواحدة منه إلى نحو 15 دقيقة، ويعرض في الساعة العاشرة من مساء كل يوم، بدأت أولى حلقاته مع أول يوم في شهر رمضان المبارك.
في حلقات البرنامج حديث عن معلومات مهمة وتاريخ طويل للأردن، حيث حكا الزيودي في الحلقة الأولى عن العادات الرمضانية، ومعنى غرة شهر رمضان المبارك التسمية التي أطلقها عليه الأردنيون القدماء، وبين دور المسحراتي الذي كان يوقظ الأردنيين على السحور، وتواجد الطبق الرئيس على مائدة السحور الأردنية وهي "قمر الدين".
وعرض التلفزيون الحلقة الثانية من الحكايا الأردنية النبيلة والقديمة، وفيها وثق الزيودي لتاريخ الملوك الهاشميين، واختار مواقفهم الإنسانية طيلة مئة عام، وبدأ الحلقة بتحية أردنية قديمة تقول "قوكم يا غانمين كل منكم باسمه".
وتحدثت الحلقة الثالثة عن حكاية طواحين الحبوب في تاريخ الأردن، حيث كان الأردن عامرا بالمياه والينابيع، وكانت الطواحين يخصص لها دورا في المياه التي تمنح للمزارعين لأن عملها كان يعتمد على طاقة المياه في الدرجة الأولى، وشرح آلية عملها وأسماء أشهر الطواحين وقصص الناس معها.
واستمرت الحلقة الرابعة لمدة 15 دقيقة، وفيها وثق الزيودي عبر شاشة التلفزيون الأردني لطبيعة الأردنيين القديمة، حيث كانت بيوت الأردنيين مفتوحة في بيوت الشعر والضيف لا يطرق جرسا للدخول، وعند من يسكنون بيوت الحجر كان كل بيت يضع في أوله مضافة للقادمين والسائرين والضيوف مشرعة الأبواب لا تغلق في وجه أحد.
ويقول الزيودي في حكايته الرابعة إن عمان العاصمة لم تكن بها فنادق لراحة القادمين إليها والمسافرين، فاجتهد ساكنوها من العائلات بتوفير مكان للنوم والطعام والشراب لكل من يأتي إليها، وعرج على مفهوم التصبيرة التي كانت للضيوف، وشرح معنى "عزومة تشق العباة"، والعلاقة بين شق العباة والدعوة على الطعام عند الأردنيين، وكيف كان المعزب الأردني يلون رقبة راحلة الضيف بدم الذبيحة.
وشرح في حكاياته كيف أن الأردنيين يأكلون اللحم فقط خلال العام الواحد ثلاث مرات، من بينها عيد الأضحى المبارك، وما يسمى بعشى الخميس، وهو الذي يكون في شهر نيسان، وظاهرة توزيع اللحم على العنايا "الأقارب من النساء".
ووثق التلفزيون في حكايته الخامسة لتاريخ بناء مصفاة البترول الأردنية وميناء العقبة، وكيف تغلبت الإدارة الأردنية للدولة في القديم على قضية إغلاق الحدود وفتحها بسبب الأحداث السياسية التي كانت تسود بين الحين والآخر، وشرح لطريقة نقل النفط من العقبة إلى عمان في القديم حيث كانت تأخذ الرحلة 4 أيام، يومان في الذهاب ومثلهما في العودة، مبينا طريقة بيع مادة الكاز في القديم حيث كان يباع بالوزن.
واستهل الزيودي حلقته السادسة بقوله "عوافي يا أهل البيت المبني، وياللي هواكم جذبني، وعسى صغيركم يكبر ويجيب النفع من بعيد"، وهذه إحدى أنواع التحيات الأردنية القديمة، وفي هذه الحلقة وثق الزيودي عبر الشاشة الوطنية الأردنية لتاريخ صناعة الصابون، وبين الأقوال العربية القديمة لذلك، ومن بينها صابون العرب لحاها، والصابون عند الرفة، وكان الصابون عندهم عزيزا ونادرا، ولا يتوفر بكل بيت.
وذكر أن الصابون كرس علاقة تعاون اقتصادية بين الأردن وفلسطين، حيث كان الصابون يصنع في مدينة نابلس الفلسطينية المحتلة، ووثق لصورة نبات الجلو، وتحديدا ذو النوع الحلو والمستخدم في صناعة الصابون، مؤكدا أن الجلو كانت تشتهر به منطقة الجيزة شرق العاصمة عمان ويعرف بالجلو الجيزاوي.
ورصدت (بترا) ردود فعل المتابعين لبرنامج حكايا الزيودي، حيث لم ترصد أي تعليق سلبي على منصات التواصل الاجتماعي، وأن كل التعليقات تثني على مثل هذا الإنتاج، وحجم المعرفة الذي يتم تقديمه عبر الشاشة الوطنية التي تنسجم مع المجتمع ومعرفته، مقدمين الشكر لإدارة المؤسسة، وللكاتب الزيودي الذي وثق تاريخا جميلا ومشوقا ومشرفا للأردنيين النشامى.
وقبل أيام من بداية شهر رمضان المبارك، أعلن مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، إبراهيم البواريد، الدورة البرامجية للمؤسسة.
وقال إنها وازنت بين الاهتمامات والمجالات المختلفة، وراعت التطور النوعي والكمي فيها، مشيرا إلى التعاون والشراكة الحقيقية مع وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء في إعداد البرامج الدينية في الشهر الكريم بأسلوب عصري جديد.
وأضاف أنهم نهجوا في برامج المطبخ أسلوبا جديدا يعتمد على جولات في الطبيعة الخلابة، راعوا فيها سياحة المكان والثقافة الناعمة والصورة الجميلة، بهدف الترويج للسياحة الأردنية، لافتا إلى إطلاق 3 برامج سياحية بعد شهر رمضان للاستمرار في تحقيق هذا الهدف.
وبشأن برامج المسابقات، أوضح البواريد أن برنامج "رمضان معنا أحلى" هو البرنامج الرئيس الذي أضيفت له 5 فقرات، كل منها يعتمد أسلوبا مختلفا، منها ما يتعلق بالتجارة وتقدم الأردن، وبعضها يركز على المحافظات، والآخر يتحدث عن شخصيات وطنية أو فنية بارزة، مشيرا إلى أن الجوائز لم تكتمل بعد، وأن العمل جار على استقبالها لبداية شهر رمضان.
وفي المجال الترفيهي "الكوميدي"، أشار إلى إدراجهم برنامج "حكايا الزيودي" الذي يتحدث عن تاريخ الأردن منذ نشأة الدولة بقالب الحكايات، لافتا إلى اهتمامهم بعنصر الشباب والمرأة على الشاشة الوطنية، وتخصيص برنامج شبابي لهذه الغاية، مؤكدا مراعاة مضمون البرامج وشكلها.
وعن برامج الدراما في شهر رمضان، قال إن الأولوية كانت في الاختيار للإنتاج الأردني، حيث تم اختيار عملين أردنيين وواحد عربي لهذه الغاية.
وتأسس التلفزيون الأردني عام 1968، ومنذ ذلك التاريخ وهو يطلق بثه ملتزما برسالة الدولة الأردنية وثوابتها الواضحة، ويخضع كل ما ينتج لمعايير المهنية والمصداقية، ويواكب التطور الذي حدث بحيث تصل الرسالة إلى جمهور المتلقين كافة، حيث يتواجد التلفزيون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، ويواكب كل جديد وهادف.
ويعتبر الزيودي أحد أهم الكتاب الأردنيين على المستويات كافة، وأبدع في كتابة الأعمال الدرامية التي توثق لتاريخ الأردن وفلسطين، وكتب مسلسلات بدوية بينت جزءا من تاريخ الأردن الطويل، وانطبعت كثير من أعماله في ذاكرة الأردنيين، وما زالت أعماله يعاد بثها وحض