خبراء إسرائيليون يرصدون إخفاقات مئة يوم من حكومة الاحتلال

المدينة نيوز :- شكّل تفاقم الوضع الأمني المتدهور لدولة الاحتلال فرصة أمام الإسرائيليين لتقديم كشف حساب بإخفاقات الحكومة الحالية، بعد مئة يوم على تشكيلها، وهي المدة التي تُمنح عادة لكل حكومة جديدة، لكن أعضاء التحالف الحالي يعترفون بأن العديد من الخطط والوعود الانتخابية لم تتحقق بعد، وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان ذلك ممكنا في الأجواء التي حدثت.

مع العلم أن هناك سلسلة من الوعود التي كانت على جدول أعمال بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات، حول الاقتصاد، وتكلفة المعيشة والسكن، بجانب الأمن الشخصي، لكن دخول الحكومة مباشرة للانقلاب القضائي بعد وقت قصير جدًا من إنشائها، دفع بالقضايا الأخرى جانبًا.

موران أزولاي، مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت للشؤون الحزبية، أكدت أن "أول إخفاق للحكومة تمثل في الخطة الاقتصادية التي شكلت أبرز ما ميّز حملة الليكود بتكلفة عالية للغاية بلغت مليارات الدولارات، وشملت التعليم المجاني للأطفال الصغار، وتخفيض ضريبة الدخل والشركات، وتجميد ضريبة الأملاك لمدة عام، ومعالجة أسعار المساكن من خلال إصدار سندات حكومية، لكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الوعود بشكل كامل".

وأضافت في تقرير أن "خطة التعليم المدعوم للأعمار الصغيرة قوبلت باعتراضات كثيرة من الهيئات، التي تدعي أنها ستضرّ بجودة التعليم، وتزيد من ظاهرة إساءة معاملة الأطفال، ورغم الوعود الكثيرة لخفض كلفة المعيشة، لكن تكلفتها لا تزال مرتفعة، ولا يوجد تغيير دراماتيكي بهذه المسألة مرئي في الأفق".

وأشارت إلى أنه "على صعيد التعامل مع المقاومة، فقد حظيت بانتقاد وزراء بارزين في الحكومة بشدة بسبب سياستها المتساهلة ضدها، وفي مناسبات مختلفة وجهوا انتقادات شديدة لما وصفوه بالتراخي، لأن الحكومة لم تأمر ببدء عملية السور الواقي2 في الضفة الغربية، لكنها عملياً لم تظهر استعدادا لهذا النوع من التحرك، ونادرا ما اجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني في مثل هذه الفترة الحساسة".

وأوضحت أنه "رغم الوعود الانتخابية بتخفيض أسعار المساكن، فقد أنشأت الحكومة مجلسًا للإسكان لم يتم عقده بعد، ولم يتم اتخاذ أي خطوة مهمة بهذا الشأن، فيما أعلن محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور أمير يارون، رفع أسعار الفائدة للمرة التاسعة خلال عام ونصف، ما يعني إثقال كاهل العديد من الأزواج والعائلات من الطبقة الوسطى، خاصة عندما لا تكون هناك مساعدة أو تخفيف بمجالات أخرى من تكاليف المعيشة، مع أن أهم الوعود الانتخابية هي توزيع المواد الغذائية، لكنها لم تنجح".

وأكدت أنه "رغم الوعود الحكومية، فلم يتم اتخاذ خطوات لمكافحة الجريمة بين فلسطينيي48، فضلا عن الخلاف العميق وأزمة الثقة المستمرة بين قائد الشرطة كوبي شبتاي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي لم ينجح بتطبيق الكثير من وعوده الانتخابية، زاعما أنه يعاني من نقص هائل في القوى العاملة، والانتقادات الموجهة ضده بأنه بدلاً من الانشغال بتجنيد القوات، فإنه يضطر لمحاربة التسريبات من الشرطة".

وأوضح أنه "بالنظر لاتفاقيات التطبيع، فقد ألمح نتنياهو خلال الانتخابات إلى دفء العلاقات مع دول أخرى في المنطقة، كجزء من تحرك لتوسيع هذه الاتفاقيات، ولكن منذ بدء الانقلاب القانوني، وازدياد التوترات الأمنية، فإن هذا الدفء لم يستمر بعد، بل إن السعودية جددت علاقاتها مع إيران، ما يلحق ضررا استراتيجيا خطيرا بإسرائيل".

يتسحاق حاتسيرا، الكاتب في موقع القناة 14، أكد أن "مرور مئة يوم على تشكيل الحكومة شكل خيبة أمل كبيرة، لأن أداء الحكومة يتضاءل مقارنة مع الوعود الكبيرة للناخبين قبل الانتخابات، خاصة مع صعوبة تجاهل إخفاقاتها في مختلف الساحات، ابتداءً بالساحة الأمنية، مروراً بالمجال القانوني والاقتصادي، وانتهاءً بالإعلام، وهي إخفاقات شكلت ضجة كبيرة، وفشلا ذريعا، في هذه المرحلة على الأقل، سواء ما تعلق منها بالأمن الشخصي، وتكاليف المعيشة، ومشاريع الاستيطان".

وأضاف في مقال أن "أداء الحكومة الأمني كشف خطاً مباشراً بين ضعف الحكومة وانعدام الردع، وبين العمليات الفدائية الحادة التي تداخلت في السنوات الأخيرة مع بعضها إلى حد أكبر مما كنا نعرفه من قبل، وشكلت مفاجأة بعض الشيء، لكن الشعور الإسرائيلي السائد أن نطاق وشدة ردود فعل الحكومة الحالية على المقاومة في غزة أقل بكثير مقارنة بردود الحكومة السابقة، وقد وجدنا أنفسنا عدة مرات مستيقظين في الصباح على إطلاق صواريخ، ولم يتم الرد عليها، وفي الوقت الحالي تواجه إسرائيل تآكلًا حادًا في الردع".

وأشار إلى أنه "بالنسبة للتهديد النووي الإيراني، يبدو أن إسرائيل تتراجع، رغم أن إيران طالما أنها بقيت على رأس أولويات نتنياهو، وحتى في الفترة الحالية لا يتخلى عن التهديد، وكجزء من جولته الأخيرة من الرحلات، زار عدة عواصم في أوروبا، وتحدث مع القادة حولها، رغم تعرض إسرائيل لهزيمة مزعجة عقب توقيع السعودية لاتفاقية دراماتيكية مع إيران، ما يعني فشلا حادا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في جميع القطاعات".

وأوضح أن "المسار القانوني الذي اتخذه مهندسوه بدا متعجرفًا مفترسًا وغبيًا، فيما ساهم معارضوه في الفوضى التي انزلقت فيها إسرائيل، حيث تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين للشوارع، واختاروا جعل أصواتهم مسموعة بطريقة عنيفة، بإغلاق الطرق الرئيسية، وإشعال النيران على الطرق، والمواجهات الصعبة مع الشرطة، ما شكل مزيجا من الغطرسة والجشع والإكراه العنيف، ولم ينتصر أحد، لكننا خسرنا جميعًا، ودفعنا الثمن، وباتت الدولة في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل تشكيل الحكومة".

عربي 21