المناسبات المقدسية رمز للهوية الحضارية والثقافية العربية الإسلامية
المدينة نيوز :- صالح الخوالدة- ألهبت مدينة القدس ضمير الأمتين العربية والإسلامية باعتبارها رمزا يعكس تشبث الإنسان العربي والمسلم بحقوقه في أرضه ومقدساته وهويته الحضارية والثقافية.
وارتبط اسم المدينة المقدسة بالعديد من المناسبات الدولية، تحت مسميات مختلفة؛ منها مناسبة يوم القدس العالمي التي انطلقت عام 1979، وتصادف غدا الجمعة، ومناسبة القدس تراث عالمي احتفل به الأردن عام 1981، إثر تسجيل القدس في قائمة التراث العالمي، وعبرت الحكومات والشعوب عن تضامنها مع مدينة القدس بهذه المناسبات وغيرها من خلال المسيرات والمؤتمرات والخطابات والبيانات التضامنية، وعلى الجانب الثقافي أصدر عدد من الدول الطوابع البريدية بهذه المناسبة.
وكان لهذه المناسبات دورا في توحيد الأمة والعالم الحر ضد الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية، وكذلك خرقها جميع القوانين والمواثيق والقرارات الدولية.
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان إن الارتباط الديني والتاريخي والإنساني لمدينة القدس في نفوس الملايين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية والعالم الحر، مرده الشعور الأخلاقي المتأصل بواجب التضامن والتعاضد مع الشعب الفلسطيني، والذي ما زال يقبع حتى اليوم تحت الاحتلال، ويتعرض لأبشع أنواع العنصرية والوحشية التي لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل.
ومضى قائلا: "الشعب الفلسطيني تمارس ضده أشرس أساليب الاستعمار من قبل حكومة اليمين الإسرائيلية بقيادة الأحزاب الدينية المتطرفة التي تحمل برامج وأجندات عنصرية بغيضة، ولا يمكن قبولها في العالم الديمقراطي المعاصر المؤمن بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وفقا لقرارات الشرعية والقانون الدولي الذي تضرب به إسرائيل عرض الحائط.
وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هذه المناسبات المقدسية على اختلافها تتيح لكل شخص التعبير عن دعمه للقضية الفلسطينية، وجوهرتها القدس من خلال ممارسة دوره الثقافي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي، ما يجعل هذه القضية حية في النفوس، ويسهم في فضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية وتوجيه الرأي العام الدولي لنصرة الأهل في فلسطين.
وأشار إلى أهمية هذه المناسبات لتوحيد الأمة والعالم الحر، وتوجيه البوصلة نحو فلسطين والقدس، وهي رسالة ودعوة للعالم بسرعة لحماية الثقافة والتراث الفلسطيني والمقدسي، بما في ذلك التوقف عن محاربة المحتوى الثقافي الفلسطيني على شبكة الإنترنت، بتأثير من اللوبي الصهيوني، وألا يكيل العالم بمكيالين، بل ينظر بعدالة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبين أن الأردن؛ شعبا وقيادة هاشمية، صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وانطلاقا من مركزية القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، شارك أمتنا والعالم الاحتفال بجميع المناسبات المقدسية من خلال جهوده الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية المتنوعة، ووفرت الثقة والمكانة الدولية للأردن وقيادته رصيدا عالميا زاد من فعالية مشاركته.
وأردف قائلا "رسالتنا في كل مناسبة، وفي كل يوم ولحظة ضرورة التدخل العالمي الفوري لإنهاء الاحتلال، ووقف الجرائم والاقتحامات وسياسة التضييق التي يعاني منها المدنيين العزل في فلسطين والقدس، وإلزام إسرائيل بالقرارات الدولية، لأن القدس ومقدساتها وهويتها العربية ستبقى في صدور أبناء الأمة يبذلون من أجلها الغالي والنفيس، وسيبقى الأردن شعبا وقيادة السند للأهل في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وقال رئيس جمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية جليل طنوس إن المناسبات الخاصة بمدينة القدس ظهرت في الكثير من مجموعات الطوابع البريدية، بالإضافة إلى الأوسمة والميداليات التذكارية، وأصدرت الأردن مجموعات طوابع عن القدس منذ عام 1953 حتى عام 2019، مثل مجموعة القدس تراث عالمي عام 1981، وأصدرت سوريا عام 2021 مجموعة ( يوم القدس)، وإيران مجموعات طوابع لعدة سنوات منذ 1979تحت مسمى ( يوم القدس)، وكذلك الكويت والعراق وموريتانيا والسعودية وليبيا ومصر وغيرها من الدول العربية والأجنبية أصدرت الطوابع المعنية بالقدس.
وأضاف أن الطوابع البريدية نظرا لميزة انتشارها الواسعة تعد وسيلة إعلامية لدعم قضية فلسطين والقدس، داعيا مكاتب البريد في الدول العربية والإسلامية والعالم الحر إلى إصدار المزيد من مجموعات الطوابع المشتركة تحت مسمى (القدس) لترسيخ وحدة الموقف العالمي الداعم لهذه القضية الإنسانية، وتأكيد هوية وتاريخ وحضارة فلسطين والقدس.
--(بترا)