قلق دولي وعربي إزاء تصاعد المعارك في السودان ودعوات لضبط النفس ووقف فوري لإطلاق النار
المدينة نيوز :- عبّرت أميركا وبريطانيا ومنظمات دولية على رأسها الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد المعارك في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع ودعت طرفي النزاع إلى وقف فوري لإطلاق النار، الأمر ذاته دعت إليه تركيا ودول أفريقية وعربية.
فمن ناحيته عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن بالغ قلقه إزاء أنباء عن "تصاعد العنف" في السودان، ووصف الوضع في الخرطوم بأنه "هش"، وحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة.
وأضاف أن الأطراف الرئيسية في الخرطوم توصلت إلى اتفاق إطاري مهم حول كيفية المضي قدما في الانتقال إلى حكومة مدنية قبل بضعة أسابيع، لكن هناك جهات فاعلة أخرى ربما تعمل ضد هذا التقدم. وقال إن "هذه فرصة حقيقية للمضي قدما في عملية الانتقال بقيادة مدنية، وهي فرصة نحاول نحن ودول أخرى تعزيزها".
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي القيادة السودانية لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد بعد اشتباك قوات الدعم السريع مع الجيش، وقال عبر منصة تويتر "العنف الدائر في أنحاء السودان يجب أن يتوقف فورا"، مؤكدا أن "الإجراء العسكري لن يؤدي إلى حل هذا الموقف".
كما قالت السفارة البريطانية في السودان إنها تراقب عن كثب الوضع في الخرطوم وأماكن أخرى في البلاد، وحثت رعاياها على البقاء في منازلهم واتباع توصيات السفر الخاصة بها.
بدورها دعت وزارة الخارجية الروسية طرفي النزاع إلى إجراء مفاوضات وقالت في بيان "نحث أطراف الصراع على إظهار الإرادة السياسية والتحلي بضبط النفس واتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار".
كما أعربت السفارة الروسية لدى السودان عن قلقها من تصاعد العنف في البلاد، داعية طرفي النزاع إلى وقف سريع لإطلاق النار، وإجراء مفاوضات من أجل استقرار الأوضاع، وحثت مواطنيها الموجودين في السودان على البقاء في منازلهم وضبط النفس.
المنظمات الدولية
على الصعيد الدولي، أعرب مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلق الاتحاد الأوروبي من أنباء القتال في السودان، وقال إن الاتحاد يدعو جميع القوات في السودان لوقف العنف على الفور، وأضاف أن "التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. حماية المواطنين أولوية".
كما أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك، عن قلقه العميق إزاء النزاع المسلح في السودان، وقال في تغريدة عبر تويتر إن "هناك حاجة ماسة إلى تغليب صوت العقل لوقف العنف والعودة إلى المسار السابق الواعد نحو السلام والانتقال المدني".
من جهته أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد عن قلق الاتحاد من الأحداث الجارية في السودان، وقال "نتابع عن كثب وبقلق عميق التطورات في جمهورية السودان"، ووجّه رئيس المفوضية نداء لجميع الأطراف المتقاتلة بإيقاف ما وصفها بـ"حمامات الدم وتدمير البلاد وترويع المدنيين"، وطالب أطراف النزاع بالعودة فورا إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة.
بدوره قال فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان (يونتاميس)، إنهم تواصلوا مع كلا الطرفين في السودان، ودعوا إلى وقف فوري للقتال واستعادة الهدوء في البلاد، وعبر بيرتس عن إدانة البعثة الشديدة لاندلاع القتال في البلاد.
من جهتها دعت الجامعة العربية عبر أمينها العام أحمد أبو الغيط لوقف التصعيد وحقن الدماء في السودان فورا، وأعربت عن "عميق القلق والانزعاج" إزاء العمليات القتالية الدائرة حاليا في الخرطوم ومناطق أخرى. ودعا أبو الغيط إلى ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء فورا، وقال إن الأمانة العامة على استعداد للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك.
قلق عربي ودعوات لوقف فوري للقتال
على الصعيد العربي أعربت مصر عن قلقها البالغ من التطورات في السودان، وطالبت كافة الأطراف السودانية بـ"ضبط النفس"، وقالت في بيان لوزارة خارجيتها إن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان وتطالب كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني وإعلاء للمصالح العليا للبلاد.
من ناحيتها دعت قطر إلى وقف القتال فورا بين الأطراف المتنازعة في السودان وحل الخلافات بالحوار، وأعربت في بيان لوزارة خارجيتها عن "قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في الخرطوم ومروي في السودان"، ودعت الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال فورا وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل، وانتهاج الطرق السلمية لتجاوز الخلافات.
بدورها دعت السعودية المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان لـ"الحكمة وضبط النفس" وأعربت في بيان لوزارة خارجيتها عن "القلق البالغ جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع"، ودعت كافة الأطراف إلى تغليب لغة الحوار وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق.
كما بحث وزراء خارجية السعودية والإمارات وأميركا في مكالمة هاتفية الوضع في السودان ودعوا لوقف التصعيد العسكري والعودة إلى الاتفاق السياسي الإطاري.
كما دعت الإمارات جميع الأطراف في السودان إلى التحلي بضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة عن طريق الحوار، حسبما قالت وكالة أنباء الإمارات، والتي أضافت أن سفارة الإمارات في الخرطوم "تتابع بقلق بالغ" الأحداث الجارية في السودان، وتؤكد على موقف الإمارات "الثابت والمتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية".
ودعا الأردن كافة الأطراف بالسودان إلى ضبط النفس ووقف القتال فورا، معربا عن قلقه "البالغ" إزاء التطورات هناك، ودعا في بيان لوزارة خارجيته إلى "العودة إلى الحوار والتهدئة، والالتزام بالاتفاق الإطاري السياسي وبما يؤسس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد".
من جهتها دعت تونس عبر خارجيتها جميع الأطراف السودانية إلى خفض التصعيد واعتماد أعلى درجات ضبط النفس، وقالت إن تونس تتابع بانشغال تطورات الأحداث الجارية بالسودان وتعرب عن "قلقها البالغ" لما آلت إليه الأوضاع الأمنية وتدعو جميع الأطراف السودانية إلى خفض التصعيد واعتماد أعلى درجات ضبط النفس وتحكيم صوت العقل وانتهاج الحوار سبيلا لنزع فتيل الأزمة.
تركيا وأفريقيا
على الصعيد الإسلامي، أعربت تركيا عن قلقها من الاشتباكات التي اندلعت صباح اليوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها تشعر بالقلق من الاشتباكات المسلحة التي وقعت في السودان ودعت جميع الفرقاء إلى التمسك بمكتسبات العملية الانتقالية وإلى الهدوء والحوار، وأكدت أنه لا يمكن إيجاد حل دائم لمشاكل السودان إلا من خلال وفاق وطني.
أفريقيا، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأطراف السودانية إلى الاحتكام لضبط النفس والتوقف عن القتال والعودة إلى مسار الحوار، وقال في بيان نشره على تويتر إن الحكومة الفدرالية تتابع بقلق شديد واهتمام بالغ الاشتباكات الحالية في السودان، معربا عن استعداده للوساطة لحل النزاع "الخطير" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
من جهتها، أغلقت حكومة تشاد حدودها مع السودان اليوم السبت ودعت إلى الهدوء، وناشدت في بيان المجتمع الإقليمي والدولي "وجميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام".
المصدر : وكالات