عودة خدمة الإنترنت في السودان مع استمرار المعارك على الأرض
المدينة نيوز :- قال مسؤولان من شركة اتصالات (إم.تي.إن) في السودان لوكالة رويترز، الأحد، إن الشركة أوقفت خدمات الإنترنت في البلاد بناء على توجيهات من هيئة الاتصالات الحكومية، مع استمرار المعارك على الأرض، قبل أن تعيدها لاحقا بطلب من السلطات.
ولا تزال الاشتباكات التي اندلعت صباح السبت، مستمرة لليوم الثاني، بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وسط تبادل الاتهامات من الطرفين ببدء الهجوم.
ويزعم كل طرف الأفضلية في القتال الدائر بالأسلحة الثقيلة، والطائرات.
ووصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة"، متهما إياها بـ"نشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها للتغطية على سلوكها المتمرد".
جنرالان يتصارعان على السلطة
بعد الإطاحة بنظام عمر البشير في السودان في 2019، احتدم الصراع على السلطة بين العسكر والمدنيين.
وبات جنرالان يتنازعان على السلطة: الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
كان الأول قائد القوات البرية في عهد البشير وصار قائدا للجيش، وأسّس الثاني قوات الدعم السريع معتمدا على المليشيات التي خاضت حربا دامية في إقليم دارفور ، وفقا لـ "عربي21".
أثناء انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 كانا حليفين. فقد ظهر البرهان على التلفزيون ليعلن إبعاد المدنيين عن السلطة ودعم دقلو.
ولكن شيئا فشيئا، بدأ الصراع بينهما يطفو على السطح.
أخيرا خرج حميدتي ليصف علنا الانقلاب بأنه "خطأ" أدى إلى "إعادة تنشيط الفلول"، في إشارة الى أنصار عمر البشير. وأكدّ البرهان من جهته أن تحركه كان "ضروريا لإشراك مزيد من القوى السياسية في إدارة الفترة الانتقالية".
من أطلق الرصاصة الأولى؟
يتبادل حميدتي والبرهان اللوم حول من بدأ القتال في السودان، حيث قال الأول إنه أجبر على القتال، فيما يقول الثاني إن قوات الدعم السريع "تمردت".
وتعهد حميدتي بمواصلة القتال، وتسليم البرهان للعدالة، وتسليم السلطة للشعب، فيما قالت القوات المسلحة إنها لن تحاور أو تفاوض حميدتي قبل حل "المليشيا" التي يقودها.
من سيحسم على الأرض؟
قال خبراء إن توقع نتيجة المعارك الدائرة الآن في السودان بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع، أمر مستبعد في الأيام الأولى للقتال.
من جانبه، رأى المدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، كاميرون هيدسون، أنه من المبكر تحديد مصير المعركة الدائرة الآن في السودان، مشيرا إلى أنها قد لا تنتهي قريبا.
وحول احتمالات تدخل واشنطن ودول الترويكا لعقد لقاءات مع طرفي المعركة، قال هيدسون لـ"عربي21": "يبدو أن واشنطن والترويكا لديهما نفوذ ضئيل للغاية بشأن ما يحدث.
على جانب آخر، قال الخبير البريطاني في الشؤون الأفريقية، مارتن بلوت إن السودان يعيش الآن لحظات حرجة، مؤكدا أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر، تدعم قوات الجيش بقيادة البرهان، فيما تدعم الإمارات وأريتريا وروسيا ومجموعات فاغنر المقاتلة قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وتابع بلوت في تصريحات : "بالتالي فيبدو أن هناك فرصة ضئيلة للتسوية بينهما، يبدو أن القتال سيطول، ولا أحد يمكنه التنبؤ بالاحتمالات".
وحول نتيجة المعركة قال: "إذا انتصر البرهان، فيمكن أن يعود الوضع في السودان إلى ما هو طبيعي، ومن المرجح أن تستمر المناقشات والمصالحة مع الجماعات المدنية، بالمقابل إذا انتصر حميدتي فإن كل الرهانات ستكون متوقفة".