من برج المراقبة أين يقف اللبنانييون من إتفاق الطائف ؟
تم نشره الخميس 15 أيلول / سبتمبر 2011 10:01 مساءً
عبد الرحيم غنـّام
الخلافات"اللبنانية ـ اللبنانية" ليست جديدة بل تعود لستة عقود خلت فمنذ ثورة الثمانية والخمسين التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين والتي أدت إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بين قتيل وجريح وأدت إلى فراغ سياسي إلى أن توصلت الأطراف اللبنانية المتورطة في الصراع الى التوصل لاختيار بشارة ألخوري رئيسا للجمهورية اللبنانية ، وبناء على الإنفاق الذي توصلت اليه الأطراف اللبنانية المتنازعة بعد ان تمكن القومي يون والناصريون في لبنان من إنتزاع حقوقهم السياسية وحقهم في مناصرة مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر وقيادة الثورة ، وتمكن القوميون العرب من مسلمين ومسيحيين وأحزاب تقدمية ووطنية لبنانية من اثبات وجودها بدعم ومساعدة من الحكومة المصرية التي كانت تمتد بأجنحتها القومية والثورية الى معظم الأقطار العربية .
الخلافات "اللبنانية ـ اللبنانية" التي توارت مؤقتا عن ألأنظار والظهور بوضوح على الساحة اللبنانية ولكن على ما يبدو ان انار كان تتأجج تحت الرماد وبسبب الحلول المؤقتة حينا بين أطراف الصراع لم تتوصل باللبنانيين الى حل جذري للصراع الذي ما أن يتوقف حتى يعود الى الظهور مجددا ، ولست هنا في إستعراض للنزاعات اللبناني ـ اللبنانية والظروف التي مرّ بها لبنان ز
تعرض لبنان خلال العقود الخمسة الماضية الى عدد من الاعتداءات الإسرائيلية الصهيوني الغاشمة بسبب مواقفه الوطنية والقومية التي كانت تشكل إزعاجا للكيان الإسرائيلي وتعتبرها معادية لها فشنف غارات على مطار بيروت ودمرت عددا من الطائرات الرابضة في ارض المطار عام 1968م وتلتها باجتياح لجنوب لبنان عام 1969م بهدف طرد المقاومة الفلسطينية المتواجدة بالجنوب وتنطلق في عملياتها المقاومة الى داخل فلسطين المحتلة وخاصة المناطق المحاذية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مما أدى الى خلافات" لبنانية ـ لبنانية"لم تدم طويلا ، وفي العام 1972م دب الخلاف بين الكيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية ، ولم يتردد سلاح الجو اللبناني من القيام بقصف مواقع للفدائيين الفلسطينيين في بيروت ومخيماتها وفي منطقة بئر حسن وأدى ذلك الى وقوع ضحايا من رجال المقاومة والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين وانتهت الهجمة العسكرية اللبنانية على الفلسطينيين في معظم أماكن تواجدهم بعد الإتفاق الى إحتكام الطرفين الى إتفلقية القاهرة التي ينظم العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية في لبنان وخلال بضع سنوات تطورت الخلافات بين الأحزاب والحركات اللبنانية المؤيدة للفلسطينيين ونضالهم المشروع لإستعادة وطنهم السليب فلسطين من جهة والقوى والأحزاب المسيحية المتطرفة والمناوئة للمقاومة الفلسطينية ومن يدعمها من جهة أخرى فتحت بال واسع للحرب الأهلية التي استمرت لبضع سنوا ت حصدت الآلاف و من الموطنين اللبنانيين والفلسطينيين بين قتيل وجريح وبناء على رغبة جهات لبنانية عديدة تدخلت سوريا لحقن الدماء اللبنانية والفلسطينية ولم تتمكن القوات السورية في لبنان من تحقيق هدفها الذي جرى الترحيب بها في لبنان من أجله وهو الفصل بين المتقاتلين وإعادة الهدوء واستقرار الأمن على الأراضي اللبنانية .
المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تصدتا للغزو الإسرائيلي في حزيران من عام 1982م واستمر لثلاثة اشهر تقريبا ووصلت قواته الغازية الى العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها ولم تتوقف مقاومة الغزو حتى إخراج المقاومة الفلسطينية الخارج لبنان عبر البحر والبر .
بعد مرور ثلاثين عاما أخرى من الخلافات والنزاعات التي لم تتوقف يعود اللبنانيين الى المطالبة بتحقيق المصالحة الوطنية"اللبنانية ـ اللبنانية" ، ولكن ترى مراجع رسمية لبنانية بأنه لا سبيل الى تحقيق مصالحة " لبنانية – لبنانية "ولا حتى مسيحية – مسيحية فكل طرف في لبنان يراهن على نتيجة تتمخض عنها الإحداث في سوريا ويحاذر ان يكون له موقف نهائي ومسبق من اي طرح يتعلق بالمواضيع المهمة والقضايا الاساسية مثل السلاح خارج الدولة والعلاقات مع سوريا، وكيفية تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، خصوصا بعدما اصبح هذا السلاح عقدة العقد عند البحث فيه سواء في مجلس الوزراء او في مجلس النواب او على طاولة الحوار.
الواقع ان المواقف باتت واضحة عند الطرفين اللبنانيين وتحديدا عند قوى 8 و14 آذار. المتصارعين على قيادة لبنان ، ببريق الرابع عشر من آذار يقف موقفا متشنجا من قضية سلاح "حزب الله "ويريد وضعه في تصرف الجيش تمهيدا لتسليمه الى الدولة اللبنانية تطبيقا لاتفاق الطائف وللقرار 1701 وإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات تمهيدا لضبطه في داخلها متناسيا ان سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية وبعم من الجيش اللبناني والشعب استاع ان يهزم العدو الإسرائيلي ويكبده خسائر كبيرة جدا وخاق نوعا من توازن القوى في المنطقة ولولا وجود سلاح المقاومة وتعاضد الكيش والشعب مع المقاومة لما قامت للبنان قيامة بعد عدوان إسرائيل في تموز عام 2006م ومن اجل التصدي للعدو الإسرايلي الذي يخطط لحرب شرسة على لبنان حسب تصريحات قادته العسكريين المطالبة بشن حرب شاملة ومدمرة تنتهي خلال يومين او ثلاثة فقط وستعمل القيادة السياسية الإسرائيلية الى الضغط على أصدقائها لإصدار قرار بوقف الحرب فورا كونه لامصلحة لإسرائيل بإطالة أمد الحرب من اجل التصدي لهذا العدو الغادر ترفض قيادة المقاومة اللبنانية من التفريط بسلاحها وبتحالفها مع الكيش والشعب وهذا ما يطلقون عليه اسم المثلث المقدس ، وسيحافظ حزب الله على سلاحه الى ان يتحقق السلام الشامل في المنطقة او اقله الى ان تنسحب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية ويزول خطرها، وان تتحقق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم اذ من دون هذه العودة لا سلام شاملا وعادلا ولا وحدة وطنية ثابتة في لبنان وهو ما جعل الدستور ينص في مقدمته الميثاقية على الآتي: "ارض لبنان واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الاقامة على اي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على اساس اي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".
في ظل هذه المعادلة وهذا الوضع المعقد الذي يعانيه لبنان والذي لا خروج منه الا اذا انجلت صورة الوضع في سوريا وصمد النظام الحالي في وجه معارضيه، وقام بتنفيذ فإن لبنان سيعود الى الوضع الذي كان فيه عام 2006م. واذا حصل تعديل على هذا النظام بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، فإن ذلك ينعكس ايجابا على الوضع في لبنان بحيث يصير في الامكان تحقيق مصالحة لبنانية – لبنانية، ولبنانية – سورية، كما يصير في الامكان تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي التزمت به الدولة اللبنانية .اللبنانييون جميعا وبكافة اطيافهم ومعتقداتهم الدينية والعقدية والطائفية يسعون الى لبنان للجميع بحيث لا يبقى سائد ومسود وظالم ومظلوم وغالب ومغلوب، وقبل ان يتوصل الفرقاء اللبنانييون التفاهم والإتفاق التام على انهاء كافة خلافاتهم الحالية فلا مجال لطاولة حوار للبحث في أي موضوع مهم حاليا .
الخلافات "اللبنانية ـ اللبنانية" التي توارت مؤقتا عن ألأنظار والظهور بوضوح على الساحة اللبنانية ولكن على ما يبدو ان انار كان تتأجج تحت الرماد وبسبب الحلول المؤقتة حينا بين أطراف الصراع لم تتوصل باللبنانيين الى حل جذري للصراع الذي ما أن يتوقف حتى يعود الى الظهور مجددا ، ولست هنا في إستعراض للنزاعات اللبناني ـ اللبنانية والظروف التي مرّ بها لبنان ز
تعرض لبنان خلال العقود الخمسة الماضية الى عدد من الاعتداءات الإسرائيلية الصهيوني الغاشمة بسبب مواقفه الوطنية والقومية التي كانت تشكل إزعاجا للكيان الإسرائيلي وتعتبرها معادية لها فشنف غارات على مطار بيروت ودمرت عددا من الطائرات الرابضة في ارض المطار عام 1968م وتلتها باجتياح لجنوب لبنان عام 1969م بهدف طرد المقاومة الفلسطينية المتواجدة بالجنوب وتنطلق في عملياتها المقاومة الى داخل فلسطين المحتلة وخاصة المناطق المحاذية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مما أدى الى خلافات" لبنانية ـ لبنانية"لم تدم طويلا ، وفي العام 1972م دب الخلاف بين الكيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية ، ولم يتردد سلاح الجو اللبناني من القيام بقصف مواقع للفدائيين الفلسطينيين في بيروت ومخيماتها وفي منطقة بئر حسن وأدى ذلك الى وقوع ضحايا من رجال المقاومة والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين وانتهت الهجمة العسكرية اللبنانية على الفلسطينيين في معظم أماكن تواجدهم بعد الإتفاق الى إحتكام الطرفين الى إتفلقية القاهرة التي ينظم العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية في لبنان وخلال بضع سنوات تطورت الخلافات بين الأحزاب والحركات اللبنانية المؤيدة للفلسطينيين ونضالهم المشروع لإستعادة وطنهم السليب فلسطين من جهة والقوى والأحزاب المسيحية المتطرفة والمناوئة للمقاومة الفلسطينية ومن يدعمها من جهة أخرى فتحت بال واسع للحرب الأهلية التي استمرت لبضع سنوا ت حصدت الآلاف و من الموطنين اللبنانيين والفلسطينيين بين قتيل وجريح وبناء على رغبة جهات لبنانية عديدة تدخلت سوريا لحقن الدماء اللبنانية والفلسطينية ولم تتمكن القوات السورية في لبنان من تحقيق هدفها الذي جرى الترحيب بها في لبنان من أجله وهو الفصل بين المتقاتلين وإعادة الهدوء واستقرار الأمن على الأراضي اللبنانية .
المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تصدتا للغزو الإسرائيلي في حزيران من عام 1982م واستمر لثلاثة اشهر تقريبا ووصلت قواته الغازية الى العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها ولم تتوقف مقاومة الغزو حتى إخراج المقاومة الفلسطينية الخارج لبنان عبر البحر والبر .
بعد مرور ثلاثين عاما أخرى من الخلافات والنزاعات التي لم تتوقف يعود اللبنانيين الى المطالبة بتحقيق المصالحة الوطنية"اللبنانية ـ اللبنانية" ، ولكن ترى مراجع رسمية لبنانية بأنه لا سبيل الى تحقيق مصالحة " لبنانية – لبنانية "ولا حتى مسيحية – مسيحية فكل طرف في لبنان يراهن على نتيجة تتمخض عنها الإحداث في سوريا ويحاذر ان يكون له موقف نهائي ومسبق من اي طرح يتعلق بالمواضيع المهمة والقضايا الاساسية مثل السلاح خارج الدولة والعلاقات مع سوريا، وكيفية تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، خصوصا بعدما اصبح هذا السلاح عقدة العقد عند البحث فيه سواء في مجلس الوزراء او في مجلس النواب او على طاولة الحوار.
الواقع ان المواقف باتت واضحة عند الطرفين اللبنانيين وتحديدا عند قوى 8 و14 آذار. المتصارعين على قيادة لبنان ، ببريق الرابع عشر من آذار يقف موقفا متشنجا من قضية سلاح "حزب الله "ويريد وضعه في تصرف الجيش تمهيدا لتسليمه الى الدولة اللبنانية تطبيقا لاتفاق الطائف وللقرار 1701 وإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات تمهيدا لضبطه في داخلها متناسيا ان سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية وبعم من الجيش اللبناني والشعب استاع ان يهزم العدو الإسرائيلي ويكبده خسائر كبيرة جدا وخاق نوعا من توازن القوى في المنطقة ولولا وجود سلاح المقاومة وتعاضد الكيش والشعب مع المقاومة لما قامت للبنان قيامة بعد عدوان إسرائيل في تموز عام 2006م ومن اجل التصدي للعدو الإسرايلي الذي يخطط لحرب شرسة على لبنان حسب تصريحات قادته العسكريين المطالبة بشن حرب شاملة ومدمرة تنتهي خلال يومين او ثلاثة فقط وستعمل القيادة السياسية الإسرائيلية الى الضغط على أصدقائها لإصدار قرار بوقف الحرب فورا كونه لامصلحة لإسرائيل بإطالة أمد الحرب من اجل التصدي لهذا العدو الغادر ترفض قيادة المقاومة اللبنانية من التفريط بسلاحها وبتحالفها مع الكيش والشعب وهذا ما يطلقون عليه اسم المثلث المقدس ، وسيحافظ حزب الله على سلاحه الى ان يتحقق السلام الشامل في المنطقة او اقله الى ان تنسحب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية ويزول خطرها، وان تتحقق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم اذ من دون هذه العودة لا سلام شاملا وعادلا ولا وحدة وطنية ثابتة في لبنان وهو ما جعل الدستور ينص في مقدمته الميثاقية على الآتي: "ارض لبنان واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الاقامة على اي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على اساس اي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".
في ظل هذه المعادلة وهذا الوضع المعقد الذي يعانيه لبنان والذي لا خروج منه الا اذا انجلت صورة الوضع في سوريا وصمد النظام الحالي في وجه معارضيه، وقام بتنفيذ فإن لبنان سيعود الى الوضع الذي كان فيه عام 2006م. واذا حصل تعديل على هذا النظام بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، فإن ذلك ينعكس ايجابا على الوضع في لبنان بحيث يصير في الامكان تحقيق مصالحة لبنانية – لبنانية، ولبنانية – سورية، كما يصير في الامكان تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي التزمت به الدولة اللبنانية .اللبنانييون جميعا وبكافة اطيافهم ومعتقداتهم الدينية والعقدية والطائفية يسعون الى لبنان للجميع بحيث لا يبقى سائد ومسود وظالم ومظلوم وغالب ومغلوب، وقبل ان يتوصل الفرقاء اللبنانييون التفاهم والإتفاق التام على انهاء كافة خلافاتهم الحالية فلا مجال لطاولة حوار للبحث في أي موضوع مهم حاليا .