قطر.. نظام صحي متطور واستجابة استراتيجية للأوبئة

تم نشره الإثنين 17 نيسان / أبريل 2023 10:33 صباحاً
قطر.. نظام صحي متطور واستجابة استراتيجية للأوبئة
مستشفى في قطر

المدينة نيوز - (فانا- بترا) - أثبت النظام الصحي في دولة قطر قدرة عالية على الاستجابة السريعة والفعالة لموجات الوباء المتلاحقة التي شهدها العالم أجمع منذ بداية عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا حينها.
ولم تكن استجابة القطاع الصحي في دولة قطر لوباء كوفيد-19، ردة فعل عشوائية، بل نتيجة استراتيجية علمية كاملة وخطط موضوعة مسبقا للتعامل مع أي أوبئة.
وأكدت وزيرة الصحة العامة الدكتورة حنان محمد الكواري، في أكثر من مناسبة الالتزام برؤية "الصحة للجميع"، حيث إن القطاع الصحي حقق تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة لحماية ودعم صحة ورفاهية سكان قطر بفضل الدعم اللامحدود للقطاع الصحي من قبل القيادة الرشيدة.
كما أكدت في إشارة إلى أهمية حماية ووقاية سكان دولة قطر، أهمية ضمان أن يعيش شعب قطر في بيئة مواتية لصحة جيدة وللحصول على المعرفة والأدوات اللازمة لدعم الصحة.
وتمكنت دولة قطر، بفضل استراتيجيتها الاستباقية الناجحة، من التصدي لجائحة كورونا وتجاوز ثلاث موجات من الجائحة، وذلك عبر منهجية مبنية على "نهج علمي وتعاوني بين جميع الجهات الحكومية، والشراكات المحلية والدولية، ومشاركة المجتمع".
وأوضحت الكواري، أن النظام الصحي في قطر مستعد دائما لأي ظروف، لما يمتلكه من خبرات وتجارب والتزام وتكاتف منظومة الرعاية الصحية بالدولة لتحقيق الأهداف المنشودة.
ويعمل النظام الصحي في قطر في إطار مجابهته لأي جائحة أو وضع صحي غير طبيعي بطريقة استباقية وتحضيرية في قراءة علمية لأي ظروف استثنائية عبر منظومة محكمة تتشارك فيها كل الجهات والأطراف بالدولة.
وتتجلى الخطوات الاستباقية التي تتخذها دولة قطر لمجابهة موجات الأوبئة بشكل عام، في تأسيسها لنظام صحي متين ومتطور وبنية تحتية صحية صلبة مدعومة بمجموعة واسعة من المستشفيات والمراكز الصحية والمعاهد البحثية المتخصصة.
ووصل عدد المستشفيات في القطاع العام مع نهاية عام 2022 إلى 16 مستشفى مقارنة بـ 6 مستشفيات في عام 2011 عند إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة، كما تم العام الماضي افتتاح وإنشاء مرافق جديدة بمؤسسة حمد الطبية من أبرزها مركز المها للرعاية التخصصية للأطفال، ووحدة العناية المركزة الدائمة، ووحدة العلاج الطبيعي والعظام، وعيادة متخصصة للإقلاع عن التدخين، وقسم العناية المتقدمة بالجروح، إلى جانب توسيع المنطقة المخصصة لتقييم الحالة الصحية للإناث في مركز الطوارئ والحوادث بمؤسسة حمد الطبية بنسبة 60 بالمئة، وتوسيع وحدة علاج النطق للأطفال بإضافة 12 غرفة علاج بمركز قطر لإعادة التأهيل.
‎ كما ارتفع عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 33 مركزا خلال العام الحالي، موزعة على مناطق الدولة المختلفة، مقارنة بعدد 24 مركزاً في عام 2011.
‎ ‎وشهد القطاع الصحي الخاص توسعا كبيرا حيث ارتفع عدد مرافقه خلال العام 2022 ليصل إلى 10 مستشفيات، و19 مركزا لجراحة اليوم الواحد، و390 مركزا صحياً عاماً وتخصصياً بما فيها مراكز الأسنان، إضافة إلى 31 مركزا تشخيصياً تتضمن المختبرات الطبية ومراكز الأشعة التشخيصية ومختبرات الأسنان.
‎ كما ارتفع عدد القوى العاملة الصحية في القطاعين العام والخاص إلى 46 ألفاً و371 عاملا صحياً العام الحالي مقارنة بـ 20 ألفاً و682 عاملا صحيا في عام 2011.
‎ وفي العام 2022 أصبحت قطر أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية، حيث يدعم برنامج المدينة الصحية صحة ورفاه السكان من خلال عمل جميع القطاعات معًا لتعزيز إجراءات الصحة العامة في بيئات الحياة اليومية.
وتعتبر كل هذه المنشآت والمرافق المتطورة والحديثة جدار الصد لأي جائحة أو وباء، حيث يستطيع النظام الصحي في دولة قطر مواءمة ظروف عمله مع أي عارض أو طارئ صحي وفقا لنوعية الجائحة الصحية، وذلك كما حصل في جائحة كوفيد-19، حيث تحولت معظم المراكز الصحية والمستشفيات إلى مراكز فحص وعلاج وعزل مع استمرار تقديم الخدمات الطبية للشعب بصورة اعتيادية أو من خلال الاستشارات الطبية عن بعد.
و حظي التقدم المحرز في القطاع الصحي في قطر أخيرا، بتقدير عالمي، حيث تم تصنيف خمسة مستشفيات في قطر ضمن أفضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً في العالم، مع تصنيف مستشفيين ضمن أفضل 100 مركز، ما يؤكد التزام القطاع بالجمع بين رعاية المرضى والبحوث الطبية والتعليم لتحقيق أفضل النتائج والتجارب للمرضى.
وكانت قطر توجت جهودها في التصدي لجائحة كورونا بحصولها على المرتبة 15 بين الدول التي تعاملت مع الوباء على أفضل وجه، وهي الدولة العربية الوحيدة التي أدرجت ضمن هذا التصنيف في مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
ويدل هذا على أن النظام الصحي في قطر قادر بفضل خبراته وإمكانياته على الاستجابة بشكل سريع وفعال للحالات الطارئة والأوبئة وأي جائحة من خلال خطة للاستجابة والاتصال وزيادة السعة الاستيعابية لمنشآت الرعاية الصحية.
وفي عام 2022 افتتح منظمة الصحة العالمية مكتبا لها في قطر لتعزيز عمل المنظمة مع الجهات الصحية في دولة قطر، والعديد من الشركاء على الصعيد الوطني كوكالات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات ذات العلاقة.
وتتوخى قطر دائما في تعاملها مع مثل هذه الظروف الصحية، نهجا علميا قائما على الأدلة من خلال اتخاذ القرارات وفقا لنتائج الدراسات والبحوث العلمية، ما يسهم في تحسين استجابة الدولة لأي جائحة.
وكانت الأبحاث العلمية التي تم تنفيذها في قطر خلال جائحة كورونا، نشرت في أرقى المجلات العلمية الهامة، وانتهجت الدولة سياسات سفر صارمة تأخذ بالاعتبار طبيعة انتشار العدوى، وقدرة النظام الصحي على استيعابها، بالإضافة إلى قوة ومرونة النظام الصحي وقدرته على التكيف مع الخطط التي وضعتها الدولة من أجل رفع السعة الاستيعابية، وإعادة توزيع الكوادر المتخصصة بشكل سريع وفعال، وكانت كلها عوامل ساعدت في نجاح مجابهة الجائحة، وهي نفس العوامل التي يتم اتباعها للتصدي لأي جوائح أو طوارئ صحية أخرى.
كما أن دولة قطر قادرة على تنفيذ حملات تطعيم سريعة وشاملة للتصدي لأي فيروسات، حيث نفذت الدولة خلال جائحة كورونا، أكبر حملة تلقيح في تاريخها للمواطنين والمقيمين في البلاد مجانا، وكان ذلك من العوامل المهمة التي اسهمت بشكل كبير في تصديها للجائحة أو أية جوائح أخرى، حيث تصنف قطر ضمن الدول العشر الأولى عالميا فيما يتعلق بالتغطية في التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 مقارنة بعدد سكانها.
وأعدت وزارة الصحة العامة في العام 2022 دليل اللقاحات الخاص بكوفيد- 19 للعام 2022، ودليل الانفلونزا الموسمية للعام 2022/2023 ، ودليل التطعيم ضد التهاب السحايا، والدليل الوطني لتعريف حالات الأمراض الانتقالية، وخطة العمل الوطنية للاستجابة المتكاملة والوقاية من جدري القردة وفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا، والدليل الوطني للاستجابة للفاشيات، وكذلك الدليل التشغيلي لمختبرات الأغذية المتنقلة، إضافة إلى إعداد تقرير تقييم جودة الهواء بدولة قطر وذلك في إطار التصدي للأوبئة والأمراض الانتقالية.
كما انطلق العام الماضي العمل بتطوير منصة قطر لتبادل المعلومات الصحية، وبما يساهم بشكل كبير في ربط الأنظمة الإلكترونية المختلفة بالمنصة وبالتالي مساهمة جميع الأنشطة في جمع البيانات ما يمكن من تحليلها وفقاً لمتطلبات العمل لدعم عملية اتخاذ القرار في جميع الظروف الصحية.
ويستند النظام الصحي في قطر للتصدي لأي أوبئة على أحدث الأدلة العلمية والسريرية، وهو ما يؤكد النهج العلمي والاستباقي الذي يتبعه للتصدي لمختلف الطوارئ والجوائح الصحية إلى جانب وعي المجتمع وتكاتفه، من خلال الحملات الإعلامية التي يتم تنفيذها لتعزيز الوعي بأهمية اتباع التدابير الوقائية، والحرص على أخذ التطعيمات المضادة للفيروسات.
كما يعمل النظام الصحي في دولة قطر في التعامل مع الأوبئة من خلال نظام التقصي والفحص الاستباقي والذي يساهم دائما في الحد من انتشار أي وباء وهو نفس النهج الذي اتخذته وزارة الصحة العامة للتصدي للأوبئة المعدية عبر نظام الفحص الاستباقي.
وكانت قطر نفذت خلال الجائحة استراتيجية شاملة لحماية السكان من خطر العدوى، وتبنت في هذا الإطار نهجا شاملا على مستوى جميع مؤسسات الدولة، مع تطبيق السياسات الفعّالة للحوكمة، والاعتماد على العِلم والحقائق، وإشراك الجمهور في التصدي لهذا الوباء.
وتؤكد وزارة الصحة العامة دائما أن مختلف الإجراءات التي تتخذها للتصدي للأوبئة تتم عبر الاسترشاد بالنهج العلمي وتقييم الأطباء والاستخدام الأمثل للموارد، إلى جانب البحوث التي يتم إجراؤها من قبل أطباء وباحثين في قطر.
وأثبتت قطر من خلال شراكاتها ومنهجياتها ونظمها الصحية والعلمية، اتخاذها كل التدابير الاستباقية التي تحول دون تفشي الأوبئة عن طريق مجموعة من الإجراءات المدروسة والخاضعة للتجارب والبحوث العلمية.
وتؤمن قطر بأن الاستثمار في القطاع الصحي هو السبيل الأنجح للتصدي لأي ظروف صحية استثنائية مثل الجوائح والأوبئة، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها القطاع الصحي لمكافحة الجائحة على مدى ثلاث سنوات، إلا أن منظومة الرعاية الصحية في دولة قطر واصلت نموها وتطورها، حيث اسهم الاستثمار في المرافق والخدمات والتقنيات الصحية الجديدة في تطوير البنية التحتية بالقطاع الصحي في البلاد بهدف تلبية الاحتياجات الصحية في ظل التزايد السكاني المطرد في الدولة وهي عوامل تمكن القطاع الصحي من التصدي لأي جائحة أو موجات أخرى.
كما أعدت وزارة الصحة العامة الخطة الوطنية للأمن الصحي، والتي من شأنها تعزيز تطبيق والتزام دولة قطر باللوائح الصحية الدولية، بمشاركة منظمة الصحة العالمية والشركاء في القطاع الصحي، بموازاة إضافة عدد من الخطط الاحترازية والمكملة للإطار الوطني للطوارئ الصحية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات