الحدائق المرورية .. تجربة رائدة تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام
المدينة نيوز :- بعد مرور 26 عاما على إنشاء أول حديقة مرورية في المملكة، ما زالت هذه الفكرة الرائدة تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام، لدورها الكبير في توعية الأطفال بعناصر السلامة المرورية بطريقة ممتعة.
وتوجد الحدائق المرورية في عدد من محافظات المملكة وأقدمها هي حديقة تلاع العلي المرورية التي أنشئت عام 1997.
وزارت مندوبة وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عددًا من الحدائق المرورية، وتبين أنَّه رغم أهميتها الكبيرة في توعية الناشئة بقواعد السير، إلا أنَّها لم تجد حتى الآن الإقبال المنتظر، لا سيما أن عددا منها ما زال ينتظر من الجهات المعنية تفعيلها.
فمقابل مبلغ رمزي وبعد انتظار دام 15 دقيقة، تقول والدة الطفلة سلمى ذات الأعوام الستة، إن ابنتها وجدت متعة كبيرة بعد خوضها تجربة قيادة مركبة شحن كهربائية على شارع مخطط وإشارات ضوئية وشواخص إرشادية في حديقة تلاع العلي المرورية في العاصمة.
وقال مدير الحدائق في أمانة عمان معين الزريقات إنَّ الحدائق المرورية تُمثِّل نماذج مصغرة تحاكي تجربة السائقين والمشاة اليومية، ما يعطي الأطفال تجربة ممتعة في قيادة سيارة، مؤكدا أنَّها تلعب دورا مهما في نشر الثقافة المرورية لطلبة المدارس أثناء زيارتهم لها.
وأشار إلى إنَّ العاصمة تخدمها خمس حدائق مرورية هي: الأمير عمر الفيصل بماركا، وصرح الشهيد المرورية بالجبيهة، والجويدة بالقويسمة،، وتلاع العلي، وحديقة المرورية في حدائق الملك الحسين.
ولفت إلى أن نقل الدراجات ونماذج الإشارات المرورية من خلال الحديقة المرورية المتنقلة، يعتبر حلا للأطفال الذين لا يستطيعون زيارة الحدائق المرورية لبعدها عن منازلهم، مشيرا إلى أن هذا النشاط ينفذ من مرتين إلى ثلاث مرات خلال العام.
وبين أنَّ الحدائق المرورية تستهدف الأطفال من عمر 6 إلى 12 عاما، فضلاً عن استقبالها لأطفال مراكز الاحتياجات الخاصة، وتتضمن ملاعب خماسية متكاملة وألعابا ومبادرات ترفيهية توعوية مرورية.
وأشار إلى أنَّ نحو 4 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما استفادوا العام الماضي من محاضرات توعوية مرورية قدمها فريق مدرب من دائرة المرافق والبرامج الاجتماعية تضمنت تدريبات عن السلامة المرورية وطرق قطع الشارع الصحيحة، والتعامل مع الإشارات الضوئية.
فيما قال مشرف حديقة الأمير عمر الفيصل المرورية سامي الشواربة، إن الحديقة تضم قاعة محاضرات لتعليم الأطفال على كيفية التعامل مع معطيات الطريق بأركانه كافة، ومن ثم تدريبهم عمليا على ذلك تحقيقا لأهداف التوعوية والترفيهية المنوطة بهذا النوع من الحدائق.
وبين عمر الدعجة وهو أحد الموظفين، إنَّ الحديقة افتتحت عام 1999 وتعقد بين 20 و 30 محاضرة توعوية مرورية، مؤكدا تضافر جهود العاملين في الحديقة لتسيير أمورها.
وعلى نقيض من نجاح التجربتين السابقتين، ما زالت حدائق مرورية أخرى تنتظر الاستفادة من هذه التجربة الرائدة في توعية الأطفال بعناصر السلامة المرورية.
وقال أمين وزارة الإدارة المحلية حسين مهيدات لـ (بترا)، إن الحدائق المرورية في عدد من محافظات المملكة بعضها مفعل كتلك الموجودة في مأدبا والرصيفة، والآخر غير مفعل كما في اربد وعجلون.
وأكد رئيس بلدية اربد المهندس نبيل الكوفحي، أنَّه لا يوجد حدائق مرورية فعالة ضمن نطاق البلدية.
وأوضح أنه بعد إعادة إنشاء حديقة العمار المرورية، بني مكانها مسرح، بينما حديقة الزهراء فتحوي مبنى خصصته البلدية لتعزيز فكرة السلامة المرورية، لكنه حاليا مهجور، رغم احتوائه على قواعد وشواخص، وتتركز أنشطة الأطفال عند قدومهم إليها على دراجاتهم الهوائية.
فيما قال مساعد رئيس بلدية عجلون محمد القضاة، إن الحديقة المرورية في القرية الحضرية غير مفعلة لحاجتها إلى معدات غالية الثمن ومتخصصين لتشغيلها، مشيرا إلى أن البلدية طرحتها للاستثمار لكن الحديقة لم تكن مجدية بالنسبة لمن تقدموا لاستثمارها.
بينما أكدت رئيس وحدة مركز زها ماعين غادة ناصر، أن المركز استلم الحديقة المرورية وهي غير مجهزة بالسيارات اللازمة ليطبق الأطفال التعليمات المرورية التي يتلقونها في المحاضرات.
وأشارت إلى توافر سيارة واحدة مؤهلة لأغراض التوعوية تستخدم عند حجوزات المدارس، في حين يجب توفر عدد أكبر منها لخدمة الأغراض التوعوية للمكان، مبينة أن المركز بانتظار تأمينها من أمانة عمان.
وأشارت إلى أن المركز لجأ لتفعيل هذه الحديقة صيفا لجعلها مسارا للدراجات الهوائية وغيرها من ألعاب الأطفال.
و قال رئيس قسم مركز زها الهاشمي المهندس مازن السعود، إنَّ الحديقة مجهزة بمضمار وإشارات وشواخص مرورية لكنها غير مفعلة لخلوها من المركبات الخاصة بالأطفال لعدم توفر إمكانيات مالية لشرائها.
وأضاف أن الحديقة تستخدم لغرض التثقيف النظري لأطفال المدارس والروضات إذ يشرح لهم أولويات المرور وإجراءات السلامة العامة للسائقين.