تحت حراسة المسيرات.. أميركا تنفذ أول إجلاء لرعاياها من السودان
المدينة نيوز :- وصل مئات الأمريكيين الفارين من القتال الدامي في السودان على مدى أسبوعين إلى ميناء بورتسودان، يوم السبت، في أول عملية إجلاء تديرها الولايات المتحدة، وفي استكمال لرحلة برية خطيرة تمت تحت حراسة طائرات مسيرة مسلحة
"عملية إجلاء جديدة"
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية وصول قافلة جديدة ممن تم إجلاؤهم من مناطق القتال في السودان إلى مدينة بورتسودان في طريقهم إلى مدينة جدة السعودية.
وقال بيان للخارجية الأميركية "وصلت قافلة نظمتها الحكومة الأميركية تضم مواطنين أميركيين وموظفين محليين ومواطنين من دول حليفة وشريكة إلى بورتسودان، وسوف نساعد المواطنين الأميركيين وغيرهم من المؤهلين للسفر إلى جدة".
كما أضافت "يضاف هذا إلى العمل الذي قامت به الحكومة الأميركية هذا الأسبوع، لتسهيل مغادرة دبلوماسيينا عن طريق عمليات الإجلاء بمساعدة الجيش، ومئات المواطنين الأميركيين الآخرين الذين تم إجلاؤهم عن طريق القوافل البرية والرحلات الجوية والبحرية".
دعوة لوقف القتال
وأشارت إلى أن مئات المواطنين الأميركيين والمقيمين غادروا السودان من خلال الوسائل التي وفرتها الحكومة الأميركية.
فيما قال البيان إن المفاوضات المكثفة التي أجرتها الولايات المتحدة بدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين "أدت إلى توفر الظروف الأمنية التي سمحت بمغادرة الآلاف من المواطنين الأجانب والأميركيين"، مشيرة إلى أنها تواصل دعوة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال.
وكررت الخارجية الأميركية تحذير مواطنيها من السفر إلى السودان.
إلى ذلك، غرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان/أبريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب بـ"حميدتي".
528 قتيلا
وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.
ونزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.
استمرار الانهيار
في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه لاستمرار القتال فيما "ينهار البلد"، وفق ما صرح في مقابلة للعربية أمس الجمعة.
ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد في منتصف الليل (22,00 ت.غ).
ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.
برنامج الغذاء العالمي: الوضع الإنساني بالسودان أصبح كارثياً
مع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم إعلان الهدنة، كشف برنامج الغذاء العالمي، اليوم السبت، أن الوضع الإنساني في السودان أصبح كارثياً.
كما قالت المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي، عبير عطيفة لـ "العربية/الحدث"، "قلقون جدا من الوضع الإنساني في السودان".
وبينت عطيفة أن لا إحصائية دقيقة عن أعداد اللاجئين أو النازحين من السودان، هرباً من النزاع في البلاد.
وتابعت "يجب وقف النار في السودان لتجنب أن يصبح الوضع أسوأ".
يذكر أن الجيش والدعم السريع كانا أعلنا سابقاً الموافقة على هدنة بدأت منتصف ليل الخميس، على أن تمتد لمدة 72 ساعة، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها لتتواصل الاشتباكات بين الطرفين.
ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل، جرى التوصل إلى 5 هدن لكنها فشلت في الثبات، وتخللها العديد من الانتهاكات.
كما أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.
العربية