السودان.. ظهور الاحتياطي المركزي يفجر جدلا والشرطة تنفي تغلغل "كتائب الظل" بصفوفها
المدينة نيوز :- قاد الظهور المفاجئ لقوات الاحتياطي المركزي التابعة لوزارة الداخلية بالسودان، في خضم الاقتتال الدامي الدائر بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من أسبوعين، لنشوب مايشبه "المعركة الكلامية" بين الشرطة والدعم السريع كما فجر جدلا قويا بمواقع التواصل بالسودان طيلة الساعات الماضية.
في المقابل أكدت الشرطة أن الاحتياطي المركزي قوات تتبع للشرطة وانتشرت لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين وضبط المتفلتين. كما نفت بطريقة مغلظة، الاتهامات الرائجة بتغلغل عناصر تابعة لمليشيا الأمن الشعبي داخل صفوف الاحتياطي المركزي.
ويعتبر الأمن الشعبي أحد مليشيات النظام السابق شبه العسكرية الشهيرة بـ"كتائب الظل". ومن المعروف أن تلك المليشيات أو كتائب الظل لديها تاريخ طويل وسجل مخزٍ في ارتكاب جرائم العنف والبطش واستخدام "القوة المميتة" ضد المدنيين العزل والمتظاهرين السلميين في السودان إبان حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
الأحداث العاصفة بدأت بعد ساعات قليلة من نشر الشرطة مشاهد لانتشار قوات الاحتياطي المركزي للمرة الأولى منذ اندلاع الاقتتال الدامي بين الجيش والدعم السريع قبل أكثر من أسبوعين.
وعلى وقع ذلك التطور المفاجئ أصدر الدعم السريع بيانا يتهم الاحتياطي المركزي صراحة بالانضمام إلى الجيش بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم، استعدادا لشن هجوم على مناطق تمركز قواته. وطالب قادة الشرطة- حسب البيان- بسحب عناصرها، محذرا الشرطة من المشاركة بالقتال "حتى لا تضطر للتعامل معها كعدو" حسب تعبيره.
في الأثناء تداولت مواقع التواصل الواسعة الانتشار في السودان، صورا لأحد ضباط الاحتياطي المركزي، الصورة التي سرت كالنار في الهشيم أظهرت بوضوح الضابط المذكور بالزي الرسمي وهو يحمل سلاح وسط قوة تابعة للاحتياطي المركزي وذكرت التعليقات الكثيفة أن صاحب الصورة ينتمي لمليشيات الحركة الإسلامية السودانية وليس ضابطا كما يبدو في الصورة.
وقالوا أن البندقية التي يحملها ليست من قطع التسليح المألوفة لتلك القوات. وأكدت التعليقات أن ظهور الاحتياطي المركزي يحمل بصمة قادة النظام البائد الفارين من سجن كوبر الأسبوع الماضي. ووجهوا أصابع الاتهام بشكل خاص لأحمد هارون، أحد أبرز قادة النظام البائد، بصفته المسؤول الأساسي عن تحوير خصائص قوات الاحتياطي المركزي، من قوة شرطية عادية تستخدم لفض المظاهرات ومكافحة الشغب لقوة قتالية صعبة المراس أثناء توليه منصب وزير الدولة بوزارة الداخلية عام 2003م.
إلا أن الشرطة أكدت في بيان لـ"المكتب الصحفي للشرطة" اليوم الأحد أن قوات الاحتياطي المركزي فصيل يتبع للشرطة وخرجت إلى الميدان لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت لعمليات النهب والسلب والتخريب.
ورفضت الشرطة بشدة الاتهامات الرائجة بتغلغل عناصر الأمن الشعبي داخل صفوف الاحتياطي المركزي ودافعت عن قواتها مؤكدة أن قادة الشرطة ضباط تخرجوا بكلية علوم الشرطة والقانون وأن القوات التي ظهرت بمواقع التواصل الاجتماعي، تابعة للشرطة ولا تتبع للأمن الشعبي كما أن قادتها ليسوا ضباطا بالأمن كما ذكرت مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان.
وأوضحت الشرطة أن صاحب الصورة المتداولة بمواقع التواصل ضابط برتبة ملازم أول بالشرطة السودانية ويدعى" حارث مبارك جبريل"، وهو أحد أعضاء الدفعة(70) من منتسبي الشهادة الثانوية السودانية بالشرطة.
العربية