الجامعات وصناعة القيادات الشبابية
تُعد الجامعات الحاضنة الكبيرة للشباب كمؤسسات تعليمية تعتبر نفسها المصنع الحقيقي في إعداد قادة المستقبل من الشباب الواعي والمتعلم والموزد بالمهارات الحياتية والمعرفية والفكرية ليكونوا اللبنة الأساس في بناء مجتمعاتهم وعلى مختلف الصُعد بإعتبارهم الفئة العمرية القادرة على التغيير وصناعة المستقبل لتزهو بهم المجتمعات بعطاءهم المحمل بالعزيمة والإرادة في ظل رؤاءهم الواسعة بالأمال وحب العطاء والأنتماء.
لا أحد ينكر بإن من أولويات الجامعات الاستراتيجية هو بناء الشباب بناءاً يتماشى مع معطيات ومتطلبات العصر، والجميع يعلم بإن فكر وثقافة ومتطلبات الشباب اليوم تختلف عن فئات الشباب في العقود الماضية ولأسباب يعرفها الجميع، مما شكل تحول في فكر وتوجهات الجامعات نحو التركيز على الشباب للعمل على تهيئتهم بما هو مطلوب منها كمؤسسات تعليمية ريادية ومعنية بشكلٍ مباشر في بناء الشباب.
أن التنوع والتغير بالتوجه في أولويات الجامعات لهو مؤشر يلاحظه الغالبية منا إنطلاقاً من دورها التعليمي والمسؤولية المجتمعية وخدمة المجتمع بكافة قطاعاته وخاصة في ظل التحولات السياسية والأقتصادية والتكنولوجية وثورة المعلومات والانتفتاح على العالم عبر شبكة الأنترنت وتعدد وسائل التواصل الإجتماعي والتي أصبحت بمجملها الشغل الشاغل لجميع فئات وقطاعات المجتمع.
وفي الأونة الأخيرة قد شهدنا اهتماما كبيراً وواضح بالشباب باعتبارهم الفئة الأكبر ديموغرافياً، ولعطاءهم المشهود لإدماجهم في مختلف الميادين والمجالات في ظل توجهات واهتمام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم، fتوجيه مؤسسات الدولة المعنية بالتوجه نحو الشباب كخيار استراتيجي لا رجعة عنه تأكيداً على دور الشباب القيادي، مما ترتب عليه توجهاً رسمياً وإعلامياً لإيضاح أهمية ودور الشباب في البناء والتغيير ومنها التوجه نحو إشراكهم في العملية السياسية والحزبية كدليل بإيمان القيادة الهاشمية المظفرة بأن الشباب هم صانعي المستقبل.
وباعتقادنا نرى بإن مساحة مسؤولية الجامعات تجاه الشباب قد أتسعت، مما يتطلب منها البدء في إعادة النظر بأولوياتها لتمكينها من وضع برامج مضمونها الجمع ما بين العلم وصناعة قيادات شبابية، ولقاءات مفتوحة يقودها الشباب بأنفسهم، وتخصيص جزء من الساعات المعتمدة من متطلبات الجامعة الإجبارية والاختيارية بمواضيع تلامس تطلعاتهم وطموحاتهم، وتحفيز الشباب ضمن مبادرات شبابية مجتمعية تهدف إلى إبراز هويتهم وإمكانياتهم لتكون نواة تمكنهم على الاندماج في كافة المجالات الحياتية والمجتمعية لترسيخ ثقافة حمل المسؤولية برؤى تتماشى مع تطلعات الأجيال الشبابية يقودها شباب نعول عليهم أزهى صور البناء والتغيير لتبقى المسيرة مستمرة.
أن من المؤمل من الجامعات أن تبقى إحدى روافد صناعة القيادات الشبابية نحو بناء المستقبل في ظل ما يصبو اليه الشباب وتطلعاتهم المستقبلية في ظل التحول والتغير العالمي الجديد بميادنه ومجالاته المختلفة تناغماً مع تطلعات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم.