هآرتس: حماس هي من ستقرر إمكانية تحوّل هجمات إسرائيل على غزة إلى حرب شاملة
المدينة نيوز :- قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن عملية اغتيال المسؤولين الثلاثة البارزين في حركة الجهاد الإسلامي، والتي تمت فجر اليوم الثلاثاء، قد تأخرت أسبوعًا كاملًا عن موعدها المقرر مسبقًا.
وفي تقرير أعده المحلل العسكري، عاموس هاريل يقول إن إسرائيل انتظرت هذه المدة بعد إطلاق الحركة أكثر من 100 صاروخ على أراضيها، بعد وفاة القائد البارز في صفوفها خضر عدنان رهن الاعتقال قبل نحو أسبوع، لأنها توقعت أن قيادات الحركة قاموا بإخفاء أنفسهم بشكل جيد، فمال القرار الإسرائيلي إلى الانتظار حتى تحين اللحظة المناسبة، وهو ما حدث فجر اليوم.
ويتوقع هاريل أن تؤدي عمليات الاغتيال التي تضمنت قتل أفراد في أسر قياديي حركة الجهاد الإسلامي إلى جولة من الاشتباكات تستمر عدة أيام، على أقل تقدير، مضيفًا أن السؤال الأكثر إلحاحًا في إسرائيل الآن، هو مدى تورط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذا الأمر.
وأشار إلى عملية “الفجر الصادق” التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في القطاع عام 2022، واستهدف خلالها حركة الجهاد، بينما لم تشارك حماس في إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، على حد قوله.
ويعد هاريل أن عملية (الفجر الصادق) التي جرت أثناء وجود حكومة بينيت لابيد في السلطة، العام الماضي، تبدو في الغالب مشابهة لما يجري الآن، خلال المرحلة الأولى.
لكنه يرى أن هناك إمكانية ألا تسمح حماس لنفسها بتجنب الانخراط في الاشتباكات مرة ثانية، خاصة أنها وافقت على إطلاق الجهاد، صواريخه على إسرائيل الأسبوع الماضي، وبالتالي فلو انضمت حماس للاشتباكات، ستكون قد صعّدت من قوة إطلاق النار الفلسطينية، وهو ما سيجلب ردًا آخر من إسرائيل، مثل استدعاء أعداد أكبر من الاحتياط، ورفع التأهب بين الكتائب العسكرية، لاحتمالية التدخل بعملية تشمل القوات البرية في القطاع.
ويضيف الكاتب أن وصول الصواريخ إلى تل أبيب قد وضع ضمن الاحتمالات، خاصة وأن العملية الإسرائيلية لم تكن دقيقة، وتسببت في مقتل نساء وأطفال، وهو ما يجعل الرد الفلسطيني المتوقع أكثر قوة في الغالب، مرجحًا أن تميل حماس إلى نمط الاشتباكات قصيرة الأمد كما تفعل دومًا على البعد الاستراتيجي، حيث يعد الأمر الواقع مريحًا نسبيًا لحماس، منذ بدأت إسرائيل السماح بدخول نحو17 ألف شخص من القطاع يوميًا.
ويورد هاريل إمكانية اخرى وهي توسع الاشتباكات لتشمل جبهات عدة، كما حدث الشهر الماضي، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، ما أدى إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة وسوريا وجنوب لبنان، وقد اعتبرت تل أبيب أن مقاتلي حماس في جنوب لبنان هم من أطلقوا الصواريخ من هناك، وهو ما دفع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى بحث ظاهرة تزامن الاشتباكات في جبهات عدة.
ويضيف الكاتب أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أخذت قرار عمليات الاغتيال المحددة، وهي تقع تحت ضغط كبير على الساحة الداخلية، في مواجهة مظاهرات الاحتجاج على برنامج الإصلاحات القضائية.
وخلال إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي، انتقدت المعارضة موقف الحكومة المتراخي من الرد، وفي الوقت نفسه قاطع حزب (القوة اليهودية) الذي يتزعمه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير جلسات الكنيست، محاولًا دفع الحكومة إلى اتخاذ موقف أكثر عنفًا.
ويوضح هاريل أن حكومة نتنياهو تصرفت على غرار حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، لكن نتنياهو يمارس ضغوطًا مضادة لوقف حملة الانتقادات الموجهة إليه بسبب “ضعفه في مواجهة الهجمات الإرهابية، وإهماله توفير الأمن لسكان المناطق القريبة من قطاع غزة”.
ويخلص هاريل إلى أنه لا خلاف بين العملية التي تجري حاليًا، والعمليات التي تمت خلال فترات الحكومات السابقة، مضيفًا أن إسرائيل استنفدت بالفعل المخزون الإبداعي للحلول الاستراتيجية الخاصة بها في قطاع غزة، وأنه تقع عملية مشابهة بمعدل مرة كل عام ليبقى قطاع غزة على ما هو عليه، والمشاكل التي يسببها هي نفسها.
المصدر : صحيفة هآرتس الاسرائيلية