غزة.. لماذا تأخر رد الفصائل الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية؟

تم نشره الأربعاء 10 أيّار / مايو 2023 04:23 مساءً
غزة.. لماذا تأخر رد الفصائل الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية؟
قصف غزة

المدينة نيوز :- أجمع محللون فلسطينيون على أن تأخر الرد العسكري للفصائل الفلسطينية المسلّحة لليوم الثاني، على العملية العسكرية التي نفّذها الجيش الإسرائيلي ضد غزة، فجر الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا بينهم ثلاثة من أبرز قادة سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، يأتي ضمن "تكتيكات الرد".

وقال محللون، في حوارات منفصلة للأناضول، إن هذا التأخر "أربك الحسابات الإسرائيلية وأخضعها لدفع ثمن سياسي واقتصادي وأمني ونفسي، فضلا عن إعطاء المجال للمجتمع الدولي للتقييم الجرائم الإسرائيلية بغزة".

ومنذ لحظة تنفيذ العملية، اتخذت إسرائيل مجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة داخل مستوطناتها والمدن خشية من الرد العسكري الفلسطيني المتوقع.

ومن بين تلك الإجراءات، إجلاء آلاف المستوطنين من المستوطنات المحاذية وفتح ملاجئ وتعليق الدراسة في عدد من المدن وإغلاق العديد من الشوارع بغلاف قطاع غزة.

كما نشرت منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ فضلا عن استنفارها لجميع أجهزة الأمن منذ الثلاثاء، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

وظهر الأربعاء، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة رشقة صاروخية باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، في رد عسكري قال محللون إنه أولي.

ولم يصدر عن الفصائل الفلسطينية حتى نشر التقرير أي تعقيب على إطلاق هذه الرشقات أو دوافعها.

وكانت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" قد توعّدت في تعقيبها على العملية العسكرية، إسرائيل "بدفع الثمن عن جريمتها"، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "الرد الفلسطيني على هذه المجزرة لن يتأخر"، بينما قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن "إسرائيل أخطأت في تقديراتها وستدفع ثمن جريمة اغتيال قادة الجهاد".

وعادة، ترد الفصائل الفلسطينية المسلحة أو واحد منها على الأقل على أي اعتداء إسرائيلي في وقت قريب من زمن تنفيذه، إلا أن هذه المرة الرد الفلسطيني شهد تأخرا لأكثر من 35 ساعة قبل إطلاق أول رشقة صاروخية.

ورغم حالة الصمت الفلسطيني إلا أن الجيش الإسرائيلي يبادر بشن غارات متفرقة على مناطق مختلفة من قطاع غزة موقعا إصابات في صفوف المواطنين.

** إطار توافقي فلسطيني

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن تأخر الرد على العملية العسكرية يأتي "في إطار توافق وطني وتحت مظلة الغرفة".

ويقول في حديثه للأناضول، إن هذا التكتيك "أربك حسابات إسرائيل حيث أصبح مفعول الصمت الفلسطيني كمفعول الصواريخ الأمر الذي بدد الإنجازات التي أراد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحقيقها من العملية".

ويصف حالة الغموض فيما يتعلق بالرد الفلسطيني بـ"الإيجابي"، والذي "أربك قدرة الاحتلال على توقع طبيعة الرد وزمانه ومكانه".

ويرجح أن يكون الرد الفلسطيني على هذه العملية "على هدف عسكري كبير وقد يكون التجهيز لهذا الأمر أحد عوامل التأخر في الرد".

ويضيف قائلا: "قد يكون الرد من مناطق أخرى غير قطاع غزة، هذا الأمر تقرره المقاومة التي ستعمل على تثبيت قواعد الاشتباك وإعادتها للمسار الصحيح".

وأشار الدجني إلى أن "الرد المباشر على هذه العملية كان من شأنه أن يأخذ الأمور لمواجهة مفتوحة لا يريدها أحد وذات تداعيات كبيرة على المشهد".

** خسارة إسرائيلية

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن تأخر الرد الفلسطيني على العملية الإسرائيلية "يعتبر جزءا من الرد، لكنه لا يلغي فعل الرد ويبقيه قائما لدى الفصائل المسلحة".

وأضاف عوكل، في حديث للأناضول، "تواصل الصمت الفلسطيني يسبب إرباكا واسعا في إسرائيل، وسط حالة ترقب وإجراءات مشددة لدى إسرائيل".

واستكمل قائلا: "إسرائيل دفعت الثمن من الصمت أولا من الحالة المعنوية والنفسية فهناك توتر كبير لدى الإسرائيليين وحالة من عدم الصبر والخوف من الرد المرتقب".

وعلى الصعيد السياسي، بدد "قناعة المجتمع والشارع الإسرائيلي بالخطاب الذي قدمه نتنياهو حول تحقيقه انتصارا في هذه العملية التي قال إنها دقيقة".

وعلى الصعيد الاقتصادي فإن "عملية إجلاء المستوطنين وإبقائهم في فنادق على حساب الحكومة وفتح الملاجئ وإيقاف حركة القطارات وتعليق الدراسة والاستنفار الأمني بما فيه حركة الطائرات والجيش هذا كله خسارة على الصعيدين الأمني والاقتصادي".

وفي السياق، فإن عوكل رأى أن تأخر الرد الفلسطيني من شأنه أن يضع "المجتمع الدولي أمام حقيقة الجريمة الإسرائيلية، وهذا جزء من كسب المناخ الدولي لصالح الفلسطينيين".

** إفشال مساع إسرائيلية

يرى عوكل أن تأخر الرد جاء في إطار إفشال المساعي الإسرائيلية الرامية إلى إنهاك القطاع في عملية عسكرية وجر المقاومة إليها، كي يتاح له المجال لإطلاق مسيرة الأعلام المزمعة في 18 مايو/ أيار الجاري.

وأضاف: "إسرائيل تريد أن تمتص رد المقاومة حتى يأتي يوم مسيرة الأعلام ويقوموا بتنفيذ استفزازات كبيرة".

وأردف: "إذا أتيحت لهم الفرصة لتطبيق ذلك، فهذا يعني أنهم حققوا انتصارا معنويا في القدس".

وأشار إلى أن "الرد الفلسطيني الكامل على هذه العملية سيقود إلى اشتباك عسكري قد يستمر لعدة أيام".

** رد غير تقليدي

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل الفلسطيني مصطفى إبراهيم، إن تأخر الرد على عملية الاغتيال جاء في ظل رغبة الفصائل "بوجود رد عسكري غير تقليدي على ذلك".

وأضاف للأناضول: "تخطت إسرائيل بتلك العملية كافة الحدود الحمراء، فالمقاومة لا ترغب بالردود التقليدية، إنما قد يكون الرد مرتبط بهدف قريب عن الحدود أو استهداف للجيش في مناطق خارج غزة".

ويذكر أن الحسابات الإسرائيلية تعتقد أن "عملية الاغتيال من الممكن أن تمضي خاصة وأن الرد المتوقع من الفصائل سيكون إطلاق رشقات من الصواريخ وينتهي الحدث (...) وهذا مستبعد".

وأوضح أن الرد العسكري للفصائل من شأنه أن يفشل الرغبة الإسرائيلية في "الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وما يترتب على ذلك من إحراج لحركة حماس أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي".

لذا فإنه يرجح أن الرد "سيكون في إطار توافق وطني وغطاء من غرفة العمليات المشتركة التي تضم كافة الفصائل المسلحة".

وزاد: "هذا الرد قد يتم بتكتيكات جديدة لدى الفصائل للحفاظ على قواعد الاشتباك وليس بالضرورة أن يقتصر على غزة فقط".

الاناضول



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات