أسر لا تنام بسبب القصف في غزة وأطفال يلتمسون الأمان بأحضان آبائهم
المدينة نيوز :- ما زال منزل هاني الهندي يهتز على دوي الانفجارات لليلة الثالثة خلال هذا الأسبوع مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، ولم أطفاله الستة يجدون ملاذا يلتمسون فيه الشعور بالأمان سوى أحضانه هو وزوجته حيث ينامون جميعا في غرفة واحدة.
وبجانب الباب الأمامي، وضعت الأسرة وثائقها الضرورية مثل شهادات الميلاد وبطاقات الهوية والتقارير الصحية في حقيبة جلدية لتكون جاهزة للحمل في حال تعرض المبنى لهجوم.
وقال الرجل وزوجته إن الاستعداد للمغادرة سهل، لكن عدم معرفة المكان الذي يقصدونه هو الصعب.
وقال الهندي، وهو موظف عام سابق ويبلغ من العمر 41 عاما من خان يونس في جنوب غزة إنهم قد يذهبون إلى "أقرب مدرسة أو على المستشفى... والله ما أعرف وين أروح مع عيلتي لو البناية انقصفت".
وأضاف "فيش عنا (ليس لدينا) ملاجيء، فش عنا أماكن آمنة في قطاع غزة"
وظلت الانفجارات تهز خان يونس، بينما تكوم الأطفال على حشايا على الأرض بجانب والدتهم.
وعلم الوالدن من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أن إسرائيل قصفت شقة في خان يونس كان يسكنها قائد بارز في حركة الجهاد الإسلامي فاستشهد هو وعضوان آخران قبل فجر الخميس.
وقال الهندي "لما إسرائيل بتقصف، الأبراج (المباني) بتضرب في بعض (تهتز) والأولاد بيصيروا يلتمسوا (يشعرون بالذعر) ويصيحوا (يبكون)".
نجل القيادي في الجهاد الإسلامي أحمد أبو دقة ، الذي استشهد في غارة إسرائيلية خارج مستشفى في جنوب قطاع غزة ، 11 مايو ، 2023. (رويترز)
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 26 فلسطينيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، استشهدوا يوم الثلاثاء الذي استسهدفت إسرائيل فيه ثلاثة قادة آخرين في حركة الجهاد الإسلامي اتهمتهم بالتخطيط لهجمات على جنود ومدنيين إسرائيليين. وأشعل هذا قتالا جديدا عبر الحدود.
وامتد العنف حتى الخميس مع استشهاد اثنين من قياديي حركة الجهاد الإسلامي في غارات على غزة الخميس واستمرار إطلاق النشطاء الفلسطينيين لصواريخ من غزة.
وأغلقت إسرائيل معابر القطاع الساحلي الفقير منذ يوم الثلاثاء مما يمنع دخول الوقود والطعام أو خروج المرضى الذين يحتاجون للرعاية الصحية خارج غزة.
ومع قلق سكان غزة، ظلت الشركات والمدارس مغلقة. وخلت الشوارع تقريبا من العابرين باستثناء طوابير من الناس أمام متاجر البقالة والمخابز. وفيما عدا بعض سيارات الأجرة وسيارات الإسعاف لا وجود تقريبا لوسائل النقل.
وتعاني غزة التي تحكمها حركة حماس من أزمة إنسانية تتفاقم نتيجة حروب متكررة مع إسرائيل على مدى عقدين وحصار إسرائيلي واسع النطاق منذ 16 عاما.
وقال الهندي وزوجته ملينا (39 عاما) إن بعض أطفالهما يتشبثون بهما ويطلبون رفقتهما حتى عندما يحتاجون للذهاب إلى دورة المياه.
وقالت ملينا إنها لم تجر فحصا شهريا لأصغر أطفالها، لا تقدر على فراق باقي الأبناء.
وأضافت "اليومين هدول (حاليا) حياتنا وقفت (معطلة)... بنحس فش أمان، (بعدم الأمان) حتى في بيوتنا فش أمان".
نجل القيادي في الجهاد الإسلامي أحمد أبو دقة ، الذي استشهد في غارة إسرائيلية يبكي والده جنوب قطاع غزة ، 11 مايو 2023. (رويترز)
رويترز