سنان أوغان.. كيف صار مرشح الرئاسة الأضعف “صوتا حاسما” في انتخابات تركيا؟
المدينة نيوز :- مع إعلان النتيجة النهائية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وعدم قدرة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان على حسمها في المرة الأولى، تتجه تركيا إلى جولة ثانية بعد أسبوعين، وتتجه معها الأنظار إلى المرشح الثالث سنان أوغان الذي حظي بنسبة تخطت 5% من الأصوات.
ويؤكد مراقبون أن أصوات داعمي أوغان ستكون حاسمة في الجولة الثانية من الانتخابات إذا وُجِّهت إلى أحد المرشحين أردوغان أو منافسه كليجدار أوغلو. فمن هو سنان أوغان؟ وما هي مواقفه، ومن سيدعم في جولة الإعادة؟
هو أكاديمي وباحث وسياسي قومي تركي ينحدر من أصل أذربيجاني، وعضو سابق في حزب الحركة القومية التركي، وبرلماني سابق. وهو حائز للعديد من الجوائز والأوسمة لتميزه في العمل الأكاديمي والبحثي، وجهوده الحثيثة في مجال التقارب والتعاون القومي التركي.
دخل أوغان سباق الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، ويعد أصغر مرشحي الرئاسة التركية الحاليين، وحين قام المنافسون بتشكيل تكتلات وتحالفات حزبية، ترشح أوغان عن تحالف باسم “تحالف الأجداد”، ويتكون هذا التحالف من 4 أحزاب هي: حزب النصر وحزب العدالة وحزب بلدي وحزب التحالف التركي، وهي أحزاب معروفة بمواقفها المتطرفة.
دخل أوغان سباق الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، ويعد أصغر مرشحي الرئاسة التركية الحالييناستطاع أوغان جمع قرابة 108 آلاف توقيع، مما أهله لأن يكون أحد المرشحين الأربعة للسباق الرئاسي، وبحسب الدستور فإن الترشح للانتخابات الرئاسية التركية يكون إما عبر الأحزاب التي تتمكن من تشكيل كتلة في البرلمان، وإما عبر جمع 100 ألف توقيع.
وكان من أبرز وعود أوغان الرئاسية، إعادة المهاجرين إلى بلادهم خاصة السوريين في أقرب وقت ممكن، وإلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
توجهاته
ودفع التوجه القومي لدى سنان إلى العمل السياسي تحت مظلة حزب “الحركة القومية” التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهجلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.
وبناء على دعوة من بهجلي؛ رُشّح أوغان للبرلمان التركي عن ولاية أيدر عام 2011، وانتُخب نائبًا عن المحافظة الوحيدة التي فاز فيها الحزب في تلك الانتخابات، متجاوزًا حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.
وأثناء عمله في البرلمان شغل منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.
نائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، يلكم سنان أوغان خلال مناظرة في البرلمان بأنقرة عام 2014 (رويترز)وفي عام 2015، أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، ولكنه طرد من الحزب يوم 26 أغسطس/ آب 2015، وبقرار من المحكمة ألغي الطرد في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وعاد أوغان إلى الحزب من جديد.
وفي 10 مارس/ آذار 2017 طُرد من الحزب مرة أخرى مع ثلاثة من نواب الحزب، لإعلانهم التصويت بـ”لا” في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة إلى ذلك، إذ قرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ”الطرد النهائي”.
وفي الوقت الذي يجد فيه أوغان نفسه صوتًا للمواطنين الغاضبين من سياسة الهجرة واللجوء في تركيا، فإنه في الوقت ذاته يرفض التعاون بأي شكل مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة “حزب العمال الكردستاني” المصنفة منظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية.
مَن سيدعم؟
ومما لا شك فيه أن أصوات ناخبي “تحالف الأجداد” ستؤدي دورًا حاسمًا في جولة الإعادة، لكن من الصعب التنبؤ بمن ستذهب إليه؛ فهذا يعتمد وفق مراقبين، على المفاوضات التي سيجريها هذا التحالف بقيادة أوغان مع المرشحَين الباقيين في السباق الرئاسي.
وقُبيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية اليوم الاثنين، أعرب أوغان عن إمكانية دعمه لكليجدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، بشرط عدم تقديم أي تنازلات للطرف الكردي.
وأكد في تصريحات صحفية أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين هي أهم نقاطه للتفاوض لدعم أردوغان أو كليجدار أوغلو، موضحًا أن تحالف المعارضة لم يكن قادرًا على إقناع الناخبين بإمكانية حل مشكلات البلاد.
ويتنافس في جولة الإعادة الرئيس التركي مرشح تحالف “الجمهور” رجب طيب أردوغان الذي يطمح إلى الفوز بولاية ثانية وأخيرة بعد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، ومرشح تحالف “الشعب” زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.
وتجرى جولة الإعادة بالمرشحين الأول والثاني اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، وسيفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في جولة الإعادة، دون اشتراط تخطي عتبة 50%.
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التركية التي أجريت أمس الأحد 88.92% في الداخل و52.69% في الخارج. وتعد هذه الانتخابات من أكثر المواسم الديمقراطية أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدى 100 عام.