عين على القدس يناقش حال التراث العربي الإسلامي والمسيحي في فلسطين
المدينة نيوز:- ناقش برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، حال التراث العربي والإسلامي والمسيحي داخل الخط الأخضر والقدس، وما تتعرض له هذه المقدسات من محاولات للهدم والتهويد.
وقال أستاذ القانون في كلية الحقوق في الجامعة العبرية في القدس، الدكتور أحمد الناطور، في حديث له من القدس، إن فلسطين حظيت بالعديد من المباني المهمة وذات البعد التاريخي والإسلامي من مساجد ومقابر ومقامات وأضرحة، مشيرا إلى أن ما حل بها يعتبر "نكبة حقيقية"، نتيجة للمشروع التهويدي الصهيوني ومشروع الهدم والطمس للمباني التاريخية، كما حدث من هدم لمساجد طبريا ومسجد عين كارم وغيرها من المساجد التي تم هدمها في كل قرى يافا والمدن الفلسطينية.
وأضاف أن سلطات الاحتلال قامت بتحويل هذه المباني إلى معابد يهودية أو مبان خاصة بالشؤون الدنيوية كالخمارات، على الرغم من إصدار قرار من المحكمة الشرعية عام 1987 بتحريم البناء على المقابر أو نبشها، أو استخدام بناء المساجد التي انفض الناس من حولها في أمور دنيوية.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قامت منذ قيامها باستخدام التشريعات للسيطرة على الوقف الإسلامي بما فيه الأماكن المقدسة، ما أدى إلى خسارة ما نسبته 80 بالمئة من هذه الأماكن لصالح إسرائيل بسبب هذه التشريعات، مؤكداً مخالفتها لكل الشرائع والقوانين الدولية وقواعد الإنصاف.
ودعا إلى أن يكون النضال للدفاع والحفاظ على هذه الأماكن جماهيرياً، من خلال توعية الأجيال بأهميتها والتواجد بها بشكل دائم.
بدوره، الباحث في تاريخ القدس، روبين أبو شمسية، أوضح من القدس أيضاً أن الحضارة الإسلامية تتسم بالامتداد من شمال الأقصى إلى الجنوب، حيث يوجد الكثير من المعالم الأثرية، سواء في المدن المركزية أو في القرى، مثل المقابر والمقامات والكثير من المساجد الموجودة منذ العصر الأموي وحتى الفترة العثمانية، لافتاً إلى وجود الكثير من المباني التي تعتبر مركز إشعاع حضاري في فلسطين خلال الفترة الإسلامية، مثل الأسواق والزوايا والتكايا ومقرات الطرق الصوفية.
وأضاف أبو شمسية أن فلسطين تحوي العديد من مباني الفترة العباسية مثل قرى جبع وحزمة وغيرها من القرى التي تحوي العديد من المساجد منذ الفترات المملوكية والأيوبية والعثمانية.
والتقى البرنامج بمختص الآثار والعمارة الإسلامية في فلسطين والقدس، الدكتور عبد الرازق متاني، الذي بين بدوره أن أرض فلسطين على امتدادها تحوي الكثير من الشواهد على العمارة الإسلامية في جميع فتراتها المتعاقبة، إلى جانب العمارة المدنية.
وأضاف أنه كان هناك اهتمام بالعمارة الدينية في فلسطين لدى المسيحيين قبل العهد الإسلامي، حيث قاموا ببناء الكنائس التي تمثل علاقتهم بهذه الأرض المباركة.
وقال إن فلسطين بعد الفتح الإسلامي شهدت العديد من الأوقاف والمساجد التي شيدت على أرضها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، لافتاً إلى أنه قام بتوثيق 45 مسجداً من الفترة الأموية المبكرة.
وأوضح أن إسرائيل قامت في العام 1965 بحملتها التي أسمتها "تسوية الأرض"، والتي تهدف إلى القضاء على البلدات والقرى العربية التي تم تهجير أهلها والبالغة أكثر من 531 بلدة وقرية، حيث دمرت أكثر من 85 بالمئة من المعالم العربية التي كانت موجودة في هذه البلدات.
ولفت إلى أن هذا التدمير كان ممنهجاً، وشاركت به 20 مؤسسة على رأسها الجيش، الذي جاء ليدمر الموروث العربي الفلسطيني، والذي يتعرض ما بقي منه اليوم للانتهاكات والتدمير ومحاولة الطمس، رغم أن دولة الاحتلال وقعت على اتفاقيات دولية تلزمها بحفظ الإرث الذي سبق قيامها، أي قبل عام النكبة 1948، إلا أن سياستها على أرض الواقع تختلف تماماً، فهي تنبش المقابر وتهدم المساجد وتمنع ترميم العديد من الأماكن المقدسة.
واستعرض الدكتور متاني صورا لعدد من المساجد والمباني الإسلامية والمسيحية التي تعرضت للدمار وترفض سلطات الاحتلال أي عملية ترميم لها، ومنها مسجد مقام النبي يوشع في صفد، الذي يواجه احتمالية الانهيار التام، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية في البصة التي تعرض سقفها وجدرانها للتصدعات، ومسجد الزيداني في طبريا.
ودعا الجهات الرسمية وغير الرسمية في العالم العربي والإسلامي إلى القيام بواجبها تجاه هذه الأماكن المقدسة وإيصال ما تعانيه من دمار إلى العالم أجمع، والدعوة إلى ترميمها وإنقاذها من الانهيار.
-- (بترا)