مختصون يدعون لمواكبة الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي
المدينة نيوز - أماني الحمزات - اكد خبراء ومتخصصون أن القطاع الزراعي في الأردن يواجه العديد من التحديات والصعوبات في ظل التوسع العمراني على حساب الرقعة الزراعية، ونزوح الأيدي العاملة من المناطق الزراعية النائية إلى المدن و تأثير التغيرات المناخية، وندرة المياه، وارتفاع تكلفة الإنتاج ابرز التحديات.
وأشار هؤلاء الى عزوف الأجيال الصاعدة عن مهنة الزراعة، سيما وأنها لا تواكب التطور التقني مقارنةً ببقية الصناعات .
وأكدوا هؤلاء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الخطوات المتقدمة التي شهدها الأردن في مجال الزراعة بحاجة إلى استجابة أكبر لتذليل العقبات سيما ان الزراعة تعتبر من أقدم المهن في تاريخ البشرية وما تزال المصدر الرئيسي للغذاء وركيزةً اقتصاديةً للعديد من الدول.
وحسب الإحصاءات السكانية من المتوقع أن ينمو سكان العالم بنحو مليارين إضافيين بحلول عام 2050، يقابل ذلك نمو محدود بالأراضي الصالحة للزراعة لا يتعدى 4% فقط، ما يعني انخفاض المحاصيل الزراعية مقابل الطلب، وارتفاع الأسعار المحاصيل، وتزايد المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي في حال استمر المزارعون بتبنّي الأساليب التقليدية للزراعة.
وقال مساعد الامين العام للمشاريع الزراعية ب وزارة الزراعة محمود الربيع، إن اهم التحديات التي تواجها الزراعة في الاردن هي تأثير التغيرات المناخية، وندرة المياه، وارتفاع تكلفة الإنتاج، والظروف الإقليمية التي تؤثر على الصادرات الزراعية وضعف البنية التحتية للتسويق الزراعي .
واشار الى ان القطاع الزراعي في الاردن بدأ خلال الفترة الماضية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي خصوصًا استخدام أنظمة الري الحديثة التي تعمل على الحساسات، وانظمة الهيدروبونيك والاكوابونيك، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تربية الدواجن والابقار والأسماك لكن بشكل محدود.
وقال، ان الخطة المستقبلية للوزارة تتركز على التدريب والتأهيل على استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة والذكاء الاصطناعي ودعم حاضنة الأعمال في المركز الوطني للبحوث الزراعية لاستقطاب الرياديين في الزراعة الذكية، وتوفير حزم من التمويل المدعوم للتوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع وانشاء مسرعة للأعمال الزراعية والصناعية لتوفير حلول مبتكرة لتمويل الشركات الناشئة في مجال هذا المجال والصناعات الغذائية ، مؤكدًا ان التقنيات الرقمية وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز القدرة على إنتاج الغذاء، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية، وبما يساعد في تحسين الامن الغذائي وخلق المزيد من فرص العمل في قطاع الزراعة.
من جانبه قال الدكتور المختص بعلم الذكاء الاصطناعي عماد الشواقفة، ان دخول تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة يساعد المزارعين على أتمتة العملية الزراعية بهدف زيادة غلة المحاصيل، وتحسين جودتها باستخدام موارد أقل وعليه لابد من التوسع بالتكنولوجيا الذكية في القطاع الزراعي الحكومي والخاص كونها قادرة على إحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي.
واشار الى ان يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المزارعين على تحديد الأماكن الأنسب لزرع محاصيل معينة وذلك بناءً على الخصائص الجغرافية للحقل، أو التركيب الكيميائي للتربة وغيرها، ويتمّ ذلك من خلال تحليل الصور التي توفرها الطائرات بدون طيار.
من جانبه اكد الدكتور خالد النواصر المختص بعلم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ضرورة وجود طرقٍ جديدة من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية مثل تحليل البيانات الجوية المحلية والإقليمية لتحسين التنبؤات الجوية ومساعدة المزارعين على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن الزراعة وإدارة المخاطر وتوفير حلول فعالة لمكافحة هذه الآفات والأمراض بشكل فعال ومعرفة التركيبة الأفضل للأسمدة بناءً على احتياجات المحصول والظروف المحيطة وتوقع موعد الحصاد بدقة، ما يساعد على تحسين إدارة الإمدادات وتخفيض التكاليف.
وقال عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الردايده المختص بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، ان الدراسات اشارات الى ان استخدام الاردن للتقنيات الحديثة اقل من الطموحات ولا زالت في مجالات محددة وعلى نطاق ضيق .
ومع ذلك، يشير الردايدة الى أن هناك بعض الشركات الزراعية المحلية بدأت باستخدام التقنيات الحديثة والابتكارات في مجالات مثل الزراعة الذكية وتحليل البيانات الضخمة لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف وتحسين جودة المحاصيل.
ولفت الى أنه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في زراعة الزيتون والذي يعتبر من المحاصيل الزراعية الهامة حيث يمكن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة وإنتاج الزيتون وذلك بمراقبة حالة الأشجار وتحديد الاحتياجات الغذائية والمائية لها بشكل دقيق وفي الوقت المناسب، وتحليل بيانات الأراضي والمناخ والتربة لتحديد أفضل الأنواع والأساليب الأمثل لزراعتها والتحكم بالآفات والأمراض المحتملة.
ودعا الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين انتاج أشجار النخيل والحمضيات في الأردن، حيث تستطيع التطبيقات الحديثة الكشف عن المخاطر الخفية والوقاية من الرش الزائد للمبيدات الحشرية، وتوفير الكثير من المال على المزارعين والمحافظة على أشجار النخيل من الفقدان الكارثي، إضافة الى استخدام الحساسات لقياس العوامل التي تؤثر على نمو النباتات، مثل درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة ومستوى التغذية و استخدام الأجهزة الذكية مثل الروبوتات لري المحاصيل وتحسين الإنتاجية وفي التحليل الضوئي لتحديد متى يجب حصاد المحصول بناءً على لون الفاكهة أو الخضار و لتحديد ما إذا كانت النباتات تحتاج إلى المزيد من الري أو التغذية.
وأضاف الردايدة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا في مجال تسويق المنتجات الزراعية من خلال إجراء التحليل الإحصائي والتنبؤ بالسوق واتجاهات العرض والطلب وتحديد الكميات المناسبة من المنتجات المطلوبة، إضافة الى تحسين الإدارة اللوجستية للمنتجات الزراعية.