مثقفون وأطباء ومعنيون يحتفون بإشهار رواية "من حوران الى حيفا" للزعبي
المدينة نيوز :- احتفى مثقفون وأطباء ومعنيون، مساء اليوم الثلاثاء، في قاعة الاحتفالات بدائرة المكتبة الوطنية، بإشهار رواية "من حوران إلى حيفا" لنقيب الأطباء الأردنيين الدكتور زياد محمد الزعبي.
وتحدث في الاحتفائية، التي رعاها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، الباحث الدكتور جورج طريف والناقد الدكتور سمير قطامي والباحث في التراث الطبيب الدكتور موسى صالح وعبر تقنية التواصل عن بعد (الزووم) الباحث في التراث المؤرخ الفلسطيني الدكتور جوني منصور.
وفي الاحتفائية، التي أدارها الكاتب عوض الملاحمة وحضرها عدد كبير من الجمهور، تحدث الدكتور الزعبي عن كتابه الذي وصفه بالسردي التاريخي، مشيرا الى أن ركيزته الأساس في كتابه هذا اتكأت على مخزون الذكريات التي عايشها مع والده ووالدته وتتناول ثلاثينيات القرن الماضي وما مرت به الأمة العربية من ظروف سياسية واجتماعية، لافتا إلى أن ما عزز هذا المخزون سعيه لتحقيق حلمه بإنجاز هذه الرواية من خلال توثيق هذا المخزون.
وتناول تجربته في كتابة هذه الرواية التي أكد أنه ابتعد فيها عن أسلوبية "الشخصنة" والسيرة الذاتية، والتي تتناول جزءا كبيرا من حكاية والده محمد، الذي انتقل من إحدى قرى حوران في إربد وذهب الى حيفا في حقبة كانت تغص بالأحداث السياسية التي رافقت الانتداب البريطاني على كل من شرق الأردن وفلسطين وبزوغ المشروع الصهيوني واحتلاله فلسطين.
وتحدث الدكتور الزعبي عن ما بذله من جهود بحثية في تقصي تفاصيل تاريخية عن تلك الحقبة، لا سيما ما يتعلق بفلسطين ومدينة حيفا،
مثمنا دور الباحث والمؤرخ الفلسطيني الدكتور منصور في مساعدته بتوفير العديد من المصادر في هذا الشأن.
بدوره، تحدث الناقد الدكتور قطامي عن ولادة فكرة هذه الرواية حينما اطلعه الدكتور الزعبي على بواكيرها الأولى، منوها بأن لدى الدكتور الزعبي موهبة سردية فائقة.
وقال إن رواية "من حوران الى حيفا" كلاسيكية سردية سيرية تاريخية اجتماعية سياسية تتناول شرق الأردن وفلسطين في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، مبينا أنها رواية تتناول أحوال الناس وتسجل أفراحهم وأحزانهم وهمومهم وأحلامهم مثلما تصور أشكال الحياة وطبيعتها الاجتماعية وظروفها الاقتصادية على شرق النهر وغربه.
ووقف على أبرز ملامح وتفاصيل الرواية وحكايات شخصياتها الرئيسة، مشيرا الى أن الدكتور الزعبي يؤرخ الأحداث مما سمعه من والديه وما قرأه من مصادر توثق لتلك المرحلة.
الباحث الدكتور طريف رأى أن الرواية تجسد حياة الآباء والأجداد في أوضح صورها وما عاشوه من حياة فقر ومعاناة وبساطة وصبر ومواجهتهم للمشروع الصهيوني الذي استهدف فلسطين، منوها بأن الكاتب أبدع في وصف واقع القرية وحوران في ثلاثينيات القرن الماضي كما أن الرواية تأسر القارئ في تسلسها وسردها لتفاصيل القرية والمجتمعات في الأردن وفلسطين والعناية بالتفاصيل الدقيقة لاسيما فيما يتعلق بشخصية بطل الرواية "محمد"، ومدينة حيفا التي لم يزرها كاتب الرواية الدكتور الزعبي.
وقال إن الكاتب رصد في روايته العلاقة الأردنية الفلسطينية قبل عام 1948 واعتمد على العديد من الوثائق التاريخية التي وظفها في روايته مستندا إلى شخصيات حقيقية أبرزها بطل الرواية وشخص حياة الناس الاجتماعية في القرية وحوران وحيفا وفلسطين، وقدم صورة واضحة عن التعليم في شرق الأردن آنذاك والأوضاع الاقتصادية في الأردن وفلسطين، مثلما وظف مصطلحات شعبية كانت رائجة في تلك الحقبة الزمنية وتناول الامتدادات العشائرية في منطقة حوران على امتدادها في الأردن وسوريا وفلسطين.
الدكتور صالح اعتبر أن الدكتور الزعبي وثق من خلال روايته للقرية الأردنية والحورانية في أدق تفاصيلها مما يكسبها قدرا كبيرا من الأهمية كما انه وثق للحياة السياسية في تلك المرحلة التاريخية والكوارث التي أدت إلى سقوط حيفا وفلسطين، كما وثق لوحدة بلاد الشام وأهلها في مواجهة المشروع الصهيوني.
وعبر تقنية "الزووم" قال الدكتور منصور إنه حينما نتحدث عن موضوع الذاكرة في هذه الرواية فإننا نتحدث عن الوطن الفلسطيني والرواية جمعت بين أبناء المنطقة على مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين.
ولفت الى أن النص السردي للرواية مفتوح على الذاكرة ويسرد ما حدث لفلسطين، مشيرا الى أن مدينة حيفا تحتضن شوارع بأسماء إربد وعجلون والسلط واليرموك وغيرها، وهو ما يؤكد التواصل المجتمعي عبر النهر بين شرقه وغربه وقدوم العديد من أبناء الأردن الى جيفا في تلك الحقبة الزمنية.
الدكتور منصور الذي رأى أن التوثيق ليس حصرا على ما تكتبه المؤسسات المختصة الرسمية وإنما ما يتذكره الفرد، اعتبر أن كتاب "من حوران الى حيفا" ورغم صيغته الروائية إلا انه جاء معززا لها بالتوثيق التاريخي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وفي ختام الندوة الاحتفائية، تحدث الدكتور الروابدة عن علاقته بالكاتب الزعبي، لافتا إلى أنه حينما قرأ الرواية وهي تتناول تفاصيل الحياة في قرى حوران رأى نفسه ووالده مستذكرا حياة القرية والفقر والمعاناة وبساطتها وواقعها في تلك الحقبة الزمنية.
وقال إن هذه الرواية تتحدث عن أبناء قرى أردنية عانوا وصبروا وجيلهم أسهم في بناء الأردن.
ولفت الدكتور الروابدة إلى دور الأردنيين في النضال من أجل فلسطين، مشيرا الى الاجتماعات التي كان يعقدها ناجي العزام من أجل نقل السلاح وتنظيم الشباب للالتحاق بقوافل المناضلين في فلسطين، والشهيد كايد المفلح العبيدات وغيرهما.
وقال إنه حين نتحدث عن فلسطين نحن نتحدث عن أنفسنا، وفلسطين لنا ونحن لفلسطين، وما يربط الأردن وفلسطين يختلف عن أي علاقة لدولة عربية أخرى مع فلسطين، ووحدتنا مع فلسطين دائما موجودة وأبدية.
--(بترا)