زعيم فاغنر يعترف بمقتل 20 ألف عنصر من قواته في باخموت
المدينة نيوز :- اعترف زعيم مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، بمقتل 20 ألف مقاتل من قواته في معركة السيطرة على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، والتي استمرت لأشهر واستنزفت القوة العسكرية لكل من موسكو وكييف.
وصرح يفغيني بريغوجين بأن حوالي 10 آلاف سجين سابق من أصل 50 ألفا جندهم للقتال في أوكرانيا لقوا مصرعهم في الحرب، بالإضافة إلى 10 آلاف آخرين من مقاتليه النظاميين، حسبما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي مقابلة بالفيديو نُشرت على منصة تيليغرام، أبرز قائد مرتزقة فاغنر أن قواته ستضطر إلى مغادرة باخموت في الأول من يونيو "لإعادة التشكيل والتجهيز والتسلح"، مضيفا أن "427 يوما من الحرب عمل قتالي شاق".
وواصل بريغوجين تعليقاته وحربه الكلامية مع كبار المسؤولين العسكريين الروس، والتي أصبحت، بحسب الصحيفة، أهم علامة على الانقسامات الحاصلة بين القوات المقاتلة الروسية منذ أن شنت موسكو غزوها على أوكرانيا، العام الماضي.
وأفاد بريغوجين بأنه بعد مغادرة قواته ستصبح المدينة من مسؤولية وزارة الدفاع الروسية التي قال إنها "يجب أن تكون جاهزة لتولي المسؤولية"، مضيفا: "إذا لم يتمكنوا من قبول ذلك، فيجب على الأشخاص المسؤولين إطلاق النار على أنفسهم".
واتهم بريغوجين مرارا وتكرارا كبار المسؤولين العسكريين في موسكو بـ"منع مقاتليه من الحصول على الذخيرة خلال معركة باخموت"، ملقيا باللوم عليهم في الخسائر الفادحة التي تكبدها فاغنر، حيث زعم في فيديو أن 80 بالمئة من خسائر فاغنر كانت بسبب نقص الذخيرة.
ويظهر الخلاف العام بين فاغنر والجيش الروسي النظامي كيف أحدثت نكسات موسكو في الحرب انقسامات بين المسؤولين الروسيين، وفقا للصحيفة.
وكان القتال الدائر حول المدينة الشرقية، أعنف المعارك في الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث نشر كلا الجانبين عشرات الآلاف من القوات على الرغم من الأهمية الاستراتيجية المحدودة للمدينة، بحسب عدد من المحللين العسكريين.
ومنيت روسيا وأوكرانيا بخسائر ضخمة في الرجال والعتاد، خلال القتال على المدينة الصغيرة، والتي كان عدد سكانها قبل الحرب أكثر من 70 ألف نسمة، وفقا لصحيفة "نيويروك تايمز".
وواجه القادة الأوكرانيون انتقادات بسبب سعيهم للحفاظ على المدينة في دفاع طويل ومكلف، حيث تكبدت القوات الأوكرانية من جانبها، خسائر كبيرة على المستويين البشري والمادي.
وبررت كييف سعيها المحافظة على المدينة بأنها محاولة لتقويض القدرات الهجومية للقوات الروسية من خلال إلحاق خسائر فادحة بالعدو، وكسب الوقت استعدادا للعمليات الهجومية التي تخطط لها لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.
من جهتها، جعلت روسيا من باخموت هدفا رئيسيا لهجوم ضخم فشل في تحقيق أي مكاسب على الأرض في أي مكان آخر، بينما دربت أوكرانيا تشكيلات جديدة "مسلحة ومجهزة من قبل الغرب" ومن المتوقع أن تشن هجوما مضادا أوسع في مكان ما على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله حوالي ألف كيلومتر، بحسب نيويورك تايمز.
وأشارت التقديرات الغربية بداية هذا العام إلى أن عدد القتلى والجرحى في روسيا يصل إلى حوالي 200 ألف منذ بدء الغزو في فبراير من العام الماضي، ويعتقد أن خسائر أوكرانيا مماثلة.
ويتوقع أن تكون هذه الأرقام قد ارتفعت حيث كانت باخموت على مدار الأسابيع القليلة الماضية، مسرحا لحرب دموية طاحنة بين الجانبين.
الحرة