مسؤول بدارفور: أكثر من 23 قتيلاً بمعارك عنيفة في كُتُم
المدينة نيوز :- مع تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة كُتُم بولاية شمال دارفور، كشف مدير الإعلام في حكومة إقليم دارفور، موسى داود يحيى، اليوم الاثنين، أن أكثر من 23 قتيلاً سقطوا في معارك عنيفة دارت أمس في كُتُم.
وقال يحيى في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي إن "مدينة نيالا سقط فيها ما بين 40 إلى 50 قتيلاً في الأسابيع الماضية"، غير أنه أشار إلى أن مدينة الجنينة في غرب دارفور تشهد حالياً "أوضاعاً مأساوية" وأنه "لا يمكن إحصاء عدد الضحايا الذين سقطوا جراء المعارك الدائرة حالياً، وذلك بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية، وعدم القدرة على التواصل مع المناطق الأخرى".
"حالة فوضوية كبيرة"
كما أضاف أن "هناك حالة فوضوية كبيرة في إقليم دارفور جراء الحرب الدائرة حالياً، وأيضاً بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في الإقليم قبل بدء الحرب في منتصف أبريل الماضي".
كذلك أردف أن "الإقليم كان يعاني أصلاً من أوضاع أمنية وإنسانية صعبة"، لافتاً إلى أن "إقليم دارفور كان يضم حتى قبل الحرب مخيمات للنازحين، وكانوا يعتمدون على المساعدات المقدمة من قبل المنظمات الدولية والمحلية، وبالتالي بات الوضع اليوم صعباً جداً بالنسبة لهم".
وأوضح أنه "مع بدء الحرب، غادرت المنظمات الإغاثية مدن الإقليم، الأمر الذي شكل ضغطاً كبيراً، ونقصاً حاداً في المواد الغذائية والدوائية للنازحين في المخميات، الذين نزحوا من مناطق نزوحهم إلى مناطق أكثر آمناً".
فيما ناشد المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإغاثية إلى مدن الإقليم، كون السلطات المحلية "لم تعد قادرة على تحمل العبء الكبير الذي أفرزته الحرب على المواطنين والنازحين على حد سواء".
منطقة منكوبة
وكان حاكم دارفور، مني أركو مناوي، قد أعلن أمس، الإقليم منطقة منكوبة مع استمرار أعمال "النهب والقتل".
كما أشار في بيان إلى أن المدنيين في مدينتي كتم والجنينة يتعرضون لانتهاكات "فظيعة".
ودارت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس بمنطقة كُتُم، ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، وهروب نازحين من معسكر كساب إلى شرق الولاية، وفق شهود عيان.
قتال دامٍ
يذكر أن عدة مدن في الإقليم الذي مزقته الحروب على مدى سنوات كانت شهدت اشتباكات بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد، بعد أن تفجر القتال بينهما في 25 أبريل الفائت، حاصداً مئات القتلى.
فقد اندلع قتال دام في الجنينة والفاشر وزالنجي وغيرها من المناطق في الإقليم خلال الأسابيع والأيام الماضية.
حرب قبلية وأهلية
ويزخر إقليم دارفور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريباً، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلاً عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.
وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجدداً في أتون حرب أهلية وقبلية.
العربية