البعثة الأممية تطالب حكومة ليبيا بوقف الاعتقال التعسفي للمهاجرين واللاجئين
المدينة نيوز :- عبرت البعثة الأممية في ليبيا، اليوم الاثنين، عن قلقها إزاء عمليات الاعتقال التعسفي للمهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، داعية السلطات الليبية إلى وقف تلك الإجراءات ومعاملة المهاجرين "بكرامة وإنسانية".
وأشارت البعثة الأممية في بيان إلى أن السلطات اعتقلت آلاف الرجال والنساء والأطفال، وذلك في أعقاب غارات زعمت الحكومة الليبية أنها استهدفت شبكات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر.
كما طالبت البعثة الأممية، السلطات الليبية بأن تمنح وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية حق الوصول للمحتجزين "دون عوائق".
وكانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أعلنت شن غارات تستهدف مهربي المخدرات والوقود والبشر، على طول الساحل الغربي لليبيا، الممتد من طرابلس حتى رأس جدير، بمسافة تقارب 150 كيلومترا.
ويحتجز العديد من المهاجرين، بينهم نساء حوامل وأطفال، في ظروف مكتظة وغير صحية. فيما يتعرض آلاف آخرون بشكل جماعي، بمن فيهم مهاجرون دخلوا ليبيا قانونياً، للطرد بدون تدقيق أو اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وفقا للبيان الصادر من البعثة الأممية.
وأطلقت الأجهزة الأمنية في غرب وشرق البلاد حملات واسعة لضبط المهاجرين في ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو تظهر توقيف أعداد كبيرة من المهاجرين في ضواحي العاصمة طرابلس، وفي طبرق (شرق) ليبيا، حيث تم اقتيادهم إلى مراكز احتجاز حكومية.
وأفادت حسابات رسمية لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، عن ترحيل المئات من الأفارقة إلى بلدانهم عبر رحلات جوية من العاصمة طرابلس.
كما أظهرت مقاطع فيديو لم يتسن التحقق من صحتها، قيام السلطات الأمنية شرق ليبيا مطلع الشهر الجاري بنقل نحو 1000 مهاجر مصري إلى الحدود البرية المشتركة مع مصر.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حملة الاعتقالات ترافقت مع "تزايد مقلق في خطاب الكراهية والخطاب العنصري ضد الأجانب على الإنترنت وفي وسائل الإعلام".
وأعيد أكثر من 7 آلاف مهاجر إلى ليبيا، فيما ظل مصير 368 في عداد المفقودين، وقضى أكثر من 600 مهاجر غرقا قبالة السواحل الليبية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
ومعظم المهاجرين يتسللون عبر الحدود الليبية الصحراوية خاصة من السودان وتشاد والنيجر ومصر.
وتقول الأمم المتحدة إن اعتقال المهاجرين يتم بطريقة "تعسفية"، ويتعرضون غالبا لعمليات "قتل واختفاء قسري وتعذيب" أو "عبودية وعنف جنسي واغتصاب وغيرها من الأعمال اللاإنسانية".
وتدافع السلطات الليبية عن نفسها مؤكدة أنها لا تلجأ للعنف، وأن جميع المهاجرين يتلقون الخدمات والرعاية اللازمة لهم في مراكز الاحتجاز.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، عانت ليبيا الانقسامات والصراع السياسي وتتنافس فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في مارس الماضي ويدعمها المشير خليفة حفتر.
المصدر : العربية