الأحوال المدنية
من سنوات، ونحن نسمع عن الحكومة الالكترونية. سمعنا كلاما كثيرا، وسمعنا عن تطبيقات كثيرة لخدمات حكومية تم تشغيلها والاعلان عنها. و انفقت اموال باهظة على مشاريع رقمية وذكاء اصطناعي.
في الجوار العربي دول كثيرة تحولت الى الخدمة الرقمية والالكترونية فعليا.
و لربما ان حجاج بيت الله الحرام يواجهون ذلك في الاجراءات الرقمية الفعالة والحاكمة لخدمات الادارات الحكومية في الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية.
في الاردن مؤسسات حكومية نجحت في اجتياز الخطوط الاولى في التحول نحو خدمات رقمية، واخرى مازالت في حالة التباس وتيه وعرجاء، وخدماتها مفصومة : ما بين الالكتروني والعادي، والوجاهي.
تمتلك مؤسسات حكومية عقولا و كفاءات مذهلة موجودة لديها، وكفاءات من جسم البيروقرط الاردني، ولم يتم الاستعانة بخبراء ومستشارين بالاف الدنانير.
و على غرار ذلك، ما انجز من تحول الكتروني في خدمات دائرة الاحوال المدنية والجوازات. احتراف ومهنية، وتقدم أصفه بالثوري في خدمات الاحوال المدنية من اصدار وثائق شخصية لاول مرة او تجديدها. قبل ايام ضاعت بطاقتي الشخصية «الهوية « بلغت عن فقدانها الكترونيا، ودون ان ازور المركز الامني، واقدم تبليغا. و كذلك، تفاجأت في دائرة الاحوال المدنية من هول التقدم والاحتراف، والسرعة في تقديم الخدمة.
و في اقل من 15 دقيقة اصدرت بطاقة احوال مدنية «بدل فاقد». كنت لما تدخل الى دائرة الاحوال المدنية تصاب بالاكتئاب والازعاج، المراجعون عابسون ومتذمرون، ويتهامسون وغير راضين عن الخدمة.
و في الصيف تكتظ الاحوال المدنية بمراجعين اردنيين مقمين في الخارج. الاحوال المدنية قصة نجاح مؤسساتية في التحول الخدماتي الرقمي، وقصة نجاح في التطور والانضباط الاداري.
كتبت عنها، وانا اقلب في ارشيف جوجل لم اقرأ او اعثر على خبر او تصريح او مقابلات تلفزيونية لمديرها العام يتحدث عن التحول الرقمي. ولكن الواقع والتقدم والتطور في خدمات الاحوال المدنية يقول كلمته الفصل، وقياسا برضا الناس من الخدمة، وهذا مؤشر هام جدا .
و بينما سمعنا كلاما كثيرا من مسؤولين حكوميين عن التحول الرقمي والحكومة الذكية، وما زالت خدمات مؤسساتهم بدائية ومن زمن اهل الكهف، و العصر العصملي. و في سياق الكلام عن التحول الرقمي والحكومة الذكية ارجو ان تكون تجربة الاحوال المدنية مرجعية ومثالا نمودجيا للاقتداء والتعميم..