كيف يستعد الزوجان لاستقبال أول مولود؟

المدينة نيوز - مزيج من القلق والسعادة يخيم على الزوجين اللذين يستعدان لاستقبال مولودهما الأول، القلق نابع من المسؤولية الجديدة التي سيواحهها الأبوان والسعادة نابعة من الشعور الانساني بالأبوة والأمومة. وبين القلق والسعادة هناك أمور يجب أن ترتب لتكون الأجواء جاهزة لاستقبال أول مولود سيملأ حياة الأبوين بالسعادة والمسؤولية والحرص على تربيته أفضل تربية ممكنة.
استعداد لقبول تغير طفيف في العلاقة الزوجية: قبل قدوم المولود الأول يكون الزوجان طليقين في حريتهما يفعلان مايشاءان ويذهبان الى حيث يريدان ويتمتعان بالعلاقة الزوجية خارج اطار الضوضاء التي يحدثها الأولاد. قالت دراسة لمجلة /بايز ايه قيليوز/ البرازيلية الصادرة في ساوباولو والتي تعني بالعربية /الآباء والأبناء/ ان العلاقة الزوجية سشهد تغيرات لابد منها مع قدوم المولود الأول، وعلى رأسها الحيرة والاضطراب والشعور بمسؤولية اضافية. وأضافت المجلة بأن قدوم المولود الأول مناسبة تعتبر الأكثر اثارة في الحياة الزوجية لزوجين ومن المنطقي ان يستعدان لقبول تغيرات يفرضها الواقع وليس الخيال.
وتابعت المجلة تقول انه منذ بداية حمل المرة يدخل الزوجان الى عالم التخيلات حول ماهية المولود الجديد وتكون هذه التخيلات عبارة عن تناقضات أحيانا ومثار مناقشات بين الزوجين، عناوينها أسلوب التربية ومايمكن أن يقدم لهذا المولود والخصوصيات المترتبة على قدوم روح انسانية جديدة الى هذا العالم.
الفزع غير منصوح به: وقالت المجلة في الدراسة التي كتبها مارسيلو فالي / 40 عاما/ المختص بالولادة وأمراض النساء ان تضخيم المسؤوليات التي يفكر بها الزوجان حول قدوم مولودهما الأول تصيبانهما بالفزع أحيانا، وهذا غير خطأ لأن الفزع هنا غير منصوح به طالما أنه لايساعد على الاستعداد النفسي لاستقبال المولود الأول. واضاف بأنه ينبغي أن يعتبر الزوجان قدوم المولود الأول مثل هدية ثمينة سيستلمانها ويحافظان عليها على أفضل وجه.
وتابع يقول ان الزوجين يفكران بعد فترة من الزواج بالحاجة لطفل ليملأ حياتهما سعادة، ولكن عندما يحدث الحمل تتغير بعض المواقف النفسية للأبوين وكأنهما كانا في حلم واستيقظا. وأوضح بأن هذا التغير المفاجىء في المواقف هو الذي يؤدي الى مايسمى في علم النفس ب"الاكتئاب المؤقت" للأبوين خلال فترة حمل المرأة وبعد قدوم المولود بفترة قصيرة.
واشار الى أن هذا الاكتئاب في الحقيقة ناجم عن عدم الاستعداد الكامل والعقلاني لاستقبال المولود الأول. فهناك أناس يضخمون المسؤوليات ويعتبرون أن قدوم المولود الأول سيغير حياتهما رأسا على عقب.
قدوم المولود الأول لايضعف الحب بين الزوجين: قال /مارسيلو/ ان تفكير بعض الأزواج يذهب بعيدا جدا بحيث يفكران في أمور نادرة الحدوث، كالاعتقاد بأن قدوم المولود الأول سيضعف الحب بين زوجين تربطهما عاطفة حب قوية. وأضاف بان لاشيء يمكن أن يضعف الحب اذا كان هذا الحب حقيقيا. وبدل أن يميل الزوجان الى التفكير السلبي يجب أن يعلما بأن هذا المولود الجديد هو ثمرة حبهما وبأن الطفل سيساهم في نضوج هذا الحب الى مرتبة أعلى.
وأضاف بأن الحب قبل قدوم المولود الجديد قد يكون طائشا أو يفتقرللمسؤولية ولذلك فان قدوم المولود الأول يمكن أن يكمل ماكان ناقصا في هذا الحب.
كليشات لالزوم لها: الدراسة أوضحت بأن بعض الأزواج يرددون كليشات سمعوها من أناس آخرين حول أن قدوم المولود الأول هو بداية النهاية للحب أو بأن المسؤوليات المترتبة على قدوم المولود الجديد ستطغى على الحياة الزوجية وتخلق تباعدا نفسيا وجسديا بين الزوجين، أو أن الوضع الجديد الذي سيوجده قدوم المولود الأول سيمنح الأرضية الخصبة للشجارات وسوء التفاهمات ومشاكل حول أسلوب تربية هذا المولود.
وقال /مارسيلو/ في دراسته انه يجب عدم اعطاء كثير من الأهمية لمثل هذه الكليشات لأن الأوضاع تختلف بين الناس، ولكن افضل وسيلة لتجنبها يتمثل في الاستعداد الكامل لتلقي هذا المولود بذراعين مفتوحين. ويتمثل هذا الاستعداد في احترام قرار الحمل الذي اتخذه الزوجان لأن الطفل لا يأتي من فراغ بل من قرار متفق عليه.
وأشار الى أن أفضل وسيلة للاستعداد لقدوم المولود الأول هو الحوار على كل النقاط مثل أسلوب التربية وادراك المسؤوليات وعدم التذمر منها بعد الولادة.
(سيدتي)