اسباب اختيار الرستن للانشقاق عن الاسد
المدينة نيوز- اجتذبت بلدة تتمتع بموقع استراتيجي الى الشمال من دمشق منشقين عن الجيش من انحاء سوريا واصبحت ميدان القتال في اول مواجهة مع القوات الموالية للاسد خلال الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل ستة اشهر ضد الرئيس.
ومن الممكن ان تشكل المعركة المستعرة حول بلدة الرستن التي يقطنها نحو 40 الف نسمة نقطة تحول في الانتفاضة السورية اذا تسببت في انشقاقات اوسع في صفوف الجيش السوري الذي ما زال متماسكا حتى الان ويستخدم باعتباره الاداة الرئيسية لاخماد الاحتجاجات الشعبية.
وقال ضابط سابق غادر سوريا هذا الشهر "المنشقون اقل تسليحا وعددا في الرستن وربما يكون الامر مسألة وقت فقط قبل أن يتم سحقهم لكن سبب انشقاقهم وهو القتل العشوائي والتعذيب والقمع ما زال قائما."
وأضاف "سنرى تزايدا في الانشقاقات وليس تراجعا حتى لو هزموا سيكون هناك اكثر من رستن.
وهاجمت الدبابات بلدة الرستن لليوم الثاني على التوالي ويقاتل مالا يقل عن الف جندي منشق عن الجيش ومسلح من القرى القوات التي تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر والتي تحاول استعادة السيطرة على البلدة.
وتقع الرستن على بعد نحو 180 كيلومترا الى الشمال من دمشق وسط المزارع وحقول القمح على نهر العاصي وعلى الطريق السريع الشمالي المؤدي الى حلب.
ويقول ناشطون محليون ان موقعها الاستراتيجي وتضاريسها ساعدا المنشقين عن وحدات مختلفة على شن هجمات ضد حافلات الجيش ونقاط التفتيش التي تديرها قوات الاسد وموالون له.
وبعد أشهر من الاحتجاجات السلمية في معظمها ضد الاسد شكل المنشقون عن الجيش - الذين انشق كثير منهم بسبب رفضهم اطلاق النار على المتظاهرين - وحدات لا يعرف حجمها على وجه الدقة تنتشر غالبا في المناطق الزراعية حول الرستن.
والمنطقة مصدر رئيسي للمجندين السنة الذين يشكلون أغلب أفراد الجيش الذي يهيمن عليه ضباط ينتمون الى الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد.
وتراجع نفوذ القرويين السنة في الجيش منذ وسع الضباط العلويون سيطرتهم على القوات المسلحة في عهد الرئيس السابق حافظ الاسد الذي تولى السلطة بعد انقلاب عسكري عام 1970 خاصة على أسراب القوات الجوية الرئيسية وكتائب الصواريخ والمدرعات وأجهزة المخابرات.
وفي استثناء للهيمنة العلوية جاء مصطفى طلاس وزير الدفاع على مدى أكثر من ثلاثة عقود حتى عام 2006 من بلدة الرستن وساعد طلاس الذي كان من المقربين من الرئيس السابق وعمل أيضا رئيسا لاركان الجيش على تجنيد مئات الضباط من بلدته السنية.
لكن الضباط والجنود الذين ينتمون الى الرستن بدأوا في الانقلاب ضد بشار الاسد عندما اندلعت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلدة في ايار وقوبلت بحملة دموية.
وقال ناشط محلي ان وجود مصطفى طلاس في السلطة على مدى عقود ساهم في اعطاء الجنود القادمين من الرستن درجة من النفوذ لم يتمتع بها غيرهم من الجنود السنة. ونجل طلاس عميد في الجيش وما زال وزير الدفاع السابق مواليا للاسد.
وأضاف :زاد صيت الرستن وانضم منشقون من حماة وضواحي دمشق وبقية حمص مشيرا الى محافظة حمص بوسط سوريا التي تمتد في عمق الصحراء السورية حتى حدود الجزء الذي تقطنه اغلبية سنية في العراق.(رويترز)