طفل يراسل بوتفليقة لإنقاذه من والده الذي يرغمه على الرذيلة
المدينه نيوز - "إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سيدي الرئيس في عطلة الربيع أخذني أبي إلى بيته عشرة أيام، ولما كنت ذاهبا إلى المرحاض تبعني وفعل فيّ شيئا لا يتقبله عقل الإنسان، أنت الوحيد الذي تستطيع مساعدتي، وفعل لي هذا الشيء أربع مرات، أنا لا أحبه، فأنا أحتاج ألا يعود أبي، لأنه لا يبالي بمرضي وصحتي فإنه يحب أن يأخذني إليه بقوة ويهددني بالشرطة، وأنا لا أحب الذهاب معه، أمي لا تستطيع أن تحميني فاحمني أنت... الإمضاء".
بهذه العبارات البريئة والحزينة وجه الطفل "زكي.ح"، 11 سنة، من أبوين مطلقين، رسالة مستعجلة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يطالبه بالحماية بعدما تعرض إلى اعتداءات جنسية متكررة من طرف والده. الضحية من عائلة ميسورة الحال، تعمل أمه معلمة، وقد تعرض "زكي" إلى اعتداء جنسي من طرف والده أثناء زيارته في العطلة الأسبوعية عن طريق الملامسة، نزع الثياب، وإظهار الصور المخلة بالحياء وهذا ما جعله يمتنع ويرفض زيارة والده رفضا قاطعا، شاكيا ما حدث لأمه التي تقدمت في بداية الأمر بمفردها إلى الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" بعدما سرد ابنها وقائع الاعتداء، طالبة يد المساعدة للتخلص من الخوف الذي سيطر عليها، ومع تكرر الاعتداء الجنسي لجأ الطفل "زكي.ح" إلى فريق الشبكة الجزائرية لحقوق الطفل لوضح حد لوحشية والده، وقد صادف تواجد الطفل في الشبكة وجود طالبة جامعية كانت بصدد التحضير لمذكرة ليسانس عن واقع الاعتداء الجنسي على الأطفال وآثاره النفسية فقامت بمقابلة مع الطفل الذي أكد أنه يعاني من اضطرابات وكوابيس في النوم، وأصبح يرتدي ملابس أكبر منه سنا وبات يميل للعنف في كلامه وتصرفاته.
وطلبت منه الطالبة رسم بياني للتعبير عن حاله فكانت المفاجأة حيث رسم رسما غريبا يعبر فيه عن الاستغاثة من خلال رسم الذراعين مرفوعين للأعلى، بالإضافة إلى تعبيره عن عدم الثقة بالنفس والعدوانية الشديدة، كما تفاجأت الطالبة بالرسالة التي وجهها الطفل إلى رئيس الجمهورية طالبا منه الحماية بعدما أحس بوحشية وخطورة والده.
استغاثة أخرى لأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي من طرف أوليائهم
"زكي" ليس الوحيد الذي صدم من والده الذي اعتدى عليه دون أي اعتبار للبراءة والأبوة، بل هناك أطفال كثيرون يعانون في صمت بعدما انتهكت حرمتهم من طرف أقرب الناس إليهم، وقد تعرضت طالبتان من قسم علم النفس بجامعة الجزائر"2" إلى بعض الحالات من خلال مذكرة ليسانس حملت عنوان "الاعتداء الجنسي على الأطفال وأثاره النفسية"، ومن بين الحالات التي عرضها البحث حالة الطفلة "أ. س"، سبع سنوات، تدرس السنة الثانية ابتدائي، من أبوين مطلقين، الأم تعمل في روضة أطفال والأب يعمل في سلك التربية والتعليم، تعرضت الطفلة للاعتداء من طرف والدها أثناء قيامها بزيارته خلال العطلة الأسبوعية على شكل ملامسات أثناء القيلولة على مستوى أعضائها الجنسية، بعد الحادثة ظهرت على الطفلة اضطرابات في النوم، كما رفضت مقابلة الأب داخل المنزل خوفا من تكرار الاعتداء. الحالة الثانية التي تعرضت لها المذكرة حالة الطفلة "مريم. ن"، خمس سنوات، تلميذة في القسم التحضيري، تعرضت لاعتداء جنسي من طرف زوج أمها، الذي استغل ظروفها العائلية الصعبة، بعد الاعتداء توجهت مباشرة لأمها باكية، وبعد مقابلة مع مريم أكدت أنها تعاني من ضغط نفسي شديد يتمثل في تذكرها لمرض والدتها، والشجارات المستمرة، زيادة على تذكرها لحادثة الاعتداء.
حالة أخرى تعرض لها البحث لطفل "ي.و" من عائلة ميسورة يبلغ من العمر سبع سنوات يدرس السنة الثانية ابتدائي، من أم تشتغل في الأعمال اليدوية في المنزل، يعيش الطفل في كنف أسرة محبة، ظهرت عليه فجأة تغيرات في سلوكه وذلك بعد عودة العائلة من الزيارة لبيت الجد "الجد الكفيل"، حيث كان الطفل يعاني من اضطرابات نفسية، ويروي كوابيس أثناء نومه، بالإضافة إلى إصابته بحكة على مستوى أعضائه التناسلية واحمرار تبول لاإرادي، فابتعد عن أصدقائه وبات يرفض الخروج من البيت، وعندما ألح والداه في سؤاله اعترف لهما أن جده الكفيل اعتدى عليه جنسيا، انزعج الوالدان كثيرا بعد الحادثة وأصبحت الأم تعاني من نوبات هلع وخوف ولا تفارق ابنها لدرجة أنها تبقى معه داخل القسم.
وبعد استجواب الجد عن الأمر أنكره إنكارا تاما وتبرأ من ابنته وطلب منهم عدم الحضور لزيارته وحملهما مسؤولية الاعتداء حتى يبعد التهمة عن نفسه. لازمت الأم أحاسيس الخوف والتردد التي منعتها من تبليغ الشرطة، خوفا من الفضيحة ومن كلام الناس، وفضلت طلب يد العون من شبكة "ندى" والتكفل النفسي بطفلها مع متابعة قضائية.(الشروق الجزائرية)