اقتطاع دينار لدعم المواطن
طبعا العنوان ضرب من الخيال وأحلام يقظة لمواطن مسحوق من أعباء مالية لا تنتهي وأسعار حارقة لكل أمل بمستقبل أفضل، أما العنوان الواقعي والملموس فهو خصم دينار من مشتركي الخلوي لدعم الجامعات، ولكن على أي أساس ؟ وما الهدف؟ ومن المستفيد من هذا الإقتطاع ؟ فهو ماليس لنا به علم .
مشتركو الخلوي في المملكة يتجاوز عددهم خمسة ملايين مشترك ، واذا افترضنا ان لبعض الاشخاص أكثر من خط فسيخصم منهم دينارين أو أكثر ، فهل يساهم هذا المبلغ في دعم الجامعات او في دعم المختبرات والمكتبات وتزويد الجامعات بأحداث الوسائل التعليمة لرفع كفاءة خريجي الجامعات ، وإغناء سوق العمل بنبض شبابي متطور عما نعرفه ، أم سيسهم في تجديد كل ما لا يحتاج الى تجديد ، وخفض عجز ميزانيات الجامعات التي لسنا على اطلاع بالأسباب الحقيقة لهذا العجز، على الرغم من العديد من التقارير تفيد بأن هناك جامعات حققت أرباح بالملايين .
القضية ليست قضية دينار وإنما قضية دينار أضيف الى الرسوم الجامعية وسعر الساعات الدراسية التي هي في إرتفاع متزايد، وأصبحت تنافس بأسعارها الجامعات الخاصة ، وترهق كاهل الأهالي ، وأصبح التعليم للأغنياء فقط ، ومن ثم يتخرج الطلاب بعد ان يدفع الأهل كل ما يملكون من أجل هذه الشهادة التي لن يجدوا فرصة عمل لحاملها ، وإن وجدوا فلا يعوض الراتب ثمن مادة واحده .
المعادلة إذا ليست صحيحة ، فلا يمكن أن يُطلب من المواطن أن يدفع ويدعم أيضا دون مقابل ، ولو بجزء بسيط يشعره بالفائدة، حتى أن أحد المواطنين قال جملة معبرة جدا وتدل على حجم المشكلة ( للأسف ندعم الجامعات ولانستطيع أن نعلم ابناءنا فيها ، حتى الجامعات الرسميه أصبحت للأغنياء فقط ، وهي بالأساس وجدت للفقراء) .
الجامعات الرسمية والخاصة هذه الصروح التعليمية تحولت للأسف الى جامعات تجارية .