يتعمدون الاساءة لرموز الدين
في مقال نُشِر قبل أيام على عدة وكالات وعنونه الكاتب ب(الإمام المقامر) , ذكر فيه ادّعاء أحد المتصلين ببرنامج مسابقات بأنه إمام مسجد ,وأخذ الامام باستجداء عطف المذيعة بأنه يحتاج الجائزة ,وصوّر الكاتب رجاء الإمام للمذيعة بأنه أشبه ب (الشحدة )و(التسول) .
الكاتب أراد ـ حسب ما أعلن من وجهة نظره ـ أن يلفت النظر الى وضع الأئمة وموظفي المساجد بأنهم ذووحاجة ويجب الالتفات إليهم مادياً وتحسين ظروفهم معيشياً.
لا يعلم هذا الكاتب مدى جرح المشاعر للقادة المجتمعيين حين رسم العنوان بأن الامام مقامراً..
فأولاً لم يتأكد الكاتب من أن المتصل إماماً فعلاً .
وثانياً حتى لو كان إماماً فلا يمثل الجميع بالاستجداء ,فالأئمة لديهم القناعة والرضا برزق الله ـ وخصوصاً إذا علمنا أن أغلب الأئمة اليوم والوعاظ ذوو علم وخلق وحسن سمت وذوو قدرة فائقة على التعامل مع الناس , بالإضافة الى أنهم محبوبون من الناس وحاصلون على أعلى الشهادات العلمية وأن وظيفة الإمام انتقلت إلى الأمام نقلة نوعية في الاداء ـ .
وثالثاً لا يجوز استخدام هذا العنوان لأن فيه الإساءة لكل من يعمل تحت هذا المسمى سواء قصد الكاتب أم لم يقصد فالإساءة هنا حصلت وهي مرفوضة.
أقول ومن وجهة نظري التي لن أتنازل عنها..لماذا يُساءُ إلى العلماء والعاملين والموظفين والمجتهدين في حقل الدين خصوصاً وعلى الدوام؟؟!!
فالمعلمون أعلنوا حاجتهم لتحسين أوضاعهم وطالبوا بتأسيس نقابة ولم ينكر عليهم احد.
والأطباء قاموا بالاعتصامات والاضرابات وكان الأغلب يبرر لهم .
وعند الطعام والولائم يتم ـ فت اللحمة ـ وزيادة الإكرام للطبيب والمهندس وللنائب وللأستاذ الجامعي باحترام مطلق, ولكن إذا كان الشيخ موجوداً فتكون طريقة الاكرام باستهزاء حيث يقولون : "فت فت للشيوخ بحبوا الأكل ـ زودوا للشيوخ بحبوا بطونهم " ـ مع أن أغلب الفئات المجتمعية الأخرى يأكلون بنهم أكثر من الشيخ ,فلماذا ذلك؟.
أقول المقصود ليس شخص الشيخ بل المقصود الحقل الذي يعمل به الشيخ فلا نجد الاستهزاء
من الكتاب او المواكلين أو أهل المناصب أو ..أو.. أو ...
إلا لأهل الدين فنجد توجيه المسخرة والاستهزاء اليهم, ألأنهم يعملون برسالة الدين؟! ,فالاستهزاء باللحية والاستهزاء من الدشداشة والاستهزاء بالطاقية وازدراء المسمى الوظيفي نفسه (إمام), والسبب في رأيي هوأن التربية في مجتمعي قامت على ازدراء أهل الدين ورموزه,لأن البيئة لا تُلهب في النفوس حب صورة وسيرة وسريرة النبي صلى الله عليه وسلم .
لافتاً النظر إلى كلامي أعلاه بأن الأئمة قد وصلوامكانة عالية وبذلوا جهداً في تغيير صورة الرمز الديني الذي أرجع نفسه للوراء في السابق , بل تقدموا إلى الأمام تقدماً كبيراً , ولكن لا زالت بيئة الإمام ومجتمعه يزدروه لأنه يعمل في الدين...
*امام مسجد عبين الكبير