على هامش التغيير
الترحيب الكبير والواضح بالتغيير الحكومي يبعث على التفاؤل بالمستقبل، فقد يؤشر لبداية دوران عجلة الإصلاح بما يفي بمطالب الناس. ولعل استمرار التفاؤل مرتبطةٌ بطبيعة التشكيل وشخوصه وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة فبقدر ما سيكون الرئيس الجديد موفقاً في الاختيار سيكون حظه من النجاح والسلامة.
لكن المراقب لحالة التفاؤل تلك، يستطيع بسهولةٍ أن يحدد أسباب التفاؤل وهي تتمحور في نقطتين هما:
• الرغبة في التخلص من الوضع القائم الناجم عن معالجات خاطئة لمظاهر عادية في الشارع أوصلت الجميع إلى طريقٍ مسدود. ما أكّد استحالة التقدم للأمام في ظل المعادلة القائمة. وهو أمرٌ حتّم التغيير وفرّج – ولو مؤقتاً- عن الناس.
• أن القادم رجل قانون، مارس العمل القضائي باقتدار – صحيحٌ أنه مارسه في المحاكم الدولية، وبعيداً عن تداخلات العمل القضائي في الأطر الوطنية والداخلية وبين الناس، إلا أن جوهر المسألة واحد وهو امتثال حكم القانون تحقيقاً للعدالة. هذا الأمر بالذات أعطى للرئيس المكلّف قرينة الحياد والنزاهة والعدالة، وجعله موضع ترحيبٍ من مختلف الأطياف؛ لأن لا منفذ لتوجيه نقدٍ لشخصه أو عمله. ورغم أن النهج الذي جاء بالرئيس هو نفسه النهج الذي جاء بغيره من الرؤساء لعقودٍ طويلةٍ مضت. إلاّ أنه حظي بالحد المعقول من الترحيب والتفاؤل، وهو أمرٌ يكشفُ عن طِيبة الشعب الأردني الذي قد يتهاون في تطبيق المبدأ إذا استشعر حُسن النوايا ومبررات التفاؤل.
المأمول حقاً أن يوّظف الرئيس المكلّف هذين العاملين بما يخدم تحقيق أهداف الحكومة في وقف التدهور في الحالة القائمة. وأن لا يركن إليهما فقط لتحقيق ذلك، بل يضع نهجاً جديداً في الإدارة والحكم بعيداً عن تعقيدات الماضي وتجاوزاته.
لا يبقى إلا أن ندعو الله للرئيس وسائر المخلصين بالتوفيق لإدارة وقيادة هذه المرحلة الحِرجة في تاريخ البلاد وصولاً بسفينة الوطن إلى شاطئ الآمان.