الامير الحسن يدعو العالم الاسلامي لدور في الابتكار والتكنولوجيا
المدينة نيوز - انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة السبت أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر لأكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الذي يتخذ من الاردن مقرا له ، تحت عنوان " إعادة بناء الجسور بين العالم الإسلامي والغرب من خلال التكنولوجيا" ، الذي يستمر ثلاثة ايام بمشاركة نحو 150 شخصية إسلامية في أكثر من 45 دولة .
وأكد سمو الامير الحسن بن طلال الراعي المؤسس لاكاديمية العالم الاسلامي للعلوم كلمة في الجلسة الافتتاحية اهمية ان يكون للعالم الاسلامي دور في الابتكار والتكنولوجيا الحديثة التي تفيد البشرية ككل.
وشدد سموه على انه يجب البحث عن الكيفية التي يبتكر فيها العالم الاسلامي الاكتشافات الثقافية العلمية التي تساهم في حل مشاكل العالم اجمع كقضايا البيئة وغيرها من القضايا، مشددا على اهمية نظام تبادل المعرفة الداخلية بين اقاليم العالم الاسلامي والانتقال الى الجانب العملي من التعليم عبر التجارب والقياس واعتماد الثقافة الالكترونية.
واوضح ان التجارب اثبتت ان المشكلة في العالم الاسلامي لا تكمن في القدرات البشرية حيث تشير الاحصائيات الى ان عددا كبيرا من العرب والمسلمين حققوا انجازات علمية في الولايات المتحدة في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا.
ودعا سموه الى تحديد الاولويات العلمية في العالم الاسلامي كما فعلت اوروبا قبل ذلك والتحرك وفقا لهذه الاولويات والى النظر من جديد الى الانظمة الاكاديمية في بلداننا الاسلامية وان لا نفكر في هوية العالم العربي والاسلامي فقط ولكن العمل على تغيير الانماط التي شكلناها.
واكد سمو الامير الحسن على اهمية وضع اطار للعمل يضمن التبادل العلمي عبر الحدود فضلا عن وضع معايير معينة يتم تنفيذها في اطار جهود النهوض بالحركة العلمية في العالم الاسلامي.
ولفت سموه الى ان العمل العلمي واسع ولا يقتصر على تكنولوجيا محددة بعينها بل يتسع الى تكنولوجيات جديدة يجب ان تكون ذات فائدة واولوية بالنسبة لعالمنا الاسلامي وبالتالي يجب الاستثمار في كل العلوم التي تفيد البشر مثل علوم الطاقة المتجددة وعلوم البيئة ، مطالبا في هذا الصدد بان تّوجه الكثير من الاموال الاسلامية في البنوك الغربية داخل العالم الاسلامي ويتم استثمارها في الداخل من خلال المشاريع العلمية الحيوية التي تفيد بلداننا.
ولفت سمو الامير الحسن بن طلال الى ان المشكلة في كثير من دول العالم الاسلامي تكمن في عدم وجود انظمة لبراءات الاختراع نتيجة الاخفاق في الاستثمار بهذا المجال ولذلك فان هناك العديد من الدول خارج العالم الاسلامي تستفيذ من اختراعاتنا وتوجهها لمصلحتها ، مؤكدا على اهمية تنفيذ مشروعات في مجال البيئة والتكنولوجيا الحديثة خاصة الطاقة المتجددة والاقتصاد الاخضر وتكنولوجيا الغاز والطاقة الشمسية .
ونوه سموه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة قطر في مجال البحث العلمي وتركيز هذه البحوث على النتائج التي تعود بالفائدة على المنطقة والعالم باسره .
كما القى نائب رئيس الوزراء القطري وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود كلمة في الجلسة الافتتاحية اشار فيها الى أن موضوع مؤتمر الأكاديمية هذا العام "العالم الإسلامي والغرب - إعادة بناء الجسور من خلال العلوم والتكنولوجيا" له أهمية ، خاصة في هذا الوقت "فنحن ندرك بأنه من خلال التعاون الإيجابي مع الآخرين فإننا نتبادل الآراء والأفكار والخبرات مما يؤدي إلى فتح آفاق جديدة للإبداع في تطوير عالمنا اليوم، الذي أصبح مهددا بالكثير من الأخطار المختلفة ".
كما ألقى الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس مجلس ادارة اكاديمية العالم الاسلامي للعلوم كلمة دعا فيها الى فصل الخلافات السياسية عن الدين .. معتبرا ذلك امرا حيويا ويساهم في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.
وتطرق المجالي الى ما يسمى بالربيع العربي الذي بدأ في تونس في منتصف كانون الاول من العام الماضي واتسعت رقعته في شكل ثورات شعبية في عدد من البلدان العربية حيث عبرت شعوب المنطقة عن غضبها من الاوضاع التي تعيشها ، مشيرا في سياق متصل الى ان الاحباط لازم الشعوب العربية والاسلامية منذ امد بعيد بسبب عدم تحقيق السلام بين اسرائيل والعالم العربي.
واشار المجالي الى دور العلم الحيوي في كل هذا ، لافتا الى ان دول منظمة التعاون الاسلامي تعاني من نقص في مجالات البحث العلمي والعلوم ماعدا بعض الدول فضلا عن ان معظم بلدان المنظمة ليست مصدرا للتكنولوجيا داعيا الى تغيير اسلوب التفكير لدى صناع القرار في دول العالم الاسلامي وان يتحلى هؤلاء بالارادة نحو التطوير في كل المجالات وتجنب اي انواع من الاخفاقات .
وبدوره القى رئيس وزراء ماليزيا الاسبق زميل شرف اكاديمية العالم الاسلامي للعلوم الدكتور مهاتير محمد ورئيس وزرء ماليزيا الاسبق في كلمة مماثلة تناول فيها الازمات المتلاحقة التي تصيب العالم وخاصة الدول الغربية ومنها الازمة المالية ، مشيرا الى ان ذلك كان نتيجة لعدم قدرة بعض الدول الغربية على الايفاء باحتياجات شعوبها مما ولد حالة من عدم الرضا لدى المواطنين وهو ما نلحظه في اليونان وينتقل ايضا الى ايطاليا واسبانيا وعدد من الدول الاوروبية.
واقترح الدكتور مهاتير محمد عقد اجتماع عالمي يجمع الدول المتقدمة والدول النامية للتفكير معا في حلول للمشاكل ومواجهة التحديات التي يعيشها العالم الان وذلك تفاديا لازمات اكبر ربما تؤدي الى حروب ونزاعات.
ومن جانبه أكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري راعي اكاديمية العالم الاسلامي للعلوم في رسالة وجهها ممثل عنه الى المؤتمر الدكتور محمد علي مهيسرعلى اهمية التعاون العلمي بين العالمين الغربي والاسلامي الى جانب تأسيس شراكات دولية تتيح ارضية للتضامن والتعاون بين الجانبين.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية سلم سمو الامير الحسن بن طلال جائزة تقديرية الى نائب رئيس الوزراء وزير الدولة القطري لشؤون مجلس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود تكريما لدورقطر واستضافتها لهذا المؤتمر .
كما تم توزيع سبع شهادات زمالة جديدة لاكاديمية العالم الاسلامي للعلوم وتسليم جائزة "ابراهيم" التذكارية التي تمنحها الاكاديمية واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنوجي "الكومستك" التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي لاحدى الشخصيات البوسنية لتميزه في المجال الطبي.
ويناقش المشاركون في المؤتمرمجموعة من أوراق العمل الرئيسية تتطرق لأهم المبادئ التي تتداولها النخب العلمية والسياسية في العالم حول عدد من المواضيع المهمة للعالم .
ويتطرق النقاش في المؤتمر الى عدة محاور تشمل تاريخ العلوم في الحضارة الإنسانية والعلوم والصحة والتكنولوجيات الحديثة ودور الأكاديمية في تجسير الهوة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلى محور الدين والعلم ومحور العلم والطاقة.( بترا )