الشيخ جمال ابو بقر ..رحمك الله
تم نشره الأحد 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 02:45 مساءً
بكر مبارك البقور
مضى أربعين يوماً على رحيل أبا وائل، رجل تعجز الكلمات عن الإحاطة بصفاته وتقف كل المعاني حانية رؤوسها وفاءً لذكراه العطرة الطيبة ، رحل الشيخ جمال أبو بقر وظلت ذكراه عابقة ً تفوح منها روائح المسك والعنبر رحل وترك ذكرى طيبة وصورة لرجل حمل الكلمة بكل ما تعني من الشهامة والمروءة والكرم والأخلاق والجرأة، رحل وترك وراءه مدرسة للقيم والأخلاق الحميدة، ليستقي منها كل من أراد دروساً في الحلول العشائرية والحكمة والحنكة والرجولة، كل من جالسه استسقى من مدرسته معاني الرجولة والمروءة تلك.عاش حياته نصيراً للحق ورفع رايته وظل عنه مدافعاً، رجل عاش حياة مليئة بالعطاء والعمل على خدمة الناس وتلبية مطالبهم وحل مشاكلهم يهب لنصرة المظلومين والوقوف إلى جانب كل من قصده مدافعاً عن هموم الناس ومحتضناً لأوجاعهم.كثيرون رحلوا عن عالمنا ولم يتركوا ورائهم أي بصمة ولكن بصمتك يا أبا وائل ظلت واضحة تدمي القلوب مراراً على فقدك، ترجلت عن جوادك أيها الفارس ورحلت بعد ما تركت إرثاً كبيراً تتوارثه الأجيال فقد كنت شيخاً وأباً وأخاً للكثيرين، شيدت قلعة عز وآباء في حياتك ستظل شامخةً عالية تحكي للأجيال القادمة مناقبك وتظل تروي سطورك للأجيال ليتعلموا منك الحكمة والكرم والمروءة والشهامة التي ما انفكت ترافقك طيلة أيام حياتك.كان صوته كزئير الأسد وكلماته كحد السيف، وان تكلم سكت كل من جالسه، كل من جالسه عرف معنى ما أقول فهو لم يكن شخصاً عادياً، بل رجلاً جمع كل معاني الرجولة، رجل المواقف الصعبة، ستظل كلماتك الرنانة ماثلة في أذن كل من جالسك وخالطك. أنت لست فقيداً لعائلتك ولا حتى لآل عباد قاطبة بل أنت فقيد وطن لكل من يدرك معانيك وستظل مواقفك عبرةً لمن أراد أن يعتبر، سيفتقدك الكثيرون الكثيرون يا أبا وائل، سيفتقدون حكمتك وجرأتك ورجولتك ومواقفك، وسيتذكرون في كل مرة مواقفك ليستلهموا منها الحلول العشائرية الحكيمة، رحلت ولكن تاريخك سيظل نبراساً يضئ للكثيرين دروبهم.لم يكن فراقك سهلاً أو عادياً، فراقك أدمى القلوب ، فراقك أوجعنا وأبكانا، فراقك كان مريراً وطعمه لايطاق ، فراقك لم يكن فراق إنساناً عادياً.. رحيلك أبكى الرجال حزناً و وفاءً لعهد ولى وظلت أثاره ماثلة في وجدان العديد من الرجال الذين يعون معاني الرجولة والمروءة والشهامة.فراق لرجل هز بأفعاله المجالس وأمثالك قليلون يا أبا وائل فقد كنت من الرجال الرجال الذين صنعوا لأنفسهم سياجاً منيعاً من العز والوقار واليوم رحلت وتركت عرينك على العز شاهداً ، وان رحل الأسد فشبله له عاقبا.ًأعلم جيداً أني لم أوفيك حقك في كلماتي هذه فأنت أكبر من كل الكلمات والسطور، ولو أردت أن أحكي تاريخك لأحتجت لمجلدات، ولكني أردت أن أوفيك بعضاً من حقك، فمن الواجب عندما يغيب رجل مثل “أبا وائل” ان يكتب عنه . عليك سلام الله أبا وائل والى جنة الخلد انشاءالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون ...برجاء من الكاتب قراءة الفاتحة لروح الشيخ جمال ابوبقر