مع الوسط الإسلامي في الإطاحة بالحكومة
• البيان الذي أصدره حزب الوسط الإسلامي مطالباً مجلس النواب بحجب الثقة عن حكومة الرئيس الخصاونة والإطاحة بها، مهم من أكثر من جانب، فهو أولاً يعبر عن وجهة نظر سياسية لحزب وسطي إسلامي يلقى قبولاً لدى الدولة، ولدى أوساط كثيرة في دوائر صناعة القرار وحماية النظام، ويحظى أيضاً باستحسان أصوات إسلامية مستقلة كثيرة كونه يعبر عن وسطية المنهج الإسلامي في التعامل مع قضايا الناس والدولة والنظام السياسي، ويتعاطى مع المتغيرات بإيجابية ومشاركة، مما مكّنه أن يفرض نفسه على الساحة السياسية والحزبية الوطنية بوضوح وقوة. وثانياً فإن البيان يصوّر بجلاء حالة الإخفاق التي كثيراً ما تصاحب تشكيل الحكومات الأردنية، وليست مخاضات ومشاورات التشكيل التي رافقت تشكيل الحكومة الحالية ببعيدة عن حالة الفشل هذه، ما أدى إلى تبديد الآمال التي كانت معلقة على شخص الرئيس، ومن أنه سيجترح معجزة تشكيل حكومة إنقاذ حقيقية تضم شخصيات ذات ثقل سياسي وحضور مجتمعي بارز وذات كفاءة وثقة ودراية بالشأن العام وهموم الناس، وثالثاً فإن البيان جاء ليعكس رأي الشارع وحديث الصالونات لعامة الناس وليس النخب السياسية والفكرية والثقافية فحسب، فالرأي العام تسوده حالة ترقب وخيبة أمل كبيرة أعقبت تشكيل الحكومة، لأن ما قيل قبل ظهور التشكيلة الحكومية المذهلة سواء على لسان سيد البلاد أو على لسان الرئيس يتناقض تماماً مع الحالة التي رسمتها التوليفة الحكومية التي وصفها كثيرون بأنها بلا طعم ولا نكهة..!!
من جهة أخرى، فإن أهمية بيان الوسط الإسلامي أنه جاء سباقاً لغيره على الساحة الحزبية، في رفضه للحكومة، وتحذيره من إضاعة الوقت في تجريبها، الأمر الذي حدا به إلى مطالبة مجلس النواب بحجب الثقة عنها لكي ترحل فوراً، وليتسنى تشكيل حكومة إنقاذ وطني حقيقية تكون قادرة على الاضطلاع بمهام الإصلاح والتغيير بكفاءة، وهو ما لم تتنبّه إليه أحزاب أخرى كبيرة وعلى رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي، والحزب الوطني الدستوري وحزب الجبهة الأردنية الموحدة، والأحزاب اليسارية..!
أدعو مجلس النواب ممثلاً برئيسه إلى مناقشة بيان حزب الوسط الإسلامي مع قيادة الحزب، وأدعو كافة أعضاء المجلس إلى التفكير مليّاً قبل منح الثقة للحكومة، لأن الشعب.. كل الشعب يرقب ما سيجري، ولا نريد للمجلس الكريم أن يعيد غلطة ألـ 111 صوتاً لصالح حكومة رحلت بعد أيام من نيلها هذه الثقة المغلّظة..!!