دولة عون الخصاونه ، ليكن عام 2012 عام الوفر المالي في حكومتكم
إن كثيرًا من المظاهر والتقاليد الدارجة تقف عائقًا أمام التقدم والإزدهار، وتكون سببًا في إرهاق خزينة الدولة. والدولة التي تبتغي الصمود ،ومواجهة التحديات فالتلجأ إلى الوفر العام في جميع الجوانب والمجالات ،وفي جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.وما أرجوه من دولة عون الخصاونه رئيس الوزراء الأفخم أن يبدأ الخطوة الأولى بتوجيه رسمي لجميع مؤسسات الدولة بتحقيق الوفر المالي ، وتقليص النفقات وفق مقتضى الحال، وليكون العام القادم 2012 عام الوفر المالي في المملكة الأردنية الهاشمية من أجل وقف زحف المديونية، وتقليصها ما أمكن، وتستطيع دولتكم أن تفعل ما لم تفعله حكومات سابقة لمصلحة الوطن ،وللقادم من الأيام المجهولة.
ومن ناحية أخرى، تعاني معظم مدارسنا مشكلة الغرف الصفية، واكتظاظ في صفوفها، في حين أن أجنحة كاملة في كثير من المدارس يشغلها الإداريون ، (مدير ، مساعد ، سكرتير، مرشد ، ... ) ، وكل إداري له غرفة تقدر مساحتها ب( 40 ) م 2في كثير من المدارس ، وتقدر تكلفة الجناح المدرسي بحوالي 800 ألف دينار أردني، وإذا ما ضرب هذا الرقم بعدد الأجنحة المدرسية المشغولة للإداريين على أقل تقدير ، ستقارب النتيجة من نصف مليار دينار أردني تقريبًا.
ولو قمنا بهيكلة الأجنحة الإدارية في مدارس المملكة، لوفرنا أكثر من (2000 ) غرفة صفية على أقل تقدير، أي ما يعادل (500) جناح ،إذ تتسع لقرابة ( 60,000) طالبًا ،وبهذه العملية يمكن توفير ما يقارب (400,000000 ) مليون دينار أردني، يمكن أن تكلف الدولة في السنوات القادمة لمعالجة إزدياد الطلبة ، وبناء الفرف الصفية.
إن استغلال الأجنحة الإدارية وهيكلتها من جديد، واتخاذ الإجراءات اللازمة يحد من الأبنية المدرسية المستأجرة التي أرهقت خزينة الدولة .ومعالجة الأجنحة الإدارية حاليًا و مستقبلاً بنظام جديد بما يتناسب والحجم البشري فيها في مدارس المملكة ؛ لتحقيق الوفر اللازم.
وأود ذكرالمثال الأنموذج ، ما قامت به مديرة مدرسة لبابة بنت الحارث الثانوية للبنات في محافظة جرش من هيكلة لمبنى المدرسة ،فغرفة إدارة المدرسة لاتتجاوز (12 ) م2 ، وشاهت ذلك بنفسي ، وقالت لي مديرة المدرسة أن غرفة الإدارة الحالية كانت في السابق (دورة مياه ) ، والإدارة لا تكون باتساع الغرفة وزخرفها ، فالإدارة متابعة مستمرة لهيئة التدريس والطالبات ، والوقوف عن كثب ؛ لمعرفة سير العملية التعلمية التعليمية، وحضور الحصص الصفية لدى المعلمات. والمدرسة فيها (670 ) طالبة، وهي من المدارس الأنموذج في المملكة انجازًا وعطاءً وتميزًا، وأدعو معالي وزير التربية لزيارتها ؛ليرى بعينه الإدارة المثال.
وكثير من الجنرالات العسكرية تدير دفة القتال من داخل الروفر ( Rover )2 م2 ، ومكتب الأستاذ في جامعة اليرموك لا يتجاوز (12م2 ) ، وفية مكتبة ، وجهاز حاسوب ، وعدد من المقاعد للمراجعات ، والأمور تسير بصورة حسنة . والباكستانيون حصلوا على القنبلة الذرية، وهم يرتدون السروال والثوب المعروف، وأصبحوا قوة رادعة بفكرهم ،وصبرهم ،وتأقلمهم مع ظروف الحياة ، وهم مثال يحتذى.
وما أوردت من أمثلة مختلفة مضمنةً هذا المقال ؛ لأخذ العبرة والدرس ، ومعالجة ما يمكن معالجته ، بما يعود بالنفع والفائدة على الوطن ،ويحقق الهدف الأسمى وهو التخفيف من العب ءالمالي الملقى على كاهل الوطن، ويجب علينا إعادة النظر في الأبنية المدرسية ومواصفاتها المخصصة للتدريس، أو الإدارية، والحد من إنتشار الأبنية المدرسية المستأجرة ،وإعادة المدارس المستأجرة الملحقة إلى المدرسة الأم بعد ترتيب البيت المدرسي من الداخل وهيكلته ؛لتحقيق الوفر اللازم.
وأتمنى زيارة معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عيد الدحيات المحترم إلى مباني مديرية التربية والتعليم لمنطقة البادية الشمالية الشرقية المستأجرة، ليرى بعينة كم عددها؟! وكم المشغول منها؟ وكم عددغرفها؟ وهذه المديرية حطمت الرقم القياسي في عدد مستودعاتها البالغة سبعة عشر مستودعًا ، وهل يمكن هيكلتها وإعادة ترتيبها يا معالي الوزير؟ وكم مدرسة أستحدثت في المديرية نفسها ؟ وكم عدد طلبتها؟ فما هو الحال في أربعين مديرية للتربية والتعليم؟ هل يمكن إعادة النظر ومعالجة كل مبنى تابع لوزارة التربية والتعليم ، بما يتناسب ومقتضى الحال؟