للتراث ضريبة
تجاهل العاملون البؤساء صوت أمعائهم الفارغة التي تستغيث منذ زمن , كما و استهزؤوا من جيوبهم الممزقة , و ضربوا بعرض الحائط كل سجلات الديون و أغمضوا أعينهم و حلموا بوجبات دسمة وبناطيل بجيوب متينة لئلا يسقط منها ما يفيض من نقود بعدما يكونوا قد أغلقوا دفاتر الديون إلى الأبد .
هذا ما حدث عندما صرح رئيس الوزراء عن نية الحكومة بإعادة هيكلة الرواتب و زيادتها بمستوى يتناسب و غلاء المعيشة.
فاصل:
تروي قصة شعبية حكاية امرأة أعرابية كانت فقيرة الحال... لا تملك قوت يومها و يوم أولادها و عندما يأتي الليل و يشتد جوع الأولاد كانت هذه الإعرابية تجمع الحجارة في قدر و تضعه على النار واهمة أولادها أنها تطهو لهم فينتظروا الأولاد نضج الطعام... و عندما يغلبهم النعاس ينامون على حلم الصحو على وجبة دسمة في صباح اليوم التالي .
المشهد الثاني:
عندما سئل رئيس الوزراء في لقاء صحفي عن المنهجية المتبعة في إعادة هيكلة الرواتب أكد أن همه ينصب على التراث الشعبي و أعلن أن إعادة إحيائه تأخذ جل اهتمامه فهذا ما يقتضيه واجبه الوطني ....... انتهى اللقاء دون أن يفهم قصده أحد.