وجه لربيع العرب في الاردن..اسرائيل خلف الجدران
الأردن باعتباره الوريث الشرعي للثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطاح مكة لتحرير العقل العربي من الاستبداد لا زال يحمل في طيات وجوده أهدافا كبيرة يتصدرها بكل شرف نزع اسرائيل من الأراضي المقدسة.
أحيانا فوت الأردن الفرص لدحر المخطط الصهيوني، وربما يعود ذلك إلى تشابك الطموحات العربية في منطقة فلسطين المحتلة، لكن في الوقت الراهن تحضر بقوة فرصة لا أظن أنها ستسنح، وذلك بعد أن أزهرت شجيرات الربيع العربي ثمار الأمل والمقاومة من جديد.
لم يعد الأردن كما في الماضي المركب الصغير الذي يواجه أعتى موجات الامبريالية لوحده، بل إنه بات - أي الأردن- وجهة الضمير والفكر العربي الجديد، فبعد اقتحام المصريين للسفارة الاسرائيلية عشية نجاح الثورة، واتخاذ الثورات العربية طابعا ومسلكا دينيا، وقلق الخليج من النفوذ الإيراني وضغوطات الإصلاح للشيعة في الخليج، إضافة إلى سخط السنة في سورية، تشكل للأردن قاعدة بشرية واقتصادية وفكرية تعادل الخرسانة المسلحة للأبراج الشاهقة، من المهم أن يستفيد منها في الضغط على القوة الصهيونية لإعادة رسم الخارطة وفق الحقوق العربية والإسلامية.
فالأردن كبلد للحشد والرباط من أجل تحرير فلسطين والمقدسات وجب عليه في هذه اللحظات الحاسمة، أن يغتنم الفرصة الثمينة، فاسرائيل التي ترتعد فرائسها من مخرجات الأمر الواقع، باتت أصغر ما تكون منذ زرعها الآثم في الجسم العربي.
وببساطة شديدة يتوفر أمام الأردن عدة معطيات لفرض أجندته على اسرائيل، فالعنصر البشري موجود وبعشرات الملايين، كذلك فيما يتعلق بالعمق الاستراتيجي فهو أيضا متوافر، وينسحب ذلك على المال والسلاح فأنهار الربيع العربي حملت في ثناياها أطنانا من الذهب الممكن استثماره في قضايا الشعوب.
الأردن اليوم هو الأقوى من بين الجميع، وما علينا كأردنيين إلا فرض تفاهماتنا الخاصة على اسرائيل، بدءا من حل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وتغيير بنود وادي عربة، مثلما فعل المصريون في وثيقة كامب ديفيد، وبناء تحالفات جديدة تمكن الأردن من الحصول مكاسب سياسية واستراتيجية تضمن سيادتنا في الأوقات الصعبة، زيادة على امتلاك أسلحة استراتيجية مثل الصواريخ القتالية ومعدات الطاقة النووية.
أيضا أن لا تحصر الدبلوماسية الأردنية جهودها في استعادة حماس لاستخدامها كفزاعة أمام غطرسة التعنت الاسرائيلي، بل فتح الباب أمام الحراك الأردني ليقول كلمته بكل قوة تجاه العلاقة مع اسرائيل، بالتزامن مع التجاوب الحقيقي لمطالبات الإصلاح.