عدنان حمد .. ربّانُ سفينة النشامى
لقد كانت ليلة الجمعةِ ليلةً أردنيةً بامتياز, وأكادُ أجزمُ بأنّ الأردنيينَ جميعَهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب قد تابعَوا مباراة أمس, فاعتلى منتخبُ النشامى صهوة الفوزِ بكلِّ اقتدار, وصارَ اقترابُه من المشاركةِ في كأسِ العالم المقبلة قابَ قوسين أو أدنى. الشكرُ كله للهِ قبلَ كلِّ شيء , ثم لذلك الرجلِ الرزينِ القادمِ من بلادِ الرافدين الذي حقّقَ لنا فوزاً ثميناً, "عدنان حمد " أسد من أسود الرافدين, كانَ لهُ الفضل الكبير في قيادةِ الفريقِ ورقيّهِ سيّما في السنوات الأخيرة, فبصماتُ هذا المدرّب على اللاعبين وطريقةِ لعبهم المميزة أصبحت واضحةً للعيان منذُ أن تولى قيادة منتخبِنا الأردنيّ .
لقد صرّح هذا المدرب الرائع قبيل المباراة بأنّه لن يرضَ بغيرِ الفوزِ بديلا,وقال أيضاً بأنّه يسعى للعبور للدورِ الحاسمِ بعيداً عن الحساباتِ المعقّدة والنظرِ لنتائج المنتخبات الأخرى , رجلٌ كهذا, مليء بالثقةِ والقوّة, وقد عكسَ هذه الثقة على لاعبي المنتخب, فكما شاهدناهم فقد كانوا يلعبونَ وكأنهم في تدريب وليسوا في مباراة, لقد تسيّدوا المباراة بدقائقها التسعين دون منازع, فأحرزوا هدفين جميلين وأهدروا فرصا ثمينة لو استُغلّت كما ينبغي لانتهت المباراة بخمسة أهدافٍ على الأقل.
عدنان حمد , رجلٌ أمثالُهُ قلة, هو ثروةٌ حقيقية لمنتخبنا الأردني, علينا أنْ نتمسّكَ به ونشدّ على يديه , كيف لا ! وقد حصلَ على لقب أفضل مدرّب في قارةِ آسيا لعام 2005 , وكانَ مهاجماً لامعاً في أعرقِ الفرقِ العراقيّةِ حينما كانَ لاعباً . قدْ يا "حمد " مركبَ النشامى بكلِّ حزمٍ كما عهدناك فالكلّ يعلّقونَ الآمالَ عليك كي نراكَ بصحبةِ النشامى في كأس العالم المقبل في البرازيل.