ندوة في سحاب حول علاقة الأردن وحركة حماس بين الرفض والقبول
المدينة نيوز - نظم منتدى سحاب الثقافي مساء أمس الخميس ندوة بعنوان (علاقة الأردن وحركة حماس بين الرفض والقبول ) تحدث فيها كل من رئيس التحرير المسؤول في صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان ورئيس وحدة الحركات الإسلامية في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد أبو رمان.
وقال خيطان أن العلاقة الأردنية مع حركة حماس ومتغيراتها أخذت حيزا واسعا من الجدل بعد سلسلة التطورات التي حدثت والمتوقع حدوثها ، لا سيما بعد الزيارة المرتقبة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى عمان.
وأضاف أن العديد من الناس تفاجأوا بهذه التطورات التي بدأ الحديث عنها في الدولة الأردنية حتى قبل حدوث الربيع العربي حيث كانت هناك مطالبات بالعودة إلى هذه العلاقة التي انقطعت عام 1999 وبقيت فقط ضمن الإطار الأمني ثم جاءت تصريحات رئيس الوزراء عون الخصاونة بأن قرار إبعاد قادة الحركة "غير قانوني وخطأ سياسي"، فكانت بمثابة المفاجأة حتى لقادة الحركة الذين لم يتوقعوا الحصول على هكذا موقف من الأردن.
وبين أن الاعتبارات السياسية وليست الدستورية هي التي أملت على صانع القرار إبعاد قادة الحركة من المملكة وذلك لأن الأردن كان يمثل إحدى دول الاعتدال ويراهن على عملية السلام والدور الأميركي في المنطقة واختار التحالف مع السلطة الوطنية الفلسطينية بينما كانت حماس في صف دول الممانعة. وأوضح أن الأردن اتخذ موقفا سلبيا من الحركة تمثل بالإعلان عن كشف خلية لحماس تخطط لضرب أهداف في الأردن وترافق هذا الإعلان مع أول زيارة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إلى المملكة آنذاك.
وتابع ، وحدث انفراج في العلاقة بعد حرب غزة حيث جاء الجهد الطبي الأردني والدبلوماسية الإنسانية كحلقة الوصل بين الطرفين ثم جاءت التطورات الأخيرة على الساحة العربية.
وبين أن هناك معادلة جديدة أملت على صانع القرار تنويع خياراته بعدما أصبح من المؤكد فشل عملية السلام في المدى المنظور وتزايد الخطر الإسرائيلي على الأردن ومؤامرة ما يسمى بـ الوطن البديل ،وبعد انتهاء معسكري الممانعة والاعتدال وأخيرا صعود القوى الإسلامية في تونس ومصر وليبيا وسوريا الأمر الذي يتطلب إعادة بناء العلاقة مع الحركة الإسلامية في الداخل وكذلك الارتباط مع حماس التي لها حضور قوي في الساحة الأردنية والحركة الإسلامية الأردنية.
بدوره قال أبو رمان إن المعطيات الجديدة المتمثلة بتصاعد التيار الإسلامي والتغيرات الإقليمية والتحالف السوري الإيراني وانهيار محور الاعتدال العربي كانت بمثابة العوامل الدافعة للموقف الأردني الجديد تجاه حركة حماس ، مضيفا أن الأردن لا يملك رؤية واضحة تجاه حماس ، وهناك اختلاف بين مراكز صنع القرار حول ماذا نريد من حماس، فليس هناك تصور استراتيجي حول طبيعة هذه العلاقة ، ولا يوجد إلا مساحات رمادية ضبابية تجعلنا نتساءل ، هل الحكومة قادرة على مثل هذا الحوار مع حماس في الوقت الذي تمتلك هذه الأخيرة رؤية واضحة حيال الأردن ، وماذا تريد منه؟.
وتساءل أبو رمان عن أسباب التشنج في العلاقة مع حماس والذي يعود برأيه ، إلى طبيعة العلاقة مع جماعة (الأخوان المسلمون) وهذا يرتبط ببعدين أساسيين أولاهما قناعة صانع القرار بأن حركة حماس تستغل جماعة الأخوان المسلمين لتتجذر في المجتمع الأردني مما شكل هاجسا أمنيا حول طبيعة هذه العلاقة ، فكان قرار الإبعاد هروبا إلى الأمام وبدل الحوار مع حماس كان إغلاق الباب امامها، أما الثاني فكان الأردن في صف التحالف العربي المؤمن بالتسوية السياسية بينما حماس كانت تقف في حلف الممانعة (سوريا وإيران).
وأستدرك أبو رمان، إلا أننا نشهد مرحلة جديدة تمثلت بانتهاء التداخل في العلاقة بين حركة حماس والحركة الإسلامية في المملكة؛ فأصبحت هناك استقلالية تنظيمية وسياسية بين كل من الحركتين ، مدللا على ذلك برفض الحركة الإسلامية الأردنية المشاركة في الانتخابات النيابية العام الماضي وعدم قبول رأي خالد مشعل في المشاركة، كما أن هناك نظاما إقليميا في طور التشكل بعد انتهاء محوري الاعتدال والممانعة والتطورات السياسية على المستوى الإقليمي.
ولفت إلى الإشكاليات التي يطرحها التيار الأردني المحافظ إزاء العلاقة مع حماس والتي من الممكن بدورها أن تؤثر سلبيا على العلاقة مع حركة فتح مجيبا أن هذه المخاوف ليست في مكانها فيجب على الأردن أن تكون لديه علاقات مع كلا الطرفين لكي يحمي مصالحه تجاه القضايا التي تشغل بال الشارع الأردني ولكي يلعب الأردن دورا فاعلا في عملية المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية.
وفي نهاية الندوة أجاب الضيفان على أسئلة الجمهور. --(بترا)