مناقشة أثر الثقافات الشعبية في المعتقدات والعادات

المدينة نيوز ـ عقدت الثلاثاء الجلسة الرابعة من مؤتمر جامعة فيلادلفيا الدولي السادس عشر "الثقافات الشعبية"، في مسرح فيلادلفيا الكائن بالجامعة.
وناقشت الجلسة، التي ترأسها الدكتور سالم ساري "أثر الثقافات الشعبية في المعتقدات والعادات والتقاليد".
تناول الدكتور عبد الحكيم خليل من المعهد العالي للفنون الشعبية بمصر في ورقته "التسامح الصوفي وقبول الآخر في المعتقد الشعبي المصري- الطريقة الحامدية الشاذلية نموذجاً" للتعرف على التسامح الصوفي وقبول الآخر في المعتقد الشعبي المصري باعتبار التصوف منهجاً وسطياً معتدلاً مقارنة بتيارات أخرى، متخذاً الطريقة الحامدية الشاذلية انموذجاً للطرق الصوفية في مصر، من خلال الكشف عن دور الطرق الصوفية في تثبيت المعتقد حول التسامح وتقبل الآخر بين أتباعها.
وقال "تؤدي هذه الطريقة من الصوفيه رسالتها على الوجه الذي يضمن لها المشاركة الإجتماعية الفعالة، بما لا يتعارض مع معتقداتها الداعية إليها، ومن ثم صياغة رؤية مقترحة لمنطلقات فكرية لوجود بعض أشكال التسامح والحوار وقبول الآخر داخل الثقافة العامة والخاصة في المجتمع المصري".
وأضاف "في إطار ما يعج به المجتمع المصري من تيارات فكرية ومذاهب دينية مختلفة، وخاصة عقب أحداث ثورة25 يناير، والتي ظهر من خلالها أهمية نشر مفهوم التسامح وتقبل الآخر فكراً وسلوكا، تمهيداً لإقامة مجتمع مدني يقوم على الثقافة ولغة الحوار وتقبل الآخر ديناً وفكراً وثقافة، للمضي قدماً نحو حياة أفضل ومجتمعاً أكثر أمناً واستقراراً وتقدماً.
وبين الدكتور محمد سعيد من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في تونس في ورقته "أقوال علي بن زايد والحميد بن منصور: أحكام يمنية شعبيّة لتوارث المعارف والقيم" موجة الوعي للتراث المنقول شفويا، وأشكال الحديث عنه في الندوات الثقافيّة وفي المدونات الإلكترونيّة ومواقع الانترنت اليمنيّة الكثيرة، والشعور بخطورة ضياعه بسبب المتغيرات الحاصلة في المجتمع اليمني نتيجة للهجرة من الريف إلى المدينة والتعليم الرسمي.
في السياق ذاته أشار سعيد إلى الاهتمام الخاص الذي رافق بما يعرف في اليمن بـ "الأحكام" وهي أقوال يتضمن الواحد منها "حكمة" أو أكثر ذات غايات تربويّة وتعليميّة يتوارثها الناس في الأوساط الريفيّة وينسبونها إلى "الحكماء".
"تجليات التراث الشعبي في أعياد بلاد الشام" كانت ورقة للدكتور منذر الحايك من جامعة القلمون الخاصة في سورية، حيث بين أن التراث الشعبي يشكل مادة حميمية لمجتمعه، فهو يضم وجدانه وذكرياته.
ورأى أن الاهتمام يأتي به تلبية لحاجة ملحة هي الحفاظ على القيم والتقاليد، لنقلها إلى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن التراث موروث ثقافي لكنه حي فينا بوعي منا أو بدونه.
ودعا الحايك إلى الحفاظ على التراث قائلا "لأن التراث جزء مهم من تاريخنا الشعبي فيجب السعي لتنظيم حملات ممولة ومنظمة جيداً، لجمع التراث المادي والثقافي، وحفظه ومن ثم الإشراف على النشاطات التراثية، وكل ما يستمد من التراث، لوقف تشويهه واستغلاله".
أما في ورقة "الوشم في الموروث الشعبي وتجلياته في الخطاب المؤنّث" التي قدمتها الدكتورة زهيرة قروي والدكتورة ليلى جباري من جامعة قسنطينة في الجزائر تناولت الوشم، الذي هو تقليد طقوسي عريق في الثقافة الشعبية يمارسه المجتمع بفئاته الواسعة وبأشكال مختلفة تبعا لطبيعة المستخدم.
وجاء في الورقة "اكتست ظاهرة الوشم منذ القديم وعبر الحضارات المختلفة دلالات شتى تمليها الظروف والملابسات المصاحبة، والوشم علامات ورموز وزخارف تبصمها المرأة على وجهها أو عنقها".(بترا)