لمصلحة من يُقتل الطيارون السوريون؟
مقتل خمسة من الطيارين السوريين في عملية قيل أن الجيش السوري الحر قد نفذها جاء صادما لكثير من المراقبين والمتابعين للشأن السوري، ذلك لأن سلاح الجو السوري لم يشارك بشكل مباشر حتى الآن على الأقل في قمع الثورة السلمية للشعب السوري، فلماذا إذاً يُستهدف الطيارون السوريون؟
إذا كان الجيش السوري الحر هو فعلا من نفذ هذه العملية، فعليه أن يُراجع حساباته جيدا ويحدد أهدافه بوضوح ويتوقف عن مثل هذه العمليات. يجب على هذا الجيش أن يُفّرق بين ما هو في مصلحة الوطن وبين ما هو في مصلحة العدو الإسرائيلي. المصلحة الإسرائيلية تقتضي القضاء على كل الكفاءات العربية وعلى رأسها الكفاءات العسكرية. الطيارون العرب ثروة وطنية وقومية لا يمكن الاستغناء عنها حاضرا أو مستقبلا. قد تستطيع جهة ما تدريب مقاتلين وتسليحهم وإرسالهم إلى المعركة في فترة قصيرة، أما إعداد الطيارين وتدريبهم على فنون القتال، فذلك أمر مختلف، لذلك يجب المحافظة عليهم وتجنيبهم القتل ما داموا غير متورطين في قتل الناس وقمع المتظاهرين. صحيح أن هؤلاء الطيارين يخدمون الآن تحت إمرة النظام وينفذون أوامره، لكنهم سرعان ما يتحولوا لخدمة وطنهم والدفاع عن سمائه وترابه عندما يتغير النظام.
ثمة من يعتقد أن وراء هذه العملية جهة مشبوهة، وربما تكون قد تمت بتخطيط إسرائيلي ضمن خطة ممنهجة لاستغلال حالة الفوضى التي تعم المدن السورية لتدمير مُقدَّرات هذا البلد العربي وإضعافه حتى يكون لقمة سائغة في فم العدو، خصوصا إذا ما سقط النظام وجاءت من بعدة حكومة وطنية ديمقراطية تعمل على استرداد الأراضي المحتلة والوقوف في وجه العربدة الإسرائيلية، وسواء كان هذا الاعتقاد صحيحا أم خاطئا، فإن عمليات كهذه يجب تجنبها والتنبه لمخاطرها لأنها لا تخدم إلا المصلحة الإسرائيلية في نهاية المطاف.