ألم الأمة أين يكمن ؟!

تم نشره الخميس 01st كانون الأوّل / ديسمبر 2011 01:08 صباحاً
ألم الأمة أين يكمن ؟!
فتحي المومني

في البداية للكثير منّا الاطلاع الواسع على قضية فلسطين الأم ، وأولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين وبذلك يجب أن نفصل الجغرافيا عن الديمغرافيا .
إن المكوّن الرئيس للأرض العربية هي مسألة وجود الإنسان ، وأين تكمن قيمته , فالسابق من الأزمان كانت فلسطين مهد الأنبياء والحضارات , وتعاقب عليها أجيال كانت تؤمن بأن الأرض ووجودها هو من وجود الإنسان وقيمته --فلم تكن الخلافات الدافع الرئيس لاستمرار البقاء ، بل كان الدافع الرئيس هو إيمان الإنسان بأن الأرض ما دمت تحمل في قلبك وتفكيرك الحب لها ولمكونك البشري-- هو مدى ترجمة المعجزات إلى حقائق وتحقيق الانتصار تلو الآخر من أجل استمرار البقاء لك وللأجيال القادمة..

فلسطين أرض يلتفها الغموض بعد معادلة تشكل الأنظمة في القرن المنصرم ، وتحقيق مصالح العدو القديم الجديد ---فمنذ ولادة القرن التاسع عشر وبداية تشكل وتحول سياسي على مستوى العالم وولادة الحربين العالميتين الأولى والثانية-- كان تشكل نظام جديد يقوم على إفقار الإنسان ، وجعله داخل مظلة الحرمان من تحكم في الاقتصاد ، وقمع يمارس عن طريق تأمين لقمة العيش للإنسان على مستوى المشرق ، ومستوى أوروبا كافة ومعادلة بلاد الشام (التاريخ الموجود ) فمن نواتج السياسة الصهيونية على مستوى العالم كما يلي : 1-السيطرة على الإنسان ومكونه الفكري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي . 2- تفكيك المجتمعات عن طريق المال ، وضربهم فكرياً وسلوكياً مع أنظمتهم --3 -السيطرة التامة على الأنظمة العربية والعالمية بما فيها --سياساتهم ، واتجاهاتهم ، ومكون مجتمعاتهم ، واحتلال بـُنات أفكارهم وضربهم بعضهم ببعض وتشكيكهم بمواقف كانت الصهيونية السبب الرئيس في إيجادها داخل المجتمعات ما جعلها تعقد صفقات سياسية واقتصادية ومعادلات فيزيائية في حركة الكائن كيف يكون ومع من يكون ؟!

قرأنا الكثير مما جرى على الساحتين العربية والعالمية، وتحولات عميقة على حقل التجارب (الأمة والأرض العربية ؟) وكيف قسمت الصهيونية العالمية مثالاً حيّاً- السودان- وسيطرت على ثباتها الاقتصادي ، وعزلته عن مكونه الرئيس وهو المجتمع السوداني والعربي الأصيل ، وكيف فككت النظام ، وجعلته تابعاً مقابل أن لا يقدّم للاتهام أمام محكمة ليست عدلية بقدر ما أن هناك تحكم واحد يحكم العالم وهو --أحادي القوة الصهيوأمريكية ، وافتعال الأزمات والحروب الأهلية من أجل سيطرة القوّة على باقي المجتمعات التي تعيش على الأرض ، وإفقارها ، وبقاءها في دائرة العبودية والشك العاجز عن إيجاد حلول لأزمات كانت الأنظمة الموضوعة بقرار صهيوأمريكي ومواطن مأجور من أجل الإجهاز على ما تبقى من وجود لنا على أرضنا العربية أمثلتنا كثيرة فيما يحاك على الأمة العربية والإسلامية، والعراق وسوريا ومصر وليبيا شاهدٌ على ذلك, وان اختلفت في الطريقة والشكل ؟!
في الأردن تشكّل مكون اجتماعي ديمغرافي عقيم ، صاغته’ الأنظمة’ الحاكمة’ العميلة’ , وقد كان للسياسة الصهيونية مع المأجورين النيوليبراليين دورٌ كبير في إلقاء التهم على الشعب الأردني وكتّابه المدافعين عن ثرى فلسطين والأردن ، وعناصره المجاهدة من أجل فلسطين ، وقد سطّروا بشجاعتهم وثبات مواقفهم أنبل التضحيات وصفاء القلوب.... لا يمكن لأحد باع ويتكسب المال من المحتل أن يزاود على الشعب الأردني الأصيل الذي وقف مواقف الأبطال المدافعين عن فلسطين الأم ، والعراق وسوريا العمق التاريخي والجغرافي وباقي الأرض العربية --فما بعد منتصف القرن المنصرم بدأت الشكوك بالمواقف تأخذ طابع الحقيقة في كيل التهم على الأردنيين وذلك عن طريق المأجورين الذين باعوا فلسطين ، وصفوا شرفائها ببندقية للإيجار من أجل أن تبقى الأمة العربية في حالة ضياع ، ولاستمرار نهج السيطرة والتوسع على كل الصعد من قبل العدو الصهيوني الذي لم يتورع لحظة في الاستمرار بالقتل والسلب والنهب وضياع الأمة.

قبل أيام قرأنا الدراسة التي خلصت إليها جامعة أبو ديس ، والاستثمارات الفلسطينية التي ترفد الرأسمال الإسرائيلي.. وهو بالمليارات وكثير من البيوعات التي تمت قديماً من عائلات فلسطينية للكيان الصهيوني ويرقدون ويتكسبون المال في كل الدول العربية والعالم أجمع ، وتصفيات للمناضلين الفلسطينيين ، وعمالة وسمسرة في خارج فلسطين المحتلة ؟! .......لي أن أوصل الرسالة وهي أننا شعب واحد إذا أردنا النصر ، ودمٌ واحد ، ومصير واحد ---فبدلاً من الشكوك وقذف الآخرين بالسوء-- أن نلتفت قليلاً للوراء....
فلسطين وطن باعه المأجورون والقتلة من غير الأردنيين ، ويستمروا لاحقاً ببيع الأردن ، وبيع باقي المكون الديمغرافي والجغرافي في وطننا العربي.. هل ما زال يراودنا الشك في بيع فلسطين من قبل شعب كريم لم يقف سواه مناضلاً من أجل كل العرب؟!... --ألم يحن الوقت لمزيج متفاعل ثقافي من أجل إيقاف مسلسل الكذب على الشعوب من قبل الأنظمة السارقة لشعوبها وأرضها وإنسانها...
ألم نتعلم درساً من الإرث الكيسنجري قديماً ولا يزال ---بأن وحدة العرب شيء مستحيل ، وسنقف بقوّة للحيلولة دون حدوثها ؟! وأن حماية إسرائيل هو جلّ اهتمامنا ؟
يجب أن يستوعب الشارع العربي شيئاً واحداً ، ويعرفه كل العالم --ما من شعب يضحي من أجل أمته ، ويسعى إلى تحرير الإنسان من كل أشكال القهر والعبودية --كالمواطن الأردني ، والسبب في ذلك أنه تربى على حسن الخلق والكرم ، وطيب العرق والأصل ، ولم يجلس في زوايا الخيانة الكبرى وغيرها ، ولم يألف سوى حب الآخرين ، والتضحية من أجلهم ...
فخيانة’ الأمة من أنظمتها الكرتونية وأتباعها، وليس من قبل شعوبها __وكفى المؤمنين شر القتال..!!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات