أَجْلِسُ وَحْدِيْ

.بينَ رُكامِ العُمْرِ الهادي
أكتُبُ شِعراً
أقرأُ نثراً
أقرأ صُحُفاً في مِحْرابيْ
كلُّ صباحٍ تأتِيْ سوسنْ
تَقْرَعُ بابيْ
سوسن كانت من أترابيْ
كنَّا نلعبُ في المدرسةِ
وإذا حانَ زمانُ العودةِ
كانت تُمْسِكُ في جُلْبابيْ
كانتْ تَخْشى السَّيرَ بعيداً
في العودةِ بِطَريْقِ الواديْ
كانت تَخْشَى أنْ يَلقاها
ذِئْباً أحمرْ
أويَعْقِرُها كَلبُ الرّاعِيْ
كلبُ الرَّاعِيْ كانَ ثرياً
كانَ غَنِياً
إبْناً لأحَدِ النُّوَّابِ
******
دَخَلَتْ تَرْقُصُ مِنْ فَرْحَتِها
وانْتَزَعَتْ مِنْ حِجْرِيْ كِتَابِيْ
نَهَضَتْ أُمِّيْ وهْيَ تُزَغْرِدْ
قدْ خُطِبَتْ سوسن مِنْ شادي
قالت "عُقْبَالِيْ ....عُقْبَالِيْ"
*****
قَلَبَتْ فِيْ صَحْنِيْ فُنْجَانِيْ
قالت بُشْراكِيْ ياليلى
هذا شَخْصٌ يَأتِي اللّيْلَهْ
يَرْكَبُ فَوقَ حِصَانٍ أبْيضْ
*****
جَلَسَتْ ليلى قُرْبَ الْمَوْقِدْ
تَرْقُبُ أنْ يأتِيْ فَارِسَها
مَرّ المَوْعِدْ
وبَدَتْ تَنْظُرُ في ساعَتِها
تَنْظُرُ مِن خَلفِ سِتَارتِهاْ
تَسَمَعُ صَوْتَ حِصَانٍ قادِمْ
صارَتْ تَرِجفُ من فَرحَتِها
واتّجَهَتْ نَحَو الدُّولابِ
عَادَتْ تَرْكُضُ من حُجْرتِها
نَحْوَ البَابِ
لم تُكْمِلْ حَتّى زِيْنَتَها
نَسِيِتْ أن تَضَعَ الجِلْبْابِ
تَسْمَعُ صَوتَ حِصِانٍ قادِم
هذا حازم..!!!
جاءَ اليومَ لِيَطْلُبَ يَدَها
نَزَلَ الفَارِسُ.... خَلفَ البابِ
قرَعَ الجَرَسَ...ودقَّ البابِ
لم يَسْمَعْ من ليلى جَوابِ
دَخَلَ إلى مَنْزِلِ جَارَتِها
******
عادت ليلى لجريدتها
تَكتُبُ شِعراً تَقرأُُ نثراً ...
تَنْظُرُ من خَلفِالسِّرْدابِ
ومَحَتْ لوناً عنْ شَفَتَيْها
قالتْ للمرآةِ بِصَوتٍ
لا يخلو من لحنِ عَذابِ
لا بُدّ بِأنْ يُقْرَعَ بابي
لابُدَّ وأنْ يُقْرَعَ بابي [i]
من ديوان زهور لاتذبل
عاطف المومني