مناهج اللغة العربية وقعت في مخالفة منهجية لمنطق تعلمها !
اللغة مكتسبة، وتكتسب عبر خبرات متنوعة حياتية وطبيعية، حيث يولد الإنسان ولديه استعدادات لتعلم اللغة، واللغة تنمو وتتشكل في وسط اجتماعي، وتتأصل نتيجة الإستعمال والممارسة ، ووضع الطلبة في مواقف حية غير مصطنعة ، فاللغة معايشة، وحياة ، وممارسة ، وتتحقق لدى الطلبة نتيجة مرورهم بخبرات تدريسية متخصصة مختلفة. ومنهج اللغة يقوم على أربع نتاجات أساسية ، بالإضافة إلى التفكير، وهي تشكل نظامًا من العلاقات التكاملية التبادلية السببية التأثيرية. ولهذا لا بد من الأخذ بالمنحى التكاملي integrative approach ، فالخبرات المكتسبة قبل التعلم الجديد هي منطلق للتعلم اللاحق، وهنا تتحقق البنائية في تعلم اللغة وتعليمها.
أما من حيث تنظيم مناهج اللغة العربية في الوقت الحالي فهي متطورة، وتقوم بمعالجات تكاملية على درجة عالية من الأهمية ، ولكنها مخالفة لمنطق تعلمها ، فقدمت المعالجات القرائية، وأخرت المعاجات الإستماعية، وهذا الأمر مخالفة منهجية لغوية صريحة وواضحة للعيان في المناهج التي تعالج المهارات اللغوية
إن المنطق الصحيح في تعلم اللغة وتعليمها يتم عبر التسلسل المنطقي للمهارات اللغوية استماعًا ومحادثةً وقراءةً وكتابةً ،وفي ضوء النتاجات اللغوية المحددة لها. والوحدات الدراسية يجب أن تبدأ بالإستماع؛ لإنه يعد أول أنموذج لغوي يكتسبه الإنسان، وعمليات الإستماع أسهل عمليات اللغة تعلمًا، وهي المقدمة الطبيعية لمعظم العمليات الفكرية والعقلية الموجهة للسلوك البشري ، ولها أهمية كبيرة في تعلم المهارات الأخرى، وتعد المتطلب الأساس لها. إذ لا بد أن تبدأ الوحدة الدراسية بالإستماع كمدخل رئيس للوحدة الدراسية. وبعد ذلك تعالج مهارات المحادثة بما عرض في موضوع الإستماع ، وفي ضوء النتاجات المحددة لها.
وأما القراءة فتعالج كمرحلة ثالثة ،وفقًا للنتاجات المحددة لها،فلا بد لنص القراءة من رابط موضوعي تكاملي مع نص الإستماع ؛ليكتسب الطلبة خبرات متنوعة من عمليتي الإستماع والمحادثة.ويأتي تعلم الكتابة في نهاية الوحدة الدراسية ،وقد اكتسب الطلبة خبرات كثيرة متنوعة يمكن توظيفها في الكتابة ،وهي نتاج المحصلة اللغوية في نهاية المطاف ،وفي ضوء النتاجات المحددة لها.
إن تنظيم الوحدة الدراسة ليس بالأمر السهل وفق هذا النهج المنطقي،ففي الوحدة الدراسية يجب أن نحقق المنطق في معالجة المهارات اللغوية ، ونحقق وحدة الموضوع أيضًا، بمعنى أن هناك رابطًا موضوعيًا يحقق التكامل في الجوانب المعرفية والمهارية، والقيم والإتجاهات، ومعالجة الجوانب الثلاث في ضوء النتاجات المحددة لكل منها.، وهذا النهج الجديد لا يعترض عليه متخصص لغوي تطبيقي.