أحجب الثقة...أمنح الثقة
تنشغل هذه الأيام محطاتنا الفضائية والأرضية والإذاعات والمواقع الإلكترونية والصالونات السياسية وقعدات الحارة بنقل بطولات نوابنا المدججين بسلاح الثقة التي تستجديها الحكومة من على منبر مجلس النواب ويكاد نوابنا الأكارم أن يطلقوا الرصاص الحي على وزراء حكومة عون الخصاونة فأغلب الكلمات تتضمن جلد الحكومة والتشكيك بأعضائها ونواياها ومحاكمة علنية لكل مايتعلق فيها....كل ذلك والوزراء يجلسون وكأن على رؤوسهم الطير (والقط بوكل عشاهم) وخدودهم حمر خجلآ من مطالب النواب وصياحهم ووعيدهم واليمينات التي يطلقها النواب بعدم منح الثقة.
كل هذا ومع خوفي المتكرر على نوابنا الأفاضل بأنهم يصابو بالفتاق وعندما نصل لوقت التصويت بمنح أو حجب الثقة يمنحها النواب التلفزيونيين ويكرروها بالفم المليان ثقة ونص....أليس هذا بغريب؟
إن أغلب النواب ولا أقول كلهم عندما يمتطون منصة الحديث فإنهم يخاطبون كاميرات التلفزيون وليس الحكومة لكي يتم الحديث بين الناس بأن النائب الفلاني بحكي وبسب وبلعن ومابخاف..مش زي غيره.
لذلك أجد نفسي وبخاصة في هذه المرحلة الحرجة من مراحل فوضى الإعتصامات والحراكات المتتالية في منطقتنا أطلب من نوابنا الأعزاء وضع بطولاتهم الكلامية جانبآ والسير مع الحكومة الجديدة التي لديها كل الدعم من سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين بالقفز خطوات واسعة نحو المزيد من الإصلاحات المدروسة والمبنية على أسس واضحة.
وأرجو من قيادات المعارضة والحراكات والإعتصامات إعطاء دولة الرئيس عون الخصاونة وفريقه الوزاري مساحة معقولة من الوقت لتنفيذ الوعود التي أطلقها وعندها تتم المحاسبة والمسائلة فالمنطقة تمر بحالة من الغليان الذي لايحتمل التأخير أكثر من ذلك.