شغب الملاعب ظاهرة تستحق الدراسة
مع إطلالة أو انتهاء كل عام تطل علينا ظاهرة شغب الملاعب التي تعقب مباريات الدوري الأردني والحكومة لا تحرك ساكنا تجاه هذه الظاهرة السلبية سوى إنزال قوات الأمن إلى الملعب لتفريق السحيجة والطبيلة.
وشغب الملاعب يستحق أن نطلق عليه ظاهرة خاصة بعد أن اعتاد الشعب الأردني على هذا السلوك السلبي الناجم أصلا عن خلل في ترتيب وتنظيم الفرق الأردنية والتي هي بالأساس اختصاص الاتحاد الأردني لكرة القدم ووزارة الشباب.
واصل المشكلة ينبع من وجود فريقين أساء بعض مشجعيهم إلى الوحدة الوطنية التي نفاخر بها العالم ولكن أمام مباراة واحدة يتعرى الموقف ويصبح الكلام عن الوحدة نسج من الخيال .
أنا لا أقول أن لدينا أزمة وحدة وطنية ولكن تقسيم اللاعبين في منتخبي ألفيصلي والوحدات بهذا الشكل أصبح معول هدم للوحدة واعتقد أن الجميع يتفق معي أن الأخضر بات يرمز إلى الأردني من أصل فلسطيني بينما يرمز الأزرق إلى الشرق أردني .
ما الذي يضير الحكومة الأردنية لو لجأت إلى حل الفريقين واستبدالهما بأسماء أحداث تاريخية وقعت على ارض المملكة مثل مؤتة والكرامة واليرموك ومحاولة خلط اللاعبين بحيث يصبح فريق الوحدات يضم كل التركيبة الديمغرافية للبلد وكذلك فريق ألفيصلي على غرار ما هو جاري في مصر زملكاوي واهلاوي أو أوربيا برشلونة ومدريد ويصبح للمواطن الحق فقط في تشجيع اللعب النظيف.
كم هو جميل والشعب الأردني بكل أطيافه يتابع مباريات المنتخب الوطني مع الدول الشقيقة والصديقة وكم هو جميل الحماس الوطني لإعلاء علم الأردن في سماء الكرة العربية والدولية وكم هو جميل وأنت ترى شوارع المملكة تعج بالفرحة بعد فوز المنتخب في مبارياته .
وعودة إلى البداية فان المحللين يقولون أن من يقوم بهذه الشغب مجموعة من العاطلين عمن العمل والزعران الذين يحاولون الإساءة إلى صورة الوطن بينما يرى جانب أخر أن هذه الظاهرة موجودة وتستحق البحث ولذلك فهي تتجلى بصورة أو أخرى في شغب الملاعب.
بغض النظر عن ما يقال فأنني اعتقد أن الحكومة قادرة على وقف هذا المسلسل المعيب لان الكثير من المتشائمين يتهمون الحكومة باستغلال هذا الوضع لإشغال الشعب بقضايا صغيرة مقابل تمرير صفقات يصعب الإعلان عنها في الوضع الطبيعي.