مفاهيم صحيحة تعمّق التواصل مع الاشخاص ذوي الاعاقة
المدينة نيوز - لا يجد نعيم الصقري ( ابو هاشم ) البالغ من العمر ستين عاما اي حرج جراء تكرار سماع كلمة ضرير من قبل المحيطين به لان ذلك شيء موجود بالفعل على ارض الواقع ولا يستطيع احد انكاره كما يقول .
ابو هاشم الذي فقد نعمة البصر منذ اربعة وعشرين عاما داخل الغرفة الصفية اثناء تدريسه لمادة اللغة الانجليزية لم يفقد بصيرته , بل واصل حياته العملية والتعليمية كمعلم للمادة ذاتها للصف الخامس الابتدائي لطلبة مبصرين وبواقع 21 حصة دراسية اسبوعيا.
لكن طلبة جمعية ذوي البصيرة للتنمية الاجتماعية في محافظة الزرقاء البالغ عددهم 160 طالبا من ذوي الاعاقة البصرية رفضوا تداول احد المفاهيم الخاطئة في المجتمع وهي كلمة ضرير او اعمى وقرروا اختيار اسم خاص بهم حمل اسم الجمعية المذكورة واصبح يتداوله الكثيرون من حولهم . رئيسة الجمعية منال المعايطة تقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا) " لقد أصبح مفهوم ذوي البصيرة الذي جاء من الطلبة ذاتهم من المفاهيم البديلة عن كلمة أعمى أو ضرير في مجتمع الطلبة وذويهم على الاقل ". ويولي المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين اهمية لتغيير المفاهيم الخاطئة التي يتداولها المجتمع عند الحديث عن الاشخاص المعوقين من خلال حملاته التوعوية وورش العمل , وقام اخيرا بنشر مفاهيم ومصطلحات صحيحة لكل من يتعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة بغرض تغيير الصورة النمطية المتداولة.
وبحسب منسق برامج التوعية والمدافعة في المجلس عدنان العابودي فان المفاهيم التي يعمل عليها المجلس في جميع الحملات التوعوية جاءت بعد مصادقة الاردن على الاتفاقية الدولية لحقوق المعاقين في العام 2008.
ويقول: ان هذه المفاهيم والمصطلحات متعارف عليها عالميا وتعكس المنهجية الحقوقية التي وردت في الاتفاقية الدولية لحقوق المعاقين , واعدها المجلس بالتعاون مع منظمة التأهيل الدولية ضمن قائمة مفاهيم .
وتضم هذه القائمة أكثر من عشرة مصطلحات توضح المفاهيم الصحيحة بدلا عن المفاهيم الخاطئة من بينها : الاشخاص ذوو الاعاقة بدلا عن هذه الفئة او هذه الشريحة، الاعاقة البصرية او المكفوفون بدلا عن اعمى ـ ضرير ، الاعاقة العقلية بدلا عن المتخلفين عقليا ـ المجانين، اعاقة بدلا عن عاهة، الاشخاص قصار القامة بدلا عن الاقزام ، ذوو الاعاقة الحركية بدلا عن مشلول ـ مقعد ـ كسيح ـ مكرسح، ومستبعدون بدلا عن فئة مهمشة .
رئيس نادي النخبة للمكفوفين ميعاد خاطر اثنى على الجهود التي يبذلها المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين في مجال تصحيح المفاهيم الخاطئة ورأى ضرورة نشر المفاهيم الصحيحة بشكل اكبر من خلال وسائل الاعلام سواء على شكل فواصل بين البرامج او حتى ادخالها في المناهج الدراسية كوسيلة تعليمية.
وطالب المجتمع بمعاملة الاشخاص ذوي الاعاقة بشكل طبيعي وعدم اظهار العطف لان ذلك يشعرهم بالعجز مضيفا ان الكثيرين من ذوي الاعاقة لم توقفهم اعاقتهم عن مسايرة التطور في مجالات العلوم والابداع والاداب والفن.(بترا)