الاعتصامات والخروج عن الهدف
لك الله يا وطن .. لك الله يا اردن .. اعتصامات في كل مكان .. في الجامعات والوزارات والشركات وأمام المساجد والسفارات وفي الأسواق التجارية والطرقات وآخرها محاولة اعتصام من ذوي سجناء المخدرات للمطالبة بالافراج عنهم أسوة بالسجناء السياسيين المفرج عنهم .
بالطبع قد تكون المطالب بعضها مشروعة ولكل مواطن حق المطالبة بحقوقه ضمن الامكانات المتوافرة .. لكن أن تتحول هذه الظاهرة الى موضة وتسلية وتقليد أعمى بعد كل صلاة جمعة لتستمر المسيرة حتى تنهي ربة البيت طبختها .. هذا ما لا يمكن السكوت عليه بعد أن طفح الكيل وعمّت الفوضى .. وأصبحنا في الاردن مسرحا للفضائيات المعادية .
التجار بدأوا يتذمرون ويصرخون والمستثمرون صاروا يطفشون وزوار البلد راحوا يغادرون والاقتصاد غدا يتراجع شيئا فشيئا والمعتصمون بالمقابل يعطلون ويخربون !!! فهل هذا هو الربيع العربي الذي ننشده .. وهل هذه هي ضريبة الحرية والديمقراطية ؟؟
جلالة الملك وهو أول المشجعين للاعتصامات والتعبير عن الرأي استجاب منذ البدايه لنداء الشارع فأقال الحكومة وشكّل حكومة جديدة .. واقال رئيس مكافحة الفساد وعيّن بديلا عنه رجلا معروفا بنزاهته كماأمر جلالة الملك بتشكيل لجان نيابية وحكومية وزارية من اجل تلبية طلبات الشعب .. وتم وضع خارطة طريق وبرامج من اجل الاصلاحات ومكافحة الفساد وهل بعد هذا كله بقي سبب للاعتصامات ؟؟؟ .هل الاعتصمات هذه ستلبي المطالب الشعبية ؟؟ ولماذا اصبحت ممجوجة ومكررة بشكل يومي وكل عشرة اشخاص يعتصمون وتهرع الأجهزة الأمنية لتأمين حمايتهم في الوقت الذي تغلق في ميدان كل مسيرة المحال التجارية خشية السطو والنهب من قبل المدسوسين وذوي السوابق .. وهل المعتصمون أصبحوا ينفذون اجندة خاصة ومصالح ومكاسب شخصية ؟!! لماذا لا تعطى للحكومة فرصة لاثبات حسن النية وهل ضريبة الحرية هي الاعتصامات الزائفة ؟؟؟ وهل هذه هي مطالب الشعب ان نصل الى ما نحن وصلنا اليه ..رحماك يا رب .. لك الله يا اردن